إيران.. البنك المركزي وسوق العملات وشركات في مرمى"الملالي وترامب"
سخرية من رئيس البنك المركزي الإيراني واعتقالات بسوق العملات وخروج محتمل لشركات كبرى بعد انسحاب ترامب.
أثار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني عاصفة اقتصادية من المحتمل أن تزيد أوجاع نظام الملالي في ظل تفاقم الأزمات بالبلاد وزيادة الضغط الشعبي بسبب تردي الأوضاع المعيشية، لا سيما مع إعلان شركات ومؤسسات أوروبية كبرى اعتزامها الخروج من طهران، خشية تعرضها لعقوبات محتملة.
وكشفت كل من شركات "بيجو سيتروين" الفرنسية لصناعة السيارات، و"سيمنز" الألمانية المتخصصة في الصناعات الإلكترونية، و"إيرباص" الفرنسية لصناعة الطائرات،أنها بصدد إعادة النظر في العلاقات التجارية مع إيران بعد أزمة الاتفاق النووي المبرم منذ 3 سنوات.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن مصادر داخل شركتي بيجو وسيمنز أنهم ينتظرون الموقف الأوروبي بالنسبة لإيران بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالنظر إلى العواقب الاقتصادية المحتملة على أثر القرار بالانسحاب، فيما قررت شركة إيرباص دراسة الأمر على مهل، لبحث التأثيرات والتداعيات المحتملة، وتقييم الموقف التجاري مع طهران.
وفي السياق ذاته، شنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات السماسرة داخل سوق العملات الأجنبية في شارع فردوسي وسط طهران، وملاحقتهم في الأزقة، في أعقاب القرار الأمريكي بالتزامن مع وصول سعر الدولار إلى حدود 8 آلاف تومان إيراني، وسط تعتيم رسمي على أسعار النقد الأجنبي، وعجز حكومي عن كبح جماح انهيار العملة المحلية، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن قوى الأمن الداخلي اعتقلت منذ أمس الأربعاء نحو 30 من تجار العملة فور انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، في الوقت الذي هاجم فيه حسين رحيمي رئيس شرطة العاصمة طهران هؤلاء السماسرة، متهما إياهم بـ"استغلال الوضع"، لإحداث حالة من التوتر في سوق الصرف الأجنبي، على حد قوله.
وفي رد فعل ساخر على تصريحات أدلى بها ولي الله سيف، رئيس البنك المركزي الإيراني، قبل أيام مما وصفه بـ"سقوط الأرستقراطيين داخل سوق العملات الأجنبية"، لتبرير فشله في السيطرة على أزمة سوق النقد الأجنبي بالبلاد، انتقد رضا رشيد بور المذيع الإيراني الشهير هذا التضارب والتخبط الوارد على ألسنة المسؤولين الإيرانيين.
وأشار بور، في كلمة له عبر برنامجه اليومي على التلفزيون الإيراني، في نبرة ساخرة، إلى أن تلك الجملة التي تحدث بها ولي الله سيف بمثابة مصراع من الشعر، يجب أن تعقبه جملة أخرى عن ثناء وحمد المواطنين الإيرانيين، في الوقت الذي يهاجم فيه قطاع واسع من الشعب عجز البنك المركزي عن كبح جماع الأزمة المتفاقمة، وسط مخاوف متزايدة من العواقب المحتملة.