إيران.. "إضراب الشاحنات" يدهس "ظلم" الملالي
سائقو الشاحنات ينظمون احتجاجات واسعة النطاق في إيران احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية.
نظم الآلاف من سائقي الشاحنات في إيران إضرابا مفتوحا عن العمل على نطاق واسع داخل البلاد؛ احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية، إضافة إلى زيادة رسوم العبور عبر الطرق لنقل السلع والبضائع على الرغم من أجورهم المتدنية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الشلل التام على بعض الطرق السريعة داخل البلاد.
واعترفت وكالة أنباء "إيلنا" العمالية، الخميس، باتساع رقعة الإضراب الذي دخل يومه الثالث على التوالي داخل مختلف المناطق الإيرانية، حيث شمل نحو 25 محافظة وأكثر من 70 مدينة من بينها العاصمة طهران، وأصفهان، وامتد حتى قم والأحواز وصولا إلى مشهد التي كانت بؤرة اندلاع الاحتجاجات الأخيرة في يناير/كانون الثاني ضد نظام الملالي، وانتهاءً بكل من زنجان وكرمان وبلوشستان.
ونقلت "إيلنا" عن عدد من السائقين المحتجين، أن إضرابهم واسع النطاق يأتي بسبب انخفاض أجور النقل، وارتفاع تكاليف المعيشة بالإضافة إلى أموال التأمين التي يدفعونها وتكاليف صيانة وشراء قطع الغيار للشاحنات المعدة لنقل البضائع.
وتضامن مئات من الإيرانيين مع مطالب السائقين المضربين عن العمل عبر هاشتاق "اعتصاب کامیونداران"، أو "إضراب سائقي الشاحنات"، منددين بتفاقم أزمات البلاد في الوقت الذي ينشغل فيه النظام الإيراني بمغامراته العسكرية في كل من سوريا والعراق واليمن وغيرها.
وأكد مغردون أن سائقي الشاحنات المحتجين مصرون على مواصلة إضرابهم لحين استجابة السلطات الحكومية لمطالبهم، مؤكدين أن السلطات المعنية لم تنفذ الوعود التي قطعتها برفع أجور النقل منذ أكثر من سنتين، في حين يتهرب البعض الآخر من هذا الأمر بدعوى أنه يحتاج إلى قرار من حكومة طهران، في حين ذكر آخرون أن هناك انتشارا أمنيا في عدد من المناطق لمنع اتساع رقعة الاحتجاجات داخل البلاد.
وذكر نشطاء إيرانيون أن العديد من محطات الوقود، والمراكز التجارية ومحال الأسواق تضامنت مع هذا الإضراب الذي نظمه سائقو الشاحنات، عبر إغلاق أبوابها في محافظات مثل أصفهان، وكرمانشاه، مشيرين إلى أن الطرق السريعة في بعض المحافظات تشهد حالة من الشلل التام، في الوقت الذي اهتمت فيه الأقسام الخبرية الفارسية بوسائل إعلام عالمية مثل شبكة دويشته فيله الألمانية، وهيئة الإذاعة البريطانية، وراديو فردا بتغطية تلك الاحتجاجات.
ويتسع الحراك الشعبي ضد نظام الملالي في إيران، بصورة مستمرة، فبعد أن بدأ بمدينة مشهد التاريخية وامتد لأكثر من 100 مدينة بإيران في مطلع يناير/كانون الثاني، بات يتخذ أشكالا جديدة شملت القطارات والمترو، كوسيلة للتعبير عن الغضب من تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تزايد وتيرة القمع الممهنج من السلطات الإيرانية تجاه المحتجين.
وأقدم عمال غاضبون في مدينة آراك الواقعة وسط إيران قبل أسبوع، على إغلاق خط سكة حديد يربط شمال البلاد بجنوبها؛ احتجاجا على تأخر رواتبهم لمدة وصلت إلى 10 أشهر، وهو الأمر الذي بات معتادا في إيران مؤخرا، وسط عجز حكومي.