مقتل فلويد يسلط الضوء على حالات مشابهة حول العالم
من لندن إلى سيدني.. غضب المحتجين يتفجر لتنديد بوفاة فلويد والمطالبة بالتصدي للممارسات العنصرية
سلط حادث مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد الضوء على حالات مشابهة من حول العالم، في وقت تشهد فيه الكثير من الدول احتجاجات على نهج الشرطة في التعامل مع أصحاب البشرة السمراء.
ومن بين تلك الحالات، قضية الشاب الفرنسي من أصول أفريقية آداما تراوري، التي تتشابه كثيرًا مع حادث فلويد، فطبقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، كان كلا الشابين من أصحاب البشرة السمراء وأدت مواجهتهما مع الشرطة إلى وفاتهما، وكلاهما واجه صعوبة في التنفس بلحظاتهما الأخيرة.
وتوفى تراوري في عيد مولده الـ24 منذ نحو أربعة أعوام بأحد ضواحي باريس، بعد اعتقاله بسبب هربه أثناء التحقق من هويته، وتقول شقيقته آسا تراوري إن الشرطة أخبرتها أن آخر كلمات نطق بها شقيقها كانت "لا أستطيع التنفس".
وتضيف آسا خلال حديثها مع "سي إن إن": "توفى الاثنان بنفس الطريقة.. كان ثقل ضباط الشرطة جاثما على صدورهم وكانت كلمات النهاية هي نفسها".
ومع اندلاع المظاهرات احتجاجا على عنف الشرطة وعنصريتها في شتى أنحاء الولايات المتحدة، أصبحت احتجاجات التضامن حول العالم نقطة انطلاق للنشطاء والعائلات للتصدي لأوجه الظلم العنصري في بلادهم.
ومن لندن إلى سيدني، تفجر الغضب مع المحتجين الذين يشجبون وفاة فلويد ويطالبون بالمساواة.
وتقول آسا: "توفى شقيقي لأنه من أصحاب البشرة السمراء. توفى شقيقي لأنه جاء من منطقة محرومة".
ولم ترد الشرطة الفرنسية على طلبات "سي إن إن" للتعليق، لكن آخر تقرير طبي برأ الضباط المتورطين في حادث مقتل آداما، وأرجع وفاته لمشاكل صحية سابقة تقول عائلته أنه لا يعاني منها.
ويتعارض هذا التقرير مع التقييم الطبي الصادر عام 2018، الذي طلبته العائلة وأجراه أربعة أطباء، ووجد أن آداما على الأرجح توفى جراء اختناق بسبب الطريقة التي اتبعها ضباط الدرك أثناء إلقاء القبض عليه.
في نفس السياق، ترددت أصداء حادث مقتل جورج فلويد في المملكة المتحدة، حيث نظم الآلاف احتجاجات وسط لندن يوم الأحد والأربعاء، رافعين لافتات مكتوب عليها "حياة أصحاب البشرة السمراء مهمة"، مستنكرين تصوير أصحاب البشرة الملونة بالعدو في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال كهيندي أندروز الأستاذ بجامعة برمنغهام سيتي في بريطانيا إنه بالنسبة لمجتمع أصحاب البشرة السمراء والأقليات الذين يعيشون في المدن الأوروبية الكبرى، لا يعتبر فلويد مجرد شخصية عشوائية، لكن يمكن "أن يكون والدي أو شقيقي.. لذا بالنسبة لنا أنه ليس شيئًا حدث في أمريكا، إنه شيء يمكن أن يحدث لنا هنا".
وبريطانيا ليست غريبة على اتهامات العنصرية، فقد كلفت الحكومة بإجراء تحقيق عام 1999 بشأن مقتل المراهق من أصل أفريقي ستيفن لورانس، الذي قتل خلال هجوم عنصري نفذته مجموعة من الشباب من أصحاب البشرة البيضاء عام 1993، ووجد التحقيق أن شرطة العاصمة كانت "عنصرية من الناحية المؤسسية".
وفي أستراليا، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون خلال مقابلة إذاعية إن مقتل فلويد كان "مؤسفا ومروعًا"، مشيرًا إلى أن الأمر جعله يفكر بينه وبين نفسه "كم أستراليا رائعة".
لكن في نفس اليوم، ظهر مقطع فيديو لعملية اعتقال عنيفة لمراهق في سيدني، وظهر ضابط شرطة وهو يلقي بصاحب الـ17 عامًا أرضًا، والذي سمع صوته بالفيديو وهو يبكي.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز