خريف التقشف.. لماذا رفعت ألمانيا أسعار الغاز؟
سيواجه عملاء الغاز في ألمانيا تكاليف إضافية كبيرة اعتبارا من الخريف المقبل.
وأعلنت شركة "تريدينج هاب يوروب"، وهي شركة محاصة لمشغلي شبكات نقل الغاز، اليوم الإثنين في مدينة راتينجن أن رسوم الدولة الإضافية للغاز ستبلغ 2.4 سنت لكل كيلووات/ساعة.
يأتي هذا في إطار محاولة الدولة دعم المستوردين المتضررين من التكاليف الإضافية بسبب تراجع إمدادات الغاز الروسي.
مساعد مستوردي الغاز
وتهدف الرسوم إلى مساعدة مستوردي الغاز الذين يضطرون إلى شراء غاز أغلى ثمنا من موردين خارج روسيا ويعانون من خسائر فادحة.
وأصبحت أسعار الطاقة المرتفعة موضوعا سياسيا مهيمنا في أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث ارتفعت تكلفة المعيشة بشكل كبير جدا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وستدخل الرسوم الإضافية حيز التنفيذ رسميا اعتبارا من الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ولكن ليس من المتوقع أن تؤثر على فواتير الغاز حتى تشرين الثاني/نوفمبر أو كانون الأول /ديسمبر المقبلين بسبب اللوائح التي تحمي المستهلكين من تغيرات الأسعار.
تخفيف الأعباء عن المواطنين
في الوقت نفسه تعهد وزير الاقتصاد الألماني باتخاذ الدولة المزيد من الإجراءات لتخفيف الأعباء عن المواطنين، معلنا تمديد برامج الإغاثة المخصصة للاقتصاد.
وقال روبرت هابيك اليوم إن الضريبة "ليست خطوة سهلة بأية حال من الأحوال"، ولكنها ضرورية للحفاظ على إمدادات التدفئة والطاقة في المنازل وفي القطاع الاقتصادي، وأضاف: "وإلا فإن أمن الإمدادات سيتعرض للخطر".
وأكد هابيك أن التكلفة الإضافية للغاز ستكون مصحوبة بحزمة إغاثة أخرى، وقال: "ارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير نتيجة للحرب العدوانية الروسية بوجه عام، وكانت شديدة الوقع بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون الكثير, هذا عبء ثقيل يصعب أو يستحيل تحمله".
وأشار هابيك إلى أن الحكومة الألمانية اتخذت بالفعل الخطوات الأولى، مثل توسيع إعانات الإسكان مع دعم تكلفة التدفئة، معربا عن اعتقاده أن المزيد من الإغاثة المستهدفة ضرورية، وقال: "في هذه الأزمة علينا تأمين الإجماع الديمقراطي من منظور السياسة الاجتماعية".
وأكد هابيك أنه ليس من المقرر أن تحقق الدولة في نهاية المطاف إيرادات أعلى لضريبة القيمة المضافة من الرسوم الإضافية للغاز، وقال: "سنجد طريقة لضمان عدم وجود عبء إضافي".
أكثر من 75%
ويبلغ مخزون الغاز في منشآت تخزين الغاز الألمانية أكثر من 75%، على الرغم من انخفاض الإمدادات من روسيا بشكل كبير.
وأظهرت أحدث البيانات الأولية من مشغلي تخزين الغاز الأوروبيين السبت الماضي، أن مستوى ملء مستودعات تخزين الغاز الألمانية بلغ 75.43% من طاقتها الاستيعابية قبل نحو أسبوعين من الموعد المحدد.
ووفقا للوائح الجديدة، فإنه بحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول القادم، يجب أن يكون مستوى الملء 85% على الأقل وأن يكون 95% بحلول نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وتعوض مرافق التخزين التقلبات في استهلاك الغاز، وبالتالي تشكل نوعا من الحاجز لسوق الغاز.
ملأ المخازن قبل الشتاء
وتحاول الحكومة الألمانية ضمان ملء مرافق تخزين الغاز تقريبا بحلول فصل الشتاء.
والهدف هذا العام هو مساعدة البلاد على الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الخسارة الكلية المحتملة من الإمدادات الروسية في الشتاء.
ولأغراض المقارنة، ستكون كمية الغاز المخزنة عند مستوى 95% تقريبا هي نفس كمية الغاز التي استخدمت على مستوى البلاد خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2022.
وأصبحت مستويات التخزين المرتفعة الحالية ممكنة بسبب الاستهلاك المنخفض خلال الصيف والواردات القوية من شمال غرب أوروبا.