عادل الشاذلي لـ«العين الرياضية»: هكذا أوقفنا كريستيانو رونالدو في يورو 2024
مثّل التونسي عادل الشاذلي المدربين العرب كأفضل ما يكون خلال نهائيات بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024" التي اقتربت منافساتها من خط النهاية.
القائد الأسبق لمنتخب "نسور قرطاج" شغل منصب المدرب المساعد للفرنسي ويلي سانيول في منتخب جورجيا الذي فجر مفاجأة كبرى في يورو 2024 بترشحه إلى ثمن النهائي قبل أن يغادر البطولة إثر الخسارة أمام إسبانيا بنتيجة 1-4.
ويعتبر عادل الشاذلي أحد أبرز اللاعبين الذين عرفتهم كرة القدم التونسية، حيث أسهم في فوز منتخب "نسور قرطاج" بلقب كأس أمم أفريقيا 2004.
وخاض الشاذلي 58 مباراة مع منتخب تونس ضمن مختلف المسابقات سجل فيها 4 أهداف وأهدى 6 تمريرات حاسمة.
ولعب النجم المعتزل مع فرق معروفة في أوروبا على غرار سانت إيتيان وسوشو وإستر الفرنسيين، بجانب نورنبرغ الألماني وسيون السويسري.
كما خاض الشاذلي 3 مغامرات عربية تباعاً مع الشعب الإماراتي والنجم الساحلي التونسي وأخيرا الرجاء المغربي الذي أنهى فيه مسيرته الكروية عن عمر 37 عاماً.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدث عادل الشاذلي عن المشاركة المشرفة لمنتخب جورجيا في يورو 2024، بجانب تقييمه لمستوى البطولة وأفضل لاعب في المسابقة.
النجم السابق لمنتخب تونس كشف عن الطريقة التي اعتمدها منتخب جورجيا من أجل إيقاف كريستيانو رونالدو في مباراة دور المجموعات من البطولة القارية.
وفي سياق آخر، كشف عادل الشاذلي عن الفريق الذي يتمنى تدريبه بجانب موقفه من تولي تدريب منتخب تونس في المستقبل.
وفي خاتمة حواره، تطرق الشاذلي للفترة الصعبة التي عاشها بعد الاعتزال بسبب أزمة الإفلاس قبل أن يمنحه القدر فرصة ثانية من أجل إعادة بناء حياته، فضلا عن النصيحة التي يوجهها للاعبين الشباب من أجل إنجاح مرحلة ما بعد كرة القدم.
الروح العالية وراء تألق جورجيا
في أول مشاركة له في بطولة اليورو، نجح منتخب جورجيا في تقديم مستويات قوية ترجمها بترشحه إلى مرحلة ثمن نهائي المسابقة.
وفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص سر تألق منتحب جورجيا في البطولة القارية خاصة الفوز على البرتغال بثنائية دون رد، قال الشاذلي: "أعتقد أن الروح القتالية التي أظهرها كل اللاعبين أسهمت بشكل كبير في هذا الترشح التاريخي إلى دور الـ16 ".
وتابع: "جورجيا خاضت جميع مبارياتها بروح عالية بحثاً عن إسعاد الجماهير التي كانت تحلم منذ فترة طويلة برؤية منتخب بلادها في بطولة قوية مثل اليورو".
وأتم: "صحيح أننا نملك عدة نجوم مميزين من الناحية الفنية، غير أن المدرب ويلي سانيول ركز بشكل رئيسي على العامل الذهني باعتباره مفتاح تقديم وجه مشرف في البطولة".
مستوى البطولة جيد ونيكو ويليامز الأفضل
وفي تعليقه على مستوى النسخة الـ17 من اليورو، قال الشاذلي: "بعض المباريات كانت جيدة للغاية من الناحية الفنية، في حين كان المستوى متوسط في مواجهات أخرى".
وواصل: "إجمالا، يمكن القول إن مستوى البطولة جيد خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عدة عوامل من بينها إرهاق اللاعبين بعد خوضهم لموسم صعب مع فرقهم".
وختم هذا الجزء بالقول: "أعتقد أن نيكو ويليامز جناح منتخب إسبانيا هو أفضل لاعب في البطولة، تيقنت شخصياً من إمكاناته الكبيرة خلال المواجهة التي جمعت إسبانيا بجورجيا في ثمن نهائي المسابقة".
كيفية إيقاف كريستيانو رونالدو
وبخصوص الطريقة التي اعتمدها منتخب جورجيا لإيقاف النجم كريستيانو رونالدو خلال المواجهة أمام البرتغال في الجولة الثالثة من دور المجموعات، قال الشاذلي: "الجميع يعلم أن إيقاف رونالدو مأمورية صعبة للغاية، وذلك رغم تقدمه في السن وتراجع لياقته البدنية".
وأوضح: "أعتقد أننا نجحنا في تضييق المساحات عليه، ومنعناه من الحصول على الكرة في المناطق التي يفضلها في الملعب".
وأتم قائلا: "رونالدو يظل لاعباً كبيراً، ولو أنه لم يترك بصمة تهديفية خلال نهائيات يورو 2024".
منتخب تونس والنجم الساحلي
وفي سياق آخر، تحدث عادل الشاذلي عن طموحاته المستقبلية بعد أن نجح في ترسيخ أقدامه في عالم التدريب مع منتخب جورجيا.
وبخصوص هذا الموضوع، قال: "أحلم بتدريب فريق القلب النجم الساحلي في المستقبل القريب، ولما لا خوض مغامرة مع منتخب تونس في منصب المدرب الأول أو المساعد".
القدر منحني فرصة ثانية
وفي ختام حواره، تطرق عادل الشاذلي للمصاعب الاقتصادية التي تعرض لها بعد انتهاء مسيرته كلاعب في عالم "الساحرة المستديرة".
وقال النجم السابق لمنتخب تونس في هذا الصدد: "لسوء حظي، لم أحسن التصرف في الأموال التي غنمتها من مسيرتي كلاعب لأسباب عدة، لا يمكن كشفها أمام الرأي العام".
وأردف: "اضطررت للعمل في مصنع من أجل توفير قوت عائلتي، قبل أن يمنحني القدر فرصة ثانية من خلال العرض الذي تلقيته من صديق الطفولة ويلي سانيول للتواجد معه في منتخب جورجيا".
وأتم: "نصيحتي للاعبين الشباب أن يحسنوا استثمار أموالهم، ولا يرتكبوا حماقات قد تصعب عليهم مرحلة ما بعد نهاية المسيرة الكروية".