من عدن لباب المندب.. القوات اليمنية تطوق ممرات تهريب الحوثي
أصبح أهم خط تهريب ساحلي للحوثيين تحت أنظار القوات اليمنية التابعة للمجلس الرئاسي والتي تنتشر للعام الثاني من عدن شرقًا حتى باب المندب غربًا.
وعزز انتشار وحدات من قوات "درع الوطن" إلى جانب وحدات من قوات العمالقة والحزام الأمني فاعلية الجهود الأمنية في الشريط الساحلي البالغ طوله 150 كيلومترا تقريبًا، ابتداء من رأس عمران، ومشهور، وجحار، وقعوه، وخور العميرة، ورأس العارة، وحتى باب المندب.
ونجح هذا الحضور الفاعل للقوات لا سيما "درع الوطن" و"العمالقة" في قطع أهم شريان تهريب للحوثيين لاسيما ساحل رأس العارة والصبيحة والذي ظل منذ تحريره 2015، وكرا نشطا في تهريب الأسلحة للمليشيات بالإضافة لنشاط عصابات تهريب الأفارقة والاتجار بالبشر.
آخر الضربات
في آخر ضرباتها، نجحت وحدات من قوات درع الوطن، أمس الثلاثاء، في ضبط مركب صيد يقل كميات من الأسلحة والذخائر وذلك في سواحل رأس العارة التابعة لمحافظة لحج وقبل وصولها لمليشيات الحوثي.
وبحسب بيان لقوات درع الوطن فإن عملية الضبط تمت في بلدة "الهجيمة" الواقعة في مديرية المضاربة وراس العارة وكان المركب يقل "أسلحة آلي، وقذائف RPG وقذائف هاون، وذخائر متنوعة ، ومخازن آلي".
وأكد البيان "حصر جميع المضبوطات وتسليمها لعمليات الحملة الأمنية تحت إشراف مباشر من قبل قائد اللواء الرابع في درع الوطن العقيد عبدالخالق الكعلولي".
وأظهرت صورة تداولها ناشطون مئات الأسلحة الكلاشنكوف ومخازن ذخيرة وقذائف متراصة فيما كان جنود وضباط يصطفون حول الشحنة المضبوطة.
وقبل يومين، تمكنت قوات الحزام الأمني في الصبيحة، من إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من الأدوية غير المشروعة، وذلك عقب اشتباك مسلح مع المهربين في ساحل عمران غربي العاصمة عدن.
وبحسب بيان لقوات الحزام الأمني فقد أسفرت العملية عن ضبط 14 كرتونة من الأدوية المهربة، والتي تضمنت أصنافًا محظورة، أبرزها حبوب "البرجبالين" المخدرة بتركيز 300، والتي تُستخدم في أغراض غير قانونية وتشكل خطرًا على الصحة العامة.
مكافحة شاملة للتهريب
وخلال يناير/كانون الثاني 2025، أطاحت الحملة الأمنية المشتركة للعمالقة ودرع الوطن بـ 6 عمليات, بعدد من الشحنات منها أسلحة وذخائر ومتفجرات مهربة للحوثي وأخرى تابعة لعصابات تهريب البشر والأدوية.
وتنشر "العين الإخبارية" التسلسل الزمني لهذه العمليات الأمنية الناجحة في أهم خط تهريب للحوثيين مترامي الأطراف والذي ظل لسنوات صعب محاصرته.
- 30 يناير/كانون الثاني: ضبط سيارة محملة بالذخائر المتنوعة، شملت قذائف هاون 120ملم وذخائر من عيار 12.7 ملم، أثناء محاولة تهريبها عبر أحد الطرق الفرعية التي يسلكها المهربون بعيدًا عن نقاط التفتيش الأمنية في الصبيحة في محافظة لحج.
- 26 يناير/كانون الثاني: ضبط قارب محمل بكميات كبيرة من الأدوية غير المصرح بها، وكان يحاول المهربون إدخالها إلى السوق المحلي بطرق غير قانونية.
- 18 يناير/كانون الثاني: ضبط قارب تهريب يقل 179 مهاجرًا في سواحل خور العميرة قادمين من القرن الإفريقي، عقب محاولتهم دخول البلاد بشكل غير قانوني.
- 10 يناير/كانون الثاني: ضبط قارب تهريب يقل شحنة ضخمة من الأسلحة والذخائر، تعود لمهرب السلاح اليمني "ركاض المحولي" وهو صاحب نفوذ ومطلوب أمنيًا منذ فترة طويلة إثر أنشطته المخالفة للقانون.
- 11 يناير/كانون الثاني: ضبط قارب يقل كمية من الأسلاك المحشوة بمادة TBTشديدة الانفجار وصواعق متفجره كانت متجهة للحوثيين في الحديدة.
- 2 يناير/كانون الثاني: ضبط قوة بحرية قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 شخصًا حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية عبر ساحل رأس العارة في لحج.
مطالب ضرورية
تكمن أهمية هذه الحملة الأمنية في رأس عمران في عدن ورأس العارة وصولا لباب المندب في كونها تحاصر عمليات التهريب في البر والبحر رغم ضعف الإمكانيات وهو ما يستدعي من المجلس الرئاسي والتحالف العربي دعمها لتتمكن من تحقيق أهدافها كاملة.
ووفقا لمسؤولين في الحملة الأمنية من قوات العمالقة ودرع الوطن فإن القوات بحاجة "لتوفير قوارب حديثة ومعدات متطورة، لتعزيز قدراتها في متابعة المهربين عبر البحر بكفاءة أكبر، وعبر البر بما يسهم في تأمين الشريط الساحلي بالكامل بالإضافة للحاجة للتنسيق المعلوماتي".
وبرا، نصبت الحملة الأمنية بدعم من 10 زعماء من قبائل الصبيحة حواجز أمنية امتداد الطرق الفرعية في الصبيحة وسواحل المضاربة ورأس العارة من أجل تشديد الخناق على المهربين في أهم منطقة حساسة لهم.
لكن بحرا، لا تزال القوات بحاجة لدوريات بحرية وقوة مدربة أكثر لتتمكن من فرض رقابة صارمة على الطرق والمنافذ التي يسلكها المهربون عبر خط التهريب المترامي بين بحر العرب وخليج عدن وحتى باب المندب، وفقا لمراقبين.