باحثون يطورون لاصقا طبيا لإعادة بناء أنسجة القلب
الباحثون يحاولون التوصل إلى طريقة جديدة لتسليم الخلايا الجذعية إلى عضلات القلب المصابة، تعتمد على استخدام لاصق حيوي
طوّر فريق بحثي دولي لاصقا حيويا من خلايا أنسجة القلب (CSCs) المغلفة بـ"هلام الفيبرين"، بحيث يتم وضعها على المناطق المتضررة من القلب لإصلاح أنسجتها، بما يسمح بتفادي ما يعرف بـ"احتشاء عضلة القلب".
ويحدث احتشاء عضلة القلب المعروف باسم "النوبة القلبية" عندما تمنع بعض الانسدادات الدم المتدفق إلى القلب، ما يتسبب في تلف أنسجة خلايا القلب (خلايا العضلة القلبية)، ويؤدي ذلك إلى موتها.
وخلال السنوات الـ20 الماضية، كان العلاج بالخلايا الجذعية في دائرة الضوء لقدرته على تعزيز التئام الأنسجة عن طريق إفراز عوامل النمو (جزيئات قادرة على تحفيز نمو الخلايا).
وأظهرت الدراسات السابقة والتجارب السريرية أن حقن الخلايا الجذعية القلبية يمكن أن يؤدي إلى تجديد الأنسجة القلبية المتضررة، ومع ذلك فإن طريقة الحقن هذه ليست مثالية، إذ تتسبب في آثار جانبية في مواقع الزرع.
ولتجنب هذه المشكلة يحاول الباحثون التوصل إلى طريقة جديدة لتسليم الخلايا الجذعية إلى عضلات القلب المصابة، تعتمد على استخدام لاصق حيوي، وتم توصيف تلك الطريقة في دراسة نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في دورية العلوم المتقدمة Science Advances.
ووفق ما جاء في الدورية، فإن الفريق البحثي بقيادة كي تشنج من جامعة ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، وتشن جو من جامعة خبي بالصين نجح في إنتاج لاصق طبي يتضمن تلك الخلايا، ثم غطّى الجزء العلوي من الرقعة باستخدام هلام ليفي قابل للتحلل من "الفيبرين"، وهو مادة بروتينية ليفية بيضاء ينتجها بروتين موجود في البلازما (الجزء السائل في الدم)، ليقوم أثناء تحلله بالإفراج عن عوامل النمو من الخلايا الجذعية.
واختبر الفريق البحثي اللاصق الطبي على جرذان التجارب والخنازير، ولم تتم بعد تجربته على البشر، غير أن نتائجه مبشرة للغاية، لا سيما تلك التي أجريت على الخنازير، للتشابه الوثيق بين آليات تدفق الدم في قلوب الخنازير وقلوب البشر.
ويحتاج هذا اللاصق الطبي إلى مرحلة لاحقة من التجارب السريرية على البشر لإقرار استخدامه كأداة مفيدة في توفير العلاج للأشخاص الذين أصيبوا بنوبات قلبية.