"أديداس".. المستحيل أحيانا يخرج من مطبخ العائلة
قصة صعود أديداس إلى هرم الملابس الرياضية في العالم قد لا تراها إلا في الروايات السينمائية، لكنها في الحقيقة تحولت لأيقونة نجاح.
لم يتخيل الشاب الألماني داسلر أدولف، الذي لم يتجاوز عمره 30 سنة، أنه خلال سنوات معدودة من عمله في صناعة الأحذية سيكون صاحب شركة من أشهر وأكبر الشركات في مجال صناعة الملابس الرياضية حول العالم.
داسلر وأخوه
بدأ داسلر أدولف، بمعاونة أخيه رودي، مشروعه في صنع الأحذية بمطبخ منزله في بادئ الأمر، الذي يقع في مقاطعة بافاريا، ومع مرور القليل من الوقت نالت منتجاتهم شهرة كبيرة في ألمانيا لجودتها العالمية، فقررا افتتاح مصنع للأحذية الرياضية، وسُمي مصنع الأخوين داسلر عام 1924، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
وبعد قرابة 4 أعوام، قاد طموح داسلر وأخيه لتوسيع نشاط الشركة ليصل للعالمية، وذلك بتجهيز العديد من الأحذية الرياضية في دورة الألعاب الأولمبية التي أُقيمت في عام 1928.
تكلل مجهود الأخوين بالنجاح الكبير فى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936 في برلين عندما اقترب أدولف من العداء الأمريكى جيسي أوينز، وفتح حقيبة مليئة بالأحذية المزودة بقطع أشبه بالمسامير، وأقنعه بالركض بأحداها. انتهى الأمر إلى فوز أوينز بأربع ميداليات ذهبية، بينما حصل الرياضيون الآخرون الذين ارتدوا احذية الشركة على 3 ميداليات ذهبية و5 فضيات وبرونزية.
وشهدت علامة داسلر نجاحا تجاريا كبيرا بين عشية وضحاها. ووصلت المبيعات إلى 200 ألف زوجًا سنويًا وكانت لتستمر في النمو إن لم تندلع الحرب العالمية الثانية.
وانفصل الأخوان داسلر، في عام 1947، ليؤسس أدولف شركة أديداس، وينافسه شقيقه رودي داسلر بتأسيس شركة بوما الشهيرة.
اسم الشركة وشعارها
وجاء اسم الشركة لأول اختصار من أدولف داسلر، بأخذ مقطع "أدي" – وهو الاسم المستعار من أدولف-، ومقطع "داس" من اسم داسلر، وسجلت الشركة رسميًا في 18 أغسطس/آب 1949.
واختار "أدولف" للشركة الشعار المتعارف عليه اليوم والمميز لماركة أديداس هو عبارة عن ثلاث خطوط متوازية، فهي تعبر عن رسم تجردي للجبل، وأيضًا يوضح الأهداف التي يمكن تحقيقها بالسعي والمثابرة.
فالعبرة ليست دائمًا بالبدايات على قدر ما تتعلق بالعزيمة والصبر ورغبتك في الوصول لأعلى القمة.
وبعد وفاة أدولف داسلر، ورث ابنه هورست داسلر الشركة، ومن ثم بعد وفاة هورست داسلر عام 1987، تم بيع الشركة لبرنار تابي وزير الشئون المدنية وأحد أكبر رجال الصناعة في فرنسا.
لكن حدث أزمة مالية لبرنار تابي مما اضطره لبيع الشركة إلى روبرت لويس دريفوس بمساعدة بنك كريدي ليونيه، وبعد عدة قضايا متعلقة بالبيع وأسهم الشركة، رسميًا أصبح روبرت لويس دريفوس الرئيس التنفيذي في شركة اديداس.
واليوم تعد شركة أديداس رائدة في مجالها، وعبارة عن مجموعة شركات تتكون: من شركة ريبوك للملابس الرياضية، وشركة تايلور ماد أديداس ، وشركة روكبوت تايلور ماد أديداس.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز