"أديبك 2022".. إطلاق "منطقة الحياد الكربوني" من أجل صفر انبعاثات
أعلن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022"، الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، عن إطلاق منطقة الحياد الكربوني.
وتهدف "منطقة الحياد الكربوني" إلى تعزيز الحوار والتعاون بشأن القضايا المتعلقة بأمن الطاقة ويُسر تكلفتها واستدامتها.
وقال فيمال كابور، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "هانيويل"، خلال جلسة المؤتمر التي عُقدت تحت عنوان (تحقيق الحياد الكربوني في قطاعي التكرير والبتروكيماويات: منظومة التغيير للشركات في قطاع التكرير): لتعزيز جهود التحول في قطاع الطاقة، ما أنجزناه خلال المائة عام الماضية يجب إنجازه اليوم على نحو أسرع بواقع أربعة مرات. ولتحقيق ذلك، تُعدّ التكنولوجيا والتعاون والسياسات الحكومية بمثابة الركائز الثلاث الأساسية.
وأضاف: قد شهدنا من قبل السرعة التي يمكن بها تحقيق الحياد الكربوني للمشاريع عندما تجتمع هذه العناصر الثلاثة معاً، مثل الوقود المستدام للطيران، إذ إنه لا يوجد ذاك المتسع من الوقت لإضاعته. ويوجد اليوم أمامنا العديد من الفرص المماثلة، مثل التحكم في الانبعاثات والتقاط الكربون التي تتطلب نهجًا تعاونيًا أوسع.
ويجمع أديبك، تحت مظلته لهذا العام مجموعة من أبرز القادة والخبراء من سوق الطاقة العالمي لمناقشة أبرز التحديات في مجال الطاقة والتغيرات المناخية التي نواجهها اليوم.
وأوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، خلال الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح أديبك 2022 أن العالم بحاجة للمزيد من الطاقة بأقل انبعاثات.
كما أكد الجابر أنه "لا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة النووية أو الهيدروجين، فنحن بحاجة إليها جميعاً".
وسلط سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، الضوء على أهمية تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الانبعاثات خلال مناقشته لجهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويشكّل الحد من انبعاثات الكربون في عمليات إنتاج الطاقة العالمية خطوةً أساسيةً لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويعكس إطلاق منطقة ومؤتمر الحياد الكربوني هذه الأهمية، إذ يتيحان للخبراء الدوليين منصة لمشاركة رؤيتهم وتحليلاتهم لأبرز الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة.
ودعا المتحدثون الرسميون والمطالبون بخفض انبعاثات غاز الميثان صناع القرار لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الطاقة.
وخلال جلسة عقدت تحت عنوان (الإجراءات التشغيلية لخفض الانبعاثات)، قال فريجيس ليستاك، الرئيس التنفيذي لشركة "فلير تو فالف": نحن نعمل عن كثب لمعالجة مشكلة تسرب غاز الميثان بصورة عاجلة.
وأضاف: يقدر اشتعال غاز الميثان بـ 140 مليار متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفي لتدفئة 50 مليون منزل في العام الواحد، وهناك العديد من المنتجات التي يمكنها أن تحد من ذلك التسريب، علمًا أن العديد من تلك المنتجات تعد اقتصادية، ولسنا بحاجة إلى ابتكار تقنيات جديدة، فلا تترددوا بالتحرك الآن، ليس لدينا المزيد من الوقت.
وعن الحلول المتبعة لزيادة خفض انبعاثات غاز الميثان، أوضح بيتر هاردينغ، مؤسس شركة كيلفن ورئيسها التنفيذي: يجب أن نتحلى بالشجاعة والرغبة في التغيير لتسريع جهود الحد من انبعاثات الطاقة ووضعها على الطريق الصحيح.
وأضاف: إن التقنيات التي تركز على تحديد العوامل الجذرية لتسريب الميثان يمكن أن تسهم في زيادة إنتاج الطاقة بنسب تتراوح بين 10 و20 بالمئة مع انخفاض معدلات انبعاث غاز الميثان، مما يجعلها حلولًا مناسبة اقتصاديًا، كما تمكن مهندسي الطاقة من تحقيق نتائج ملموسة ذات كفاءة عالية.
وتشمل منطقة الحياد الكربوني منتدى يجمع قادة منظومة الطاقة لمناقشة تقنيات خفض الانبعاثات الكربونية واستعراض الدور الجوهري الذي يلعبه قطاع النفط والغاز في تسريع التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وبدوره قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة لفعالية أديبك 2022: يحتاج قطاع الطاقة إلى تعزيز التعاون في إيجاد الحلولٍ التي تحد من بصمته الكربونية، وهذا تركز عليه دورة أديبك لهذا العام من خلال جلسات النقاش التي تتناول الاستراتيجيات والتقنيات والابتكارات وسلاسل التوريد وغيرها.
ويجمع أديبك القادة وصانعي السياسات والمطوِّرين والموردين من مختلف مفاصل سلسلة القيمة، مما يتيح إمكانية التوصل إلى حلول قابلة للتنفيذ لتحقيق التحوّل في قطاع الطاقة والوصول إلى مستقبلٍ مستدام.
وقال بارت كورنليسن، رئيس الطاقة والموارد والصناعة في شركة "ديلويت": تلعب منطقة الشرق الأوسط دورًا رائدًا في عملية التحول في قطاع الطاقة، إذ تمتع المنطقة بميزة إضافية وتلعب دوراً رائداً في هذه المسيرة، حيث يوجد مشاريع كبرى في المنطقة لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر على حد سواء، وأصبحت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مصدرين رئيسيين للهيدروجين الأزرق والأمونيا من خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية في منتصف الطريق والمصب.
وأضاف كورنليسن: مع مواصلة شركات النفط والغاز في التعهد بدعم أهداف الحياد، تستمر احتياجاتها في النمو عندما يتعلق الأمر باكتشاف وسائل جديدة للوصول بتحقيق هذا الهدف، ويأتي تواجدنا اليوم في أديبك في إطار جهودنا المستمرة لدعم هذه الشركات في عملية التحول المعقدة للغاية، وذلك من خلال تبادل أفضل الممارسات التي تمكنهم من اغتنام الفرص وتجاوز المخاطر أثناء مرورهم بهذا التحول.
ويُقام أديبك 2022 تحت شعار (مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع)، وذلك قبل أسبوع من انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) في جمهورية مصر العربية، وبالتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة دورته الثامنة والعشرين (كوب 28).
ويتيح أديبك 2022 الفرصة أمام قطاع الطاقة العالمي لإعادة رسم ملامح خطط تحول القطاع، وضمان واقعيتها وشموليتها، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف المناخية والنمو على مستوى القطاع.