"أديبك 2023".. ما دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات في صناعة الطاقة؟
دورة استثنائية يشهدها معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" للعام 2023، تستند إلى إرث يمتد لنحو 40 عاماً حافلة بالابتكار والتطور.
وذلك من خلال توفير منصة تجمع بين منتجي الطاقة وأكبر مستهلكيها جنباً إلى جنب مع عوامل التمكين من الحكومات وقطاعي التكنولوجيا والتمويل، مع توفير مساحة أكبر للاستماع إلى المزيد من الأصوات والآراء والأفكار بما في ذلك الشباب والنساء؛ لتعزيز التعاون وتسريع وتيرة العمل الجماعي الهادف إلى تحقيق هدف مشترك يتمثل في ضمان مستقبل مستدام لقطاع الطاقة.
ويستقطب الحدث الأكثر تأثيراً في قطاع الطاقة العالمي، خلال الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 160 ألف مشارك، مع مجموعة متنوعة من الفعاليات تعد الأكبر على الإطلاق وتركز خاصة على التكنولوجيا والابتكار، حيث ستعرض 2200 شركة تمثل قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والشحن والتصنيع وغيرها، على مدار4 أيام، حلولاً تمكن العالم من الوصول إلى مستقبل منخفض الكربون ومرتفع النمو.
وفي دورة 2022 من "أديبك"، كانت مؤتمرات التصنيع الذكي، قد جمعت روّاد التصنيع في قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم لبحث كيفية تحقيق قيمة إضافية وتعزيز الإنتاجية من خلال التقنيات المتقدمة المتاحة بالقطاع، بما فيها الصناعات المعتمدة على أنظمة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأنظمة الروبوتية، إلى جانب دعم المواهب بالقطاع ودعم سلسلة التوريد والاستثمار الأجنبي المباشر. كما أتاح المؤتمر التقني لخبراء القطاع فرصة الاطلاع على مجموعة من دراسات الحالة وعروضاً حية لأبرز التقنيات.
صناعات ذكية.. وحلول تكنولوجية متقدمة
ومن جانبها، تشارك "إيدج"، المجموعة الرائدة عالميا والأسرع نموا في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023".
وستعرض "إيدج" منتجاتها المتنوعة، مع التركيز على الحلول المتعلقة بقطاع الطاقة، كما تسلط الضوء على قدراتها ومنتجاتها المتقدمة في قطاع النفط والغاز والطاقة.
كما ستعرض ثلاث من شركات "إيدج" مجموعة واسعة من حلول ومنتجات الطاقة المتقدمة التي تغطي مجالات التصنيع الدقيق، والاستجابة لحالات الطوارئ، والأمن الوطني.
فيما ستعرض "جاهزية" خدماتها المتخصصة في الإنقاذ من الحرائق، والصحة والسلامة، والاستجابة لحالات الطوارئ، والدورات التدريبية. وفي الوقت نفسه ستعرض شركة "إي بي آي" خدماتها بمجال الهندسة الدقيقة والتصنيع الآلي والعمليات الخاصة. كما ستعرض "اعتماد" محفظتها المتنوعة من حلول أمن البنية التحتية الحيوية في المعرض.
- تحت شعار "إزالة الكربون أسرع معاً".. تفاصيل وأجندة أديبك 2023
- إزالة الكربون أسرع معاً.. "أديبك 2023" منصة عالمية لاستشراف مستقبل طاقة أكثر استدامة
الذكاء الاصطناعي وخفض الانبعاثات
بينما تشكل تغيرات المناخ وتلوث البيئة تحديات كبيرة للعالم في الوقت الحالي، وللمساهمة في مكافحة هذه التحديات، يتعين تبني استراتيجيات مبتكرة تستند إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للحد من الانبعاثات الضارة وتحقيق استدامة البيئة، كما أوردت شبكة "سكاي نيوز عربية".
وثمة مجموعة من الاستراتيجيات والابتكارات التكنولوجية الضرورية لتحقيق طاقة مستقبلية أكثر نظافة واستقراراً، من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
- الاستفادة من البيانات الضخمة والتحليل الضوئي: يمكن استخدام الـ AI لجمع وتحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالانبعاثات والاستهلاك الطاقي.
- تكنولوجيا التحكم في الانبعاثات: تطبيق التكنولوجيا لتطوير أنظمة تحكم في الانبعاثات لمراقبة وتقليل انبعاثات الصناعات الكبرى والمرافق الصناعية.
- تقنيات التخزين النظيف: استخدام التكنولوجيا لتطوير وتحسين تقنيات التخزين النظيفة مثل تخزين الطاقة باستخدام البطاريات والهيدروجين. ذلك يمكن أن يزيد من استدامة الطاقة المتجددة.
- الطاقة المتجددة والشبكات الذكية: تطوير مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء هذه المصادر وتحقيق توزيع طاقة أكثر فعالية عبر الشبكات الذكية.
- النقل النظيف: استخدام التكنولوجيا لتطوير وتعزيز وسائل النقل النظيفة مثل السيارات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة ونظم النقل الجماعي الذكية.
- العمارة الذكية: استخدام التكنولوجيا لتطوير المباني الذكية التي تستخدم أنظمة إدارة الطاقة للحد من استهلاك الطاقة وزيادة الكفاءة.
- التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي: تطبيق تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التنبؤ بالاستهلاك الطاقي وتحسين تكييف أنظمة الطاقة.
- التوعية والتشجيع على الاستدامة: استخدام التكنولوجيا لنشر الوعي بأهمية الاستدامة وتشجيع المجتمعات والشركات على تبني ممارسات أكثر استدامة.
ويمثل التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ، إلى جانب تصاعد انبعاثات غازات الدفيئة، إحدى القضايا الرئيسية في القرن الحادي والعشرين. ويسعى العالم بكل حماس إلى التحول إلى مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة، بهدف التوافق مع الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس.
ويقول المستشار الأكاديمي في جامعة "سان خوسيه" الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، -بحسب "سكاي نيوز عربية"- إن تحقيق هذه الأهداف وتخفيف الآثار البيئية الضارة يتطلب الاعتماد العميق على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، محدداً أبرز المجالات المرتبطة في هذا السياق للمساهمة في خفض الانبعاثات، على النحو التالي:
- تسخير قوة الطاقة المتجددة: في طليعة استراتيجيات خفض الانبعاثات يكمن اعتماد مصادر الطاقة المتجددة. تلعب التكنولوجيا المتطورة دوراً أساسياً ليس فقط في تطوير هذه الموارد ولكن أيضاً في تسخيرها بكفاءة.
على سبيل المثال، أدى التقدم في تكنولوجيا الألواح الشمسية إلى تعزيز معدلات تحويل الطاقة بشكل كبير، في حين أن الابتكارات في حلول تخزين الطاقة تضمن الاستخدام المستمر للطاقة الشمسية خلال فترات انخفاض ضوء الشمس.
- كفاءة الطاقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: يظهر الذكاء الاصطناعي كقوة فعالة في تحسين كفاءة استخدام الطاقة. وتسمح قدرتها على تحليل مجموعات البيانات الضخمة بضبط عمليات إنتاج واستهلاك الطاقة.
ويعتبر هذا الذكاء ذا قيمة خاصة في الإدارة الذكية للشبكات الكهربائية، بما يقلل من فقدان الطاقة ويعزز الكفاءة العامة.
- احتجاز الكربون وتخزينه بشكل مستدام: تشارك الشركات والباحثون في جميع أنحاء العالم بنشاط في تطوير تقنيات مستدامة لاحتجاز الكربون وتخزينه. ويتدخل الذكاء الاصطناعي لمراقبة هذه العمليات وتحسينها، وضبطها لتتماشى بسلاسة مع الضرورات البيئية.
حلول الأتمتة المستدامة
فيما تعرض "إيمرسون"، الشركة العالمية في مجال البرمجيات والهندسة خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023" مجموعة من تقنيات ومنهجيات وحلول الأتمتة التي تدعم الشركات في تحقيق التميّز التشغيلي والمساهمة في بناء مستقبل مستدام.
وتماشياً مع شعار المعرض لهذا العام "إزالة الكربون أسرع معاً"، ستعرض الشركة مجموعتها المتنوّعة من تقنيات وبرمجيات الأتمتة الكفيلة بدعم قطاع الطاقة في تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفري ومستقبل مستدام.
ويتيح جناح "إيمرسون" لزواره استكشاف مجموعةً من الحلول المصممة لرفع مستوى السلامة والموثوقية، وتعزيز كفاءة الإنتاج والإنتاجية وترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات.
وستعرض "إيمرسون" أيضاً تقنيات مبتكرة تهدف إلى تسريع نمو قطاعات الطاقة الجديدة، مثل الهيدروجين، وبطاريات المركبات الكهربائية، والوقود الحيوي، واحتجاز الكربون. ويمكن للحضور طوال المعرض المشاركة في الاجتماعات التنفيذية والجلسات الاستشرافية التي تستضيفها "إيمرسون" في جناحها، لاكتساب معلوماتٍ أشمل حول الآفاق المستقبلية لقطاع الطاقة واستدامة العمليات.
و بدوره قال ماركو فيرارا، المدير الإداري في Federtec إن الجمعية الإيطالية لتقنيات ومكونات الميكاترونيك لطاقة السوائل ونقل الطاقة والأتمتة الذكية والتحكم في المنتجات والعمليات الصناعية تتشرف بتمثيل الشركات الإيطالية في أديبك 2023 ، ويوفر هذا الحدث فرصة رائعة لتمكين مؤسساتنا من تأسيس علاقات تجارية جديدة واستعراض منتجاتها وتقنياتها المتطورة، ودعم المنتجات التي تحمل شعار "صنع في إيطاليا"، لاسيما في هذا القطاع الصناعي الحيوي.
وعلق برونو فييرو، نائب الرئيس في ANIMA، قائلاً: "تتعاون ANIMA Confindustria مع وكالة التجارة الإيطالية في أديبك منذ سنوات طويلة، بصفتها ممثلة لمجموعة من الشركات الرائدة في مجال إمدادات قطاع النفط والغاز الإيطالية، ويستمر هذا المعرض في تأكيد أهميته العالمية في قطاعي النفط والغاز ومجال تحول الطاقة، باعتباره منصة فريدة لعرض الابتكارات والحلول التي تحمل شعار "صنع في إيطاليا" لمواجهة التحديات في مجال تحول الطاقة، ونؤكد بحضورنا هذا العام على إرثنا المتمثل في ضمان استمرارية العمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.
ومن ناحيته قال ماريا روزاريا فراغاسو، رئيسة الشؤون الدولية في ANIE Federazione، الاتحاد الإيطالي للشركات الكهروتقنية والإلكترونية يعد أديبك بمثابة منصة محورية للشركات الإيطالية، حيث يوفر فرصاً متنوعة لتعزيز العلاقات التجارية القائمة، مع القدرة على استكشاف أسواق جديدة ، ويؤدي تنامي الوعي البيئي، إلى جذب الاستثمارات لتبني الطاقة المتجددة والاعتماد على التقنيات الأكثر استدامة، حتى في قطاع النفط والغاز. وفي سياق التحول الوشيك في مجال الطاقة، يبرز أديبك كمنتدى مهم للمناقشات حول التقنيات المتطورة التي تسهم في استشراف مستقبل أكثر استدامة.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز