اليوم الأول لـ"أديبك".. رسائل طمأنة لقطاع النفط العالمي ومفاجأة إماراتية
اليوم الأول من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019" شهد عديدا من الفعاليات ومشاركة عدد من الشخصيات
جاء إعلان شركة الإنشاءات البترولية الوطنية التابعة لـ"صناعات" الإماراتية، عن "أثقل منصة بحرية ثابتة وأحادية الكتلة" في العالم، كأحد أبرز المشاهد في اليوم الأول لفعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019".
وانطلقت الإثنين، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض فعاليات "أديبك 2019" برعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
منصة إماراتية بموسوعة جينيس
ونجحت شركة الإنشاءات البترولية الوطنية التابعة لـ"صناعات"، في تحطيم الرقم القياسي العالمي الخاص بموسوعة جينيس للأرقام القياسية، بـ"منصة أم اللولو لمعالجة الغاز" التي تزن 32 ألف طن متري؛ حيث صنعتها الشركة بالكامل في دولة الإمارات ضمن منشآتها التصنيعية المتطورة والممتدة على مساحة 1.3 مليون متر مربع في مدينة مصفح بأبوظبي، وذلك لصالح شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك".
وتنتصب "منصة أم اللولو لمعالجة الغاز" على ارتفاع يقارب طول برج "بيج بن" في لندن، وهي واحدة من 5 منصات صنعتها شركة الإنشاءات البترولية الوطنية بالكامل كجزء من عقد تصميم وتوريد وإنشاء منحته شركة "أدنوك" إلى تحالف يضم شركة الإنشاءات البترولية الوطنية وشركة "تكنيب إف إم سي – أبوظبي" لتنفيذ عقود الحزمة الثانية من مشروع التطوير الكامل لحقل أم اللولو البحري.
التحول الرقمي في صناعة النفط
وخلال فعاليات "أديبك 2019"، الذي تستمر فعالياته حتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وبمشاركة أكثر من 2200 جهة عارضة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، إن التحول الرقمي الذكي سيكون بوابة التغيير الحقيقي لقطاع النفط والغاز، نحو مرحلة جديدة من صناعة أهم منتج للطاقة في العالم.
وأشار الجابر في الكلمة الافتتاحية له على هامش أعمال المؤتمر إلى أن تبني أدوات التحول الرقمي الذكي في عمليات الإنتاج والتكرير والعمليات اللاحقة واستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة سيسهم في تعزيز الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة، وتحقيق أقصى قيمة مضافة منها.
وعدّ الجابر أن اللجوء إلى التطور الرقمي في صناعة النفط والغاز، يعني الحاجة إلى أيدٍ عاملة قادرة على التأقلم مع التطورات المتلاحقة في الذكاء الاصطناعي، "لذا، فإن الإمارات حريصة على تطوير الكوادر البشرية حتى أصبحت قادرة على إرسال أبنائها إلى الفضاء".
وأشاد الجابر بمعرض ومؤتمر أديبك الذي نجح في ترسيخ مكانة الإمارات في صلب الحوار العالمي حول قطاع الطاقة من خلال دوره كمنصة تجمع الخبراء وصناع السياسات في القطاع وقادة الشركات والحكومات.
وتعد هذه الدورة الأكبر في تاريخ أديبك الذي استطاع ترسيخ مكانته بوصفه الحدث الأكثر نفوذا وتأثيرا في قطاع النفط والغاز في العالم لمساهمته في رسم ملامح مستقبل القطاع وتوفير منصة عالمية للتعرف على أفضل الممارسات والابتكار في القطاع.
ويستقبل الحدث على مدار أيامه الـ4 أكثر من 150 ألفا من الحضور والزوار من 167 دولة، بينهم صانعو قرار وقادة فكر كبار.
التزام إماراتي بتلبية الطلب على النفط
وقال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، على هامش أعمال "أديبك 2019" إنه ليس قلقا حيال نمو الطلب على النفط.
وأضاف: "وتيرة نمو الطاقة الخضراء ستكون أسرع في المستقبل لكن النفط والغاز سينموان أيضا".
وقال وزير الطاقة والصناعة: "الإمارات ملتزمة بتلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط والغاز"، مضيفا: "نعمل على زيادة إنتاج الخام ورفع قدراتنا من الطاقة المتجددة".
وأضاف: "قبل 30 عاما كانت نسبة استهلاك الوقود الأحفوري 80% مقابل 20% للنووي.. هذه النسبة لا تزال كما هي تقريبا رغم النمو الكبير الذي حدث".
وتابع: "نمو مصادر الطاقة الأخرى لا يعني خفوت الطلب على النفط لأن الاستهلاك يزيد، لدينا جميع أشكال الطاقة النظيفة والمتجددة".
وقال المزروعي في كلمته: "هناك تركيز كبير على البتروكيماويات ولدينا إمكانات كبيرة جدا في الصناعات البتروكيماوية النظيفة".
وأضاف: "علينا الاستهلاك برشادة وتوزيع نمو الإنتاج بين مصادر الطاقة المختلفة بشكل متوازن".
وتابع: "السوق يصحح نفسه ونحن ملتزمون بالجمع بين إنتاج النفط والطاقة المتجددة".
التطورات التكنولوجية خلفت تحديات
ومن بين أشهر المتحدثين العالميين وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة كونداليزا رايس، والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس رئيس معهد "كيه كيه آر" الدولي، وسيباستيان ثرون الرئيس التنفيذي لشركة "كيتي هوك" مؤسس مختبر "جوجل إكس لاب".
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، إن دول العالم تواجه تغييرات كبيرة على عدة جبهات أبرزها الاقتصادية والاجتماعية، بسبب التغيرات والتطورات التكنولوجية التي تدفع حالياً نحو تغييرات بشرية هائلة.
وذكرت "رايس" في كلمة لها خلال الجلسة الأولى لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019"، أن دول العالم أمام تحدي تحمل هذه التغييرات بسبب التكنولوجيا، وقدرتها على إظهار كل شيء عبر الحدود.
وتشارك رايس في جلسة حول إعادة تعريف صناعة النفط والغاز على المستوى العالمي، لضمان النمو وأهمية مزيج الطاقة في المستقبل، وأهمية التعليم لمواكبة وظائف المستقبل في قطاع الطاقة.
واعتبرت الوزيرة الأمريكية السابقة أنه بدلاً من الحديث عن التغيير، يجب الحديث عن الفرص التي سينتجها هذا التغيير، والبحث عن فرص لتحسين حياة الشعوب.
"أديبك" قيمة مهمة لقطاع النفط
وقال كريستوفر هدسون رئيس شركة "دي إم جي إيفنتس" للفعاليات، إن التغييرات الدراماتيكية الحاصلة في قطاع النفط والغاز، بل في جميع قطاعات الأعمال والاقتصاد، تدل على زيادة أهمية أديبك بوصفه ملتقى عالميا لكبار المفكرين وصانعي القرار في القطاع.
وأضاف خلال كلمته في "أديبك 2019": "تضفي أبوظبي، من خلال أديبك، قيمة جديدة على قطاع النفط والغاز؛ فقد شهد الحدث تطورات مستمرة على مر سنوات وظل يشهد أعدادا قياسية من الحاضرين والعارضين والمشاركين في المؤتمرات، متيحا المجال أمام العارضين للوصول إلى مصادر جديدة للأعمال، في حين يمكن قادة الفكر من تبادل المعرفة، ويتيح للشركات آفاقا أوسع للتطور والنمو بينها تطوير الجيل القادم من الكفاءات".
واستطاع "أديبك" بفضل التطور المستمر ضمان نجاحه المتواصل منذ انطلاقه لأول مرة في عام 1984.. وتشهد دورة العام الحالي إعادة هيكلة كاملة لبرنامج المؤتمرات الاستراتيجية المرموق للتركيز على مفهوم "النفط والغاز 4.0"، في إشارة إلى "العصر الصناعي الرابع".
ويسلط أديبك 2019 الضوء على تأثير التقنيات الرقمية والناشئة على النفط والغاز والطاقة.
الأهمية الحيوية للنفط
وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو إنه سيتعين على قطاع النفط التأقلم مع تغيرات على مزيج الطاقة في المستقبل.
ووجه باركيندو، في كلمته بمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019" الشكر لقيادة الإمارات على التقدم الكبير والسريع الذي حققوه في فترة قصيرة جدا.
وقال الأمين العام لأوبك: "القيادة الإماراتية قدمت الكثير ليس لإرضاء الشعب الإماراتي فحسب بل العالم أيضا."
وتابع: "دورات أديبك تتحسن باستمرار من خلال البرامج والفعاليات والمشاركة."
وأضاف: "ندعم الطاقة المتجددة ونشجعها ونصفق لها، والنفط لا يزال حيويا رغم معدلات النمو في الطاقة المتجددة".
وتشارك في "أديبك 2019" 2,200 جهة عارضة على مساحة تبلغ 160 ألف متر مربع في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" تشمل معرض الواجهة الملاحية والبحرية.. ويبرز من بين العارضين 35 شركة نفط وطنية و16 أخرى عالمية، بزيادة قدرها 12% على العام السابق، فضلا عن 23 جناحا وطنيا.
تمديد اتفاق أوبك+
وقال محمد بن حمد الرمحي وزير الطاقة العماني، إن من المرجح أن تمدد أوبك والمنتجون من خارجها اتفاق خفض إمدادات الخام، لكن من المستبعد تعميق التخفيضات.
وأضاف وزير الطاقة بسلطنة عمان، وهي دولة ليست عضوا بأوبك، للصحفيين على هامش أعمال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019": "التمديد مرجح. التخفيض (أكثر) أعتقد أنه غير وارد ما لم تحدث أشياء خلال الأسبوعين المقبلين".
وأضاف الرمحي أن الطلب على النفط يتحسن في ظل تراجع مخاوف التجارة، وبلاده راضية عن الأسعار الحالية للنفط.
وتابع الرمحي: "جميع المؤشرات تظهر أن الأمور تتحسن.. الخوف من الركود.. مؤشرات الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين إيجابية".
ويشارك نحو 11 ألف عضو من أعضاء الوفود وألف متحدث في جلسات المؤتمر البالغ عددها أكثر من 160 جلسة، بينها 123 جلسة في برنامج المؤتمر الفني المصمم لدعم المختصين والفنيين العاملين في قطاع النفط والغاز.
مشروع الغاز الأفريقي
وقال وزير الطاقة والمعادن والبيئة المغربي، عزيز الرباح، إن بلاده بصدد التفاوض مع عدد من الدول الأفريقية لتمرير خط للغاز الطبيعي عبر 13 دولة أفريقية.
وأكد أن الاكتشافات الجديدة للغاز في كل من موريتانيا والسنغال لا يمكن لها أن تؤثر على سير مشروع إنجاز أنبوب الغاز المغربي النيجيري الضخم، الذي يستفيد منه نحو 300 مليون نسمة، لافتا إلى أن "المشروع ينقل أفريقيا لتصبح واحدة من كبرى المحطات العالمية في إنتاج الغاز العالمي".
وأضاف الوزير المغربي، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، أن بلاده تعد منتجا للغاز لتغذية السوق المحلي والتصدير إلى الدول الأوروبية عبر إسبانيا، مشيرا إلى دخول الرباط في مفاوضات مع عديد من الدول لإمدادها بالغاز الطبيعي.
وشهد عدد الطلبات التقنية الراغبة في المشاركة في "أديبك 2019" ارتفاعا قياسيا ليصل إلى 3.652 ورقة عمل تقنية بزيادة 29% على الدورة السابقة، في دلالة على جاذبية "أديبك" المتزايدة بين خبراء النفط والغاز، في حين حقق عدد طلبات المشاركة في جوائز "أديبك" المرموقة قفزة واسعة ليصل إلى 600 طلب، بعد أن كانت 450 طلبا العام الماضي.
aXA6IDMuMTMzLjEwNy4xMSA= جزيرة ام اند امز