"أديبك 2023" يضع التكنولوجيا في قلب عملية تحول الطاقة
شهد معرض ومؤتمر أديبك 2023 مشاركة العشرات من الوزراء والمئات من الخبراء والمديرين التنفيذيين من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمالية الذين أسهموا في وضع العديد من الخطط من أجل الانتقال في الطاقة وحددوا دور التكنولوجيا في تحقيق ذلك.
واستضافت العاصمة أبوظبي معرض ومؤتمر "أديبك 2023"، خلال الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر/تشرين الأول تحت شعار "إزالة الكربون أسرع معاً"، بحضور أكثر من 160 ألف مشارك من المختصين في قطاع الطاقة من 160 دولة من حول العالم، للعمل معاً على إزالة الكربون من قطاع الطاقة في الوقت الحاضر وعقد الشراكات لبناء نظام طاقة قادر على تلبية احتياجات المستقبل .
واهتمت الفعالية التي تعد أكبر معرض ومؤتمر للطاقة في العالم، بأهمية وقدرة التكنولوجيا على تحقيق انتقال عادل وفعّال في الطاقة على نطاق واسع، حيث سلطت الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية والشراكات وجهود التحوّل الرقمي المتعلّقة بالطاقة.
وكان واضحا من خلال المناقشات التي دارت في أديبك أن قطاع الطاقة يتميز في المرحلة الحالية بموجة من الابتكارات، من أجل الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية مثل كفاءة وتخزين الطاقة.
واتفق المشاركون في القمة التي أقيمت في أبوظبي على أن التكنولوجيا تلعب دورا مهما في عملية الانتقال في الطاقة، سواء من خلال دعم القطاعات أو الشركات أو الحكومات لخفض الانبعاثات، وانتهوا إلى ضرورة وجود استراتيجية حول توسيع نطاق التكنولوجيا من أجل انتقال فعال ومستدام.
وخلال القمة التي شهدت العديد من الندوات تم التأكيد على أن العالم يحتاج في الوقت الراهن إلى تبني التكنولوجيا بشكل متسارع وتمهيد الطريق أمام تطبيق الابتكارات المستدامة على نطاق أوسع عبر سلسلة التوريد، من أجل مواجهة تغيرات المناخ.
لكن المشاركين في القمة اتفقوا على نقطة مهمة تتمثل في قدرة التكنولوجيا على تسهيل الانتقال في الطاقة، وهي موجودة بالفعل، لكن الأمر الأهم هو التحوّل الاجتماعي ورأس المال.
كان واضحا طيلة أيام مؤتمر "أديبك" تركيز واهتمام المشاركين بإزالة الكربون والتغلّب على العوائق التي تواجه جهود إزالة الكربون وحشد التمويل للتكنولوجيات منخفضة الكربون والدور البارز للابتكار في تسريع المسيرة نحو تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً للطاقة.
وظهرت خلال الفعالية مبادرات تشمل مسرّع الحد من الانبعاثات الكربونية الذي يجمع المنظمات الرائدة في مجال إزالة الكربون لتمكين الشراكات القادرة على إحداث تغيرات جذرية وتنفيذ استراتيجيات إزالة الكربون لخلق مستقبل خالٍ من الكربون بشكل أسرع.
وضمن المسرّع يستضيف مركز الشركات الناشئة نخبة من الروّاد الذين يقدمون تقنيات مبتكرة ستقود مستقبل إزالة الكربون وتسرّع عجلة التطور في قطاع الطاقة.
وتطرق المؤتمر في العديد من الجلسات إلى أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطاقة هذا العام وأبرزها الحد من انبعاثات غاز الميثان ودعم جهود إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة وتسهيل التمويل والاستثمار في الطاقة منخفضة الكربون والتكنولوجيا النظيفة وتوسيع نطاق جهود إزالة الكربون بشكل عام.
مثّل معرض أديبك فرصة مثالية للتركيز على جهود توظيف أفضل الممارسات العالمية وتطبيق الحلول الابتكارية في مشاريع المجموعة، لدعم قطاع الطاقة وتعزيز نموه بشكل مستدام.
خلال الفعالية العالمية استعرضت العديد من الشركات من مختلف مستويات منظومة الطاقة الابتكارات والتقنيات التي تدعم مسيرة القطاع لتحقيق الحياد المناخي، بما في ذلك تقنية "الالتقاط المباشر للهواء" و"التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه"، والأنظمة الخضراء للتحليل الكهربائي للهيدروجين، واستخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء في قطاع التصنيع.
وسط الأطروحات العديدة في المؤتمر والتي هدفت إلى إزالة الكربون، وأهمية استخدام التكنولوجيا، برز دور دولة الإمارات كلاعب عالمي ومؤثر في قطاع الطاقة، وأشاد الجميع بجهودها الرائدة في التصدي لقضايا التغير المناخي عالمياً.
وتم تسليط الضوء على أن دولة الإمارات لديها الابتكار والتكنولوجيا المتطورة اللازمة لخطة العمل في مواجهة التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات الكربونية، بالتزامن مع استضافتها مؤتمر الأطراف للتغير المناخي "COP28" قبل نهاية العام الجاري.
الحقيقة المؤكدة التي تحدث عنها أكثر من مشارك في المؤتمر هي أن دولة الإمارات دائما تسبق الزمن بإنجازاتها ونجاحتها، وجددوا ثقتهم بقدرتها على مواجهة التغير المناخي.
الأرقام المبشرة كانت حاضرة بقوة، من خلال سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، الذي أكد في إحدى الجلسات أن دولة الإمارات تستهدف بناء منظومة الطاقة المستقبلية مع مواصلة خفض الانبعاثات في قطاع النفط والغاز بنسبة 25% بحلول 2030، من خلال الاستثمار في تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وتقنيات كفاءة الطاقة، وأن شركات النفط الوطنية تعد مستثمراً رئيساً في مجال الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
وأشار إلى جهود شركات النفط الوطنية في دعم مستهدفات دولة الإمارات لتعزيز الطاقة المتجددة، وتطوير واعتماد التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة في مجال الطاقة المتجددة، بما يسهم في زيادة الكفاءة وتحسين أداء المشاريع الطاقة، داعياً تلك الشركات إلى بذل المزيد من الجهد لتبني الممارسات المستدامة، من خلال دمج مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في عملياتها، بما يدعم التوجهات المستقبلية للدولة، ويعزز من مكانتها العالمية في العمل المناخي.
وأوضح أن الشركات الوطنية رائدة في تبني الممارسات المستدامة، لا سيما شركة "أدنوك"التي تحرص ضمن خططها على إزالة الكربون لتحقيق التزامها بالحياد المناخي بحلول عام 2045 وهي أول شركة من نوعها تقدم على مثل هذا الالتزام، مما يعزز مكانتها كمزود مسؤول للطاقة، حيث خصصت 15 مليار دولار لتعزيز مشاريع إزالة الكربون بحلول عام 2030 بما في ذلك احتجاز الكربون، والكهرباء، والتكنولوجيا الجديدة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتعزيز الاستثمارات في الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
واحتل الهيدروجين مساحة كبيرة في نقاشات المؤتمر، والتأكيد على دوره المحوري الذي يمكن أن يلعبه للمساهمة في تمكين مستقبل منخفض الكربون.
كانت نسخة عام 2023 من مؤتمر ومعرض أديبك، تاريخية، حيث واصل المؤتمر ترسيخ مكانته كمنصة دولية تدعم تأسيس الشراكات اللازمة لدفع الانتقال العادل والفعال في مجال الطاقة إلى الأمام.
هذا العام، قدم أديبك ما يناسب الجميع في قطاع الطاقة، سواء رؤى حول كيفية الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحقيق كفاءة تشغيلية أكبر، أو التعرف على السياسات التي تؤثر على الانتقال في الطاقة أو التعرف على فرص الاستثمار والتمويل الأخضر.