عدنان الطلياني.. لاعب الطائرة الذي أرسل الإمارات إلى كأس العالم
يعد عدنان الطلياني أحد أشهر الأسماء في تاريخ كرة القدم الإماراتية، وهو رمز من رموز جيل 1990 التاريخي.
عدنان الطلياني هو أيضا أحد أشهر اللاعبين الذين ارتدوا القميص رقم 10 في تاريخ كرة القدم الإماراتية والعربية، وفي أوج عطائه كان هو حجر الأساس في تشكيلة "الأبيض".
لاعب الكرة الطائرة
وُلد عدنان الطلياني في الشارقة عام 1964، وكان محاطا بأسرة عاشقة للرياضة وتمارسها بشغف، فشقيقه ناصر كان لاعب كرة القدم، فيما كان شقيقه محمد لاعب كرة يد.
بدأ الطلياني علاقته بالرياضة كلاعب كرة طائرة في نادي الشعب قبيل نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، وكان يمارس كرة القدم كهواية مع أصدقائه في شوارع الشارقة وداخل نادي الشعب.
موهبة الطلياني في كرة القدم وقدرته على تسجيل الأهداف وصناعتها لفتت أنظار الشيخ فيصل بن خالد بن محمد القاسمي، رئيس نادي الشعب حينها، الذي طلب منه الانضمام إلى الفريق الكروي، وكانت تلك نقطة تحول في مسيرته.
بدأ الطلياني مشواره مع الفريق الأول لنادي الشعب في عام 1981 ليلعب بجوار شقيقه ناصر الطلياني، وكان وقتها يبلغ من العمر 17 عاما فقط.
قضى عدنان الطلياني مسيرته كلها مع نادي الشعب، حتى اعتزاله اللعب عام 1999، بعدما خاض أكثر من 200 مباراة بقميص الفريق في مختلف المسابقات، سجل خلالها ما يزيد عن 120 هدفا.
وحقق الطلياني مع الشعب لقب الدوري الإماراتي مرتين عامي 1993 و1998، وكأس رئيس دولة الإمارات والسوبر الإماراتي عام 1993.
وساهم عدنان في حصول الشعب على الميدالية الفضية ببطولة كأس أبطال الكؤوس الآسيوية موسم 1994-1995، وحصل حينها على أفضل لاعب في البطولة.
وتوج الطلياني بلقب هداف الدوري الإماراتي في موسمي 1984-1985 و1987-1988، ونال جائزة أفضل لاعب في الدوري موسم 1992-1993، فيما حل ثالثا في الصراع على جائزة أفضل لاعب في آسيا عام 1990.
ماكينة أهداف
اشتهر عدنان الطلياني بأنه كان "ماكينة أهداف" وفي إحدى مباريات كأس رئيس دولة الإمارات موسم 1983-1984 سجل 9 أهداف في فوز كبير حققه الشعب بنتيجة 12-0 على الفجيرة.
وبالرغم من أن ظهور الطلياني قبل سنوات طويلة من حقبة الاحتراف، فإنه كان دائما يهتم بنفسه ولياقته، ويتبع نظاما صارما فيما يتعلق بعدد ساعات النوم وتناول الأكل الصحي والانتظام في التدريبات كما يفعل نجوم كرة القدم في الوقت الحالي.
الطلياني أحيانا كان يتحامل على نفسه ويشارك في المباريات وهو مصاب أو مريض، وهو أمر أكده شقيقه يوسف في مقابلة سابقة مع صحيفة "البيان" الإماراتية.
أسطورة "الأبيض"
كان الطلياني حاضرا في تصفيات كأس العالم 1986 التي شهدت فقدان منتخب الإمارات بطاقة الصعود في الأمتار الأخيرة، بالخسارة بالهدف الاعتباري خارج الأرض أمام العراق، حيث سجل هدفا في الخسارة 2-3 ذهابا، والفوز غير الكاف بنتيجة 2-1 في الإياب.
وبعد 4 سنوات عوّض الطلياني الجماهير الإماراتية ببطاقة الصعود التاريخي إلى مونديال 1990، وسجل 4 أهداف ساعدت "الأبيض" على اعتلاء صدارة مجموعته في المرحلة الأولى، ثم الحصول على وصافة مجموعة الدور النهائي.
الهدف الأغلى في مشوار الإمارات بتصفيات مونديال 1990، وربما الأغلى في مسيرة الطلياني، جاء في الدقيقة 88 من مباراة الصين في الدور الحاسم، ليقود "الأبيض" للفوز 2-1 بعدما كان متأخرا بهدف دون رد، وكان هذا هو الفوز الوحيد للفريق في تلك المرحلة.
وما زاد من قيمة صعود الإمارات لمونديال إيطاليا، إقامة الدور الختامي من التصفيات بنظام التجمع في سنغافورة، في أجواء مناخية لم يعتدها لاعبو "الأبيض"، الذين حققوا وقتها أحد أكبر الإنجازات في تاريخ الكرة الإماراتية حتى الآن.
وبعد التأهل لمونديال 1990، كان الطلياني شاهدا على إنجاز تاريخي آخر للمنتخب الإماراتي، بالوصول لنهائي كأس آسيا عام 1996، الذي خسره "الأبيض" على أرضه بركلات الترجيح أمام السعودية.
وخلال مشواره الدولي، لعب عدنان الطلياني 161 مباراة مع منتخب الإمارات سجل خلالها 52 هدفا، قبل أن يعلن اعتزاله الدولي في عام 1997.
وفي عام 2003، بعد سنوات قليلة من مغادرته ملاعب كرة القدم، أقيم مهرجان اعتزال لعدنان الطلياني، شارك فيه فريق يوفنتوس الإيطالي.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA== جزيرة ام اند امز