عدنان الطلياني بطل إنجاز 90.. لاعب الطائرة الذي تحول لأسطورة الإمارات
يعد عدنان الطلياني أحد أشهر الأسماء في تاريخ كرة القدم الإماراتية، إن لم يكن أشهرها خاصة أنه نجم جيل 1990 الاستثنائي.
مهاجم منتخب الإمارات التاريخي هو ثالث هداف في تاريخ "الأبيض" برصيد 129 هدفا، بالإضافة لكونه أيقونة رياضية ستبقى خالدة.
الغريب أن الطلياني بدأ مسيرته كلاعب كرة طائرة، لكن تألقه كلاعب كرة قدم جعل إدارة ناديه الشعب تضمه لفريق الكرة ليصبح أسطورة في تاريخ الإمارات.
لاعب كرة طائرة
يوسف الطلياني شقيق عدنان، قال في تصريحات لصحيفة "البيان" الإماراتية عام 2013 إن الأخير بدأ مسيرته كلاعب كرة طائرة.
ولعب الطلياني لفريق الشعب الإماراتي عام 1979، ووصل به التألق لتمثيل منتخب بلاده في الكرة الطائرة على صعيد فئات الناشئين.
لكن الطلياني كان يمارس كرة القدم كهواية، داخل أروقة النادي مع الأصدقاء، ليتألق معهم ويصبح بين أصدقائه نجما في الساحرة المستديرة، ويجذب أنظار الشيخ فيصل بن خالد القاسمي رئيس نادي الشعب، الذي يمثله على مستوى الكرة الطائرة، ليطلب منه الأخير الانضمام لفريق الكرة.
من البداية للنهاية
بدأ الطلياني مسيرته مع فريق الشعب عام 1981 في سن 17 عاما، ليتحول لأحد أهم النجوم في تاريخ النادي، واستمره معه حتى 1999 وخاض 232 لقاء سجل خلالها 129 هدفا.
توج الطلياني مع الشعب بكأس رئيس دولة الإمارات عام 1993 والسوبر المحلي 1994، وفاز على الصعيد الفردي بأفضل لاعبي بطولة كأس الكؤوس الآسيوية نسخة 1995.
وبفضل تألقه في رحلة الإمارات للتأهل لكأس العالم 1990، تم ترشيحه لنيل جائزة أفضل لاعب عربي خلال العام ذاته.
كما فاز الطلياني بلقب هداف الدوري الإماراتي خلال موسمي 1984-1985 و1986-1987، وأفضل لاعب في المسابقة موسم 1992-1993.
على الصعيد القاري كان أبرز إنجازاته الميدالية الفضية مع الإمارات في كأس أمم آسيا 1996 بعد الخسارة من السعودية بركلات الترجيح في النهائي، ومع الشعب بعد الهزيمة في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية 1995 أمام يوكوهاما فلوجيلز الياباني بنتيجة 2-1.
في مباراة اعتزاله بين يوفنتوس ونجوم العالم عام 2003، حضر 60 ألف مشجع واختير لاعب القرن العشرين في الكرة الإماراتية.
الطلياني سجل 9 أهداف خلال لقاء واحد في مرمى الفجيرة، في فوز كبير بنتيجة 12-0 في بطولة كأس الرئيس موسم 1983-1984.
وما يعرف عن الطلياني أنه لم يظهر في عصر الاحتراف لكنه كان مهتماً بنفسه على الصعيد المهني بشكل لا يضاهى خلال تلك الفترة، سواء من ناحية ساعات النوم أو تناول الأكل الصحي أو الانتظام في التدريبات.
وكدليل على الالتزام، كان الطلياني يلعب في بعض الأحيان وهو مريض أو يعاني من إصابة، وكان يشعر بحزن شديد عند الخسارة بحسب ما يروي شقيقه.
الطريق إلى إيطاليا
كان تأهل منتخب الإمارات إلى كأس العالم 1990 ولا يزال، هو الإنجاز الأهم في تاريخ كرة القدم الإماراتية، وكان للطلياني دور كبير في تلك الرحلة.
الإمارات لم تتأهل بسهولة، بعد أن واجهت عقبات عدة في طريقها، أهمها في الدور الأول، خلال مواجهة منتخب الكويت.
الإمارات دخلت لقاء الجولة قبل الأخيرة من الدور الأول للتصفيات ضد الكويت وهي مطالبة بالفوز لتعويض خسارتها 3-2 في الدور الأول وتعطيل المنافس المتصدر آنذاك.
ونجح الطلياني في تسجيل هدف الفوز 1-0 على يوم 3 فبراير/شباط 1989 لتنتزع الإمارات الصدارة في الدقيقة 62 من عمر اللقاء.
بعدها قاد الطلياني منتخب الأبيض لفوز ساحق خارج الديار بنتيجة 4-1 على باكستان لتضمن بلاده التأهل للمرحلة الثانية.
المرحلة الثانية والنهائية كانت تضم 6 فرق تشارك في دوري من دور واحد يتأهل الأول والثاني للنهائيات، وهو ما فعله الأبيض ونظيره الكوري الجنوبي.
الإمارات لم تحقق إلا انتصارا وحيدا في المرحلة الحاسمة بنتيجة 2-1 على الصين، بفضل هدف قاتل سجله الطلياني في الدقيقة 88 ليحول الأبيض تأخره 1-0 لفوز 2-1.
هدف الطلياني الثاني في المرحلة النهائية منح الأبيض التعادل 1-1 مع كوريا الجنوبية، في الجولة الأخيرة لتحصد الإمارات النقطة السادسة وتتأهل للمونديال.
صاحب الرقم 10 شارك في جميع لقاءات الأبيض في كأس العالم أمام كولومبيا وألمانيا ويوغسلافيا على التوالي كاملة.
الطلياني الدولي
بعيداً عن كأس العالم، فإن مسيرة الطلياني الدولية شهدت تسجيل 52 هدفاً في 161 مباراة من 1982 إلى 1997.
الطلياني كان من النجوم القادرين على حسم المواجهات الكبرى، حيث سجل في فوز 2-0 على الكويت في كأس الخليج 1984، وهدف الانتصار 1-0 على قطر في البطولة نفسها.
المنتخب العراقي المتأهل لكأس العالم 1986 عانى في طريقه للمونديال من أهداف الطلياني.
المنتخبان التقيا في جولة الحسم المؤهلة للنهائيات، حيث فاز كل منتخب في ملعب الآخر، وفاز العراق أولاً 3-2 خارج القواعد، ثم رد الأبيض بفوز 2-1 بمعلب المنافس، لكن قاعدة الهدف الاعتباري منحت العراق بطاقة التأهل.