سلطان الجابر: الإمارات تتعاون مع الحلفاء لضمان إمدادات الطاقة للعالم
سلطان بن أحمد الجابر يقول إن الإمارات التي تمتلك سادس أكبر احتياطي للنفط بالعالم تنظر بجدية إلى كل ما من شأنه تهديد أمن إمدادات الطاقة.
شارك الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، اليوم، في الدورة الافتتاحية من "منتدى بلومبرج للأسواق الناشئة" في العاصمة البريطانية لندن، بحضور عدد من صناع السياسات المالية من مختلف أنحاء العالم، حيث جرت مناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية المتعلقة بالنمو في الأسواق الناشئة.
وافتتح المنتدى مايكل بلومبرج، مؤسس شركة "بلومبرج إل بي" و"مؤسسة بلومبرج الخيرية".
وأشار الدكتور سلطان أحمد الجابر، في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال المنتدى، إلى أن أمن واستقرار إمدادات الطاقة هي عوامل أساسية لضمان التقدم والنمو الاقتصادي.
وقال: "إن دولة الإمارات التي تمتلك سادس أكبر احتياطي للنفط في العالم تنظر بجدية بالغة إلى كل ما من شأنه تهديد أمن إمدادات الطاقة العالمية ونعتبر أن الهجوم على ناقلة واحدة يمثل اعتداء على المجتمع الدولي ككل، وانتهاكا للقيم الأساسية للتجارة الحرة والسلم والازدهار، والتي تسعى لترسيخها دولة الإمارات والدول المحبة للسلام كافة.. ومن جانبها، تستمر دولة الإمارات في التزامها بالعمل مع الأصدقاء والحلفاء لتهدئة الوضع وخفض التصعيد، والمساعدة في الحفاظ على استقرار المنطقة وأمن إمدادات الطاقة للعملاء في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "ينبغي الالتزام بمنطق الحكمة والدبلوماسية وتعزيز تضافر جهود المجتمع الدولي؛ إذ إن أمن واستقرار أسواق الطاقة يمثل مصلحة مشتركة لجميع دول العالم، وركيزة أساسية لتحقيق التقدم والنمو الاقتصادي".
الطلب على الطاقة
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات ماضية في السير على نهج مد جسور التعاون والتواصل وتضافر الجهود مع المجتمع الدولي لتحقيق التقدم والتطور والازدهار والتنمية المستدامة، وأن الحوار والانفتاح وقبول الآخر والتسامح هي سمات أساسية تميز الشخصية الإماراتية التي تسعى دوما إلى البناء والنمو والتقدم.
واستعرض خلال كلمته، التي ألقاها بحضور وزراء مالية واقتصاد ومحافظي مصارف مركزية وقادة أعمال من مختلف أنحاء العالم، تأثير توجهات الاقتصاد العالمي على الطلب على الطاقة.. موضحا أن الاقتصادات الناشئة ستستهلك بحلول عام 2030 ثلثي الطاقة والسلع والمنتجات المصنعة في العالم، مدفوعة بنمو غير مسبوق في أعداد الطبقة المتوسطة.
وأكد أن أدنوك تعمل على ترسيخ مكانتها كشركة نفط وطنية متقدمة ذات رؤية مستقبلية من خلال البناء على تاريخها وخبراتها لتطوير نموذج عمل يمكنها من المحافظة على مكانتها الرائدة وتلبية الزيادة في الطلب على الطاقة.
وأوضح أن توسيع نهج الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة يمثل ركيزة أساسية ضمن النقلة النوعية التي تنفذها أدنوك.
وقال الجابر: "قامت أدنوك باستقطاب شركاء استراتيجيين في الامتيازات من الهند والصين؛ ما يعزز وصول منتجاتنا إلى الاقتصادات العالمية ذات معدلات النمو المرتفعة".
شراكة استراتيجية
وأضاف: "أبرمت الشركة كذلك اتفاقية شراكة استراتيجية مع "بيكر هيوز" لتقديم خدمات حفر متكاملة، كما تنفذ أدنوك توسعات كبيرة في مجال التكرير وتداول المنتجات من خلال إبرام شراكات استراتيجية مع شركتي "إيني" و "أو إم في"، وفي الأسبوع الماضي، تم كذلك إبرام شراكة استراتيجية مع "أو سي آي" لإنشاء شركة جديدة وأكبر منصة لتصدير الأسمدة النيتروجينية في العالم".
وأوضح أن أدنوك ترحب بالتعاون البناء مع فئات جديدة من الشركاء في القطاع المالي لتوسعة قاعدة مستثمريها.
وقال: "أبرمت أدنوك عددا من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية التي تغطي مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، وذلك بهدف تعزيز قدراتها التشغيلية ومكانتها في سوق الطاقة، حيث دخلنا أسواق رأس المال العالمية لأول مرة، وأصدرنا سندات مدعومة بالأصول بقيمة 3 مليارات دولار، وأنجزنا أول عملية إدراج لشركة تابعة لأدنوك من خلال الاكتتاب العام على أسهم ’أدنوك للتوزيع‘، كما نفذنا شراكة استراتيجية مع شركتي ’بلاك روك‘ و’كي كي آر‘ تعد أكبر استثمار في مجال البنية التحتية في الشرق الأوسط بقيمة 4 مليارات دولار".
وأضاف: "هذه العمليات، والعديد غيرها التي لا تزال قيد الدراسة والتطوير، تؤكد توجه أدنوك لضمان التوظيف الأمثل لرأس المال وتعزيز كفاءته، بما يسهم في تحسين العائد الاقتصادي للأصول ويدعم الميزانية العامة".
وقال: "حازت أدنوك مؤخرا أعلى تصنيف ائتماني لشركة نفط وغاز على مستوى العالم من وكالة ’فيتش‘، وهذا يؤكد الوضع المالي القوي للمجموعة، كما يمثل شهادة ثقة باستراتيجيتنا للنمو الذكي، ويرسل رسالة قوية إلى شركائنا المستقبليين من مختلف أنحاء العالم بأن أدنوك مستعدة للدخول في شراكات استراتيجية متميزة".
وأوضح أن أدنوك، ومن خلال البناء على إرثها العريق في الريادة البيئية، مستمرة بالعمل كمنتج مسؤول ومستعدة لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة من الطاقة مع خفض الانبعاثات إلى أقصى حد ممكن.
وقال: "تُعَد أدنوك من شركات النفط والغاز الرائدة بيئيا والمسؤولة عن أقل مستويات من انبعاث لغاز الميثان، كما تستثمر كذلك في تكنولوجيا التقاط ثاني أكسيد الكربون من المنشآت الصناعية.. ومن بعد افتتاح أول منشأة لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون في المنطقة، والتي تلتقط حاليا 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، نخطط لمضاعفة هذه الكميات بمقدار 6 مرات خلال العقد المقبل، بحيث نلتقط كميات من ثاني أكسيد الكربون تعادل ما تلتقطه سنويا غابة تزيد مساحتها على 5 ملايين فدان".
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر في ختام كلمته أن أدنوك ستظل دائما شريكا موثوقا ومزودا مسؤولا وفعالا لاحتياجات العالم من الطاقة.
شارك في المنتدى كل من دولة ماموكا باختادزه رئيس وزراء جورجيا، والدكتور محمدو باوميا نائب رئيس جمهورية غانا، وإلفيرا نابيولينا محافظة البنك المركزي الروسي، وسري مولياني إندراواتي وزيرة المالية الإندونيسية، والدكتور محمد الهاشل محافظ بنك الكويت المركزي، ورشيد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي، والدكتور محمد معيط وزير المالية المصري، والدكتور سينيشا مالي وزير المالية الصربي، وطارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، والدكتور أرشر مانجويرا وزير المالية الأنجولي، وفيرونيكا أرتولا جارين محافظة البنك المركزي الإكوادوري، وغيرهم من الشخصيات الحكومية والمالية الرائدة.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA=
جزيرة ام اند امز