إسطنبول بعيون الإعلام.. فجر تركيا الجديد
زلزال سياسي انتزع إسطنبول من هيمنة "العدالة والتنمية" وأعادها لمن يؤمن بأن تركيا للجميع وليس لرجل واحد كما أرادها أردوغان
فجرٌ جديد بزغ في تركيا مع فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية إسطنبول، في سباق انتخابي أينع ربيعا ديمقراطيا طال انتظاره بعد خريف ديكتاتوري طويل.
هكذا هي الصورة أصبحت، كما وصفتها صحف عالمية بينها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" إلى جانب وسائل إعلام تركية استعرضت فرحة الأتراك بالزلزال السياسي الذي جاء بإمام أوغلو منتزعا إسطنبول من هيمنة حزب "العدالة والتنمية" عليها منذ نحو ربع قرن.
فما بين "أردوغان قامر وخسر"، و"حكم الرجل الواحد تعرض للسحق"، و"فجر جديد في تركيا بعد خسارة إسطنبول"، رسمت عناوين الأخبار في تلك الصحف، ملامح مشهد العهد الجديد في هذا البلد الذي أحاك له الحاكم بسيطرته ثوبا على مقاس ديكتاتوريته.
الإعلام يحتفي بفوز المعارضة
"الديمقراطية انتصرت".. هكذا جاء المانشيت الرئيسي، الإثنين، لصحيفة "صباح" التركية الموالية للحكومة.
وبالصفحة الأولى لصحيفة "جمهوريت" المعارضة، برز عنوان: "حُكم الرجل الواحد تعرض للسحق".
وتحت عنوان "بالدفع لإعادة التصويت في إسطنبول.. أردوغان قامر وخسر"، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن محللين، أن نتيجة الانتخابات شوهت سمعة أردوغان السياسية.
واعتبرت أن حزب الرئيس التركي فشل حتى في الفوز بالأحياء التي كانت تشكل حجر زاوية له فيما مضى.
أما المحلل السياسي التركي مراد يتكين، فقال في مقال كتبه بعد الانتخابات، إن الهزيمة كانت إجابة على اللهجة المتغطرسة المتصاعدة لأردوغان ضد كل خصومه وخطواته لحكم البلاد بمفرده.
وأشار إلى أن أردوغان سيشن حملة تطهير ضد أولئك داخل حزبه ممكن كانوا مسؤولين عن الهزيمة المهينة، معتبرا أن هذا الأمر "قد يسرع التكتلات والشقوق داخل الحزب".
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن انتخابات البلدية ستحدث تغييرًا قليلًا في طريقة حكم تركيا، لكن هناك شعور بوجود فجر جديد في إسطنبول.
وتحت عنوان "فجر جديد في تركيا بعد خسارة أردوغان لإسطنبول"، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن هزيمة مرشح الرئيس التركي أمام مرشح المعارضة بن علي يلدريم، تشكل أكبر خسارة لحزب حاكم فيما يقرب من عقدين زمنيين.
ولفتت إلى أن العمدة الجديد للمدينة (إمام أوغلو) يعد بشيء لا يمكن تصوره ألا وهو التعايش، إذ فاز بإسطنبول عبر إعادة توجيه تركيا نحو سياسة قد تتيح التعايش الديمقراطي.
من جهتها، ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن سباق البلدية التركية كان من المفترض أن يكون حدثًا سياسيًا غير ضخم بالمقارنة مع الانتخابات العامة في 2018 واستفتاء 2017 الذي حصل أردوغان بموجبه على سلطات موسعة.
لكن خسارة الحزب الحاكم في إسطنبول وأنقرة، اعتبرت بمثابة إدانة لإدارة الرئيس الاقتصادية لتركيا، التي دخلت مرحلة الركود في نهاية 2018.
وأوضحت جونول تول، مؤسسة ومديرة مركز الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن خسارة إسطنبول ثانية بعد المخاطرة بكثير من الرصيد السياسي في إعادة الانتخابات، قد يكون "بداية النهاية" بالنسبة لأردوغان.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA=
جزيرة ام اند امز