أدنوك ترسخ مكانة الإمارات في أمن الطاقة الآسيوي.. القلب النابض للإمدادات

في خضم التحولات الهائلة التي تشهدها أسواق الطاقة، تبرز "أدنوك" ومجموعة شركاتها كمصدر موثوق ومستدام وشريك مفضل لإمدادت الطاقة منخفضة الانبعاثات، ما يعزز مكانة الإمارات في موقع القلب النابض لأمن الطاقة الآسيوي.
من الصين والهند إلى اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند، تواصل أدنوك توسيع شراكاتها الاستراتيجية مع الاقتصادات الآسيوية الكبرى، عبر عقود طويلة الأجل لتوريد النفط الخام والغاز الطبيعي، إضافة إلى شراكات استثمارية في مشاريع المصب والتكرير والبتروكيماويات.
وتُعد هذه الاتفاقيات جزءًا من رؤية الإمارات لتأمين الطلب المتزايد في آسيا وضمان الاستقرار في الأسواق، وثمرة من ثمار استراتيجية أدنوك لتبني تقنيات فريدة تجعل إمداداتها من الأقل عالميا فيما يخص الانبعاثات.
الصين.. عقود ضخمة
بالأمس، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر في قطاع النفط الصيني إن شركة تشنهوا للنفط الصينية تستعد لمضاعفة مشترياتها من النفط من شركة أدنوك إلى 200 ألف برميل يوميًا، في إطار تعاون أوسع في الإنتاج النفطي.
وأضافت المصادر أن الشركة الصينية وافقت أيضًا على صفقة سنوية جديدة لاستلام 5 ملايين طن إضافية، أو 100 ألف برميل يوميًا، من أدنوك.
وأضاف أحد المصادر أن إجمالي كمية النفط الخام التي تعاقدت تشنهوا على استلامها من أدنوك سترتفع إلى 200 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية العام تقريبًا.
التعاون مع بكين
في أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت أدنوك عن افتتاح أول مكتب تمثيلي لها في العاصمة الصينية بكين، بهدف دعم وتعزيز العلاقات التجارية طويلة الأمد مع شركائها في الصين، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام).
وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع زيارة الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ "أدنوك" ومجموعة شركاتها إلى الصين، حيث وقع خلال الزيارة توقيع ثلاث اتفاقيات لتوريد الغاز الطبيعي المسال، أبرزها أكبر صفقة من نوعها بين الإمارات والصين من حيث الكميات، مما يعزز مكانة “أدنوك” كمورد موثوق ومستدام للطاقة على مستوى العالم.
وأكد الدكتور سلطان الجابر أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية القيادة الإماراتية لتمتين جسور التعاون الدولي، مشيرًا إلى أن افتتاح مكتب بكين يشكل نقلة مهمة نحو توسيع نطاق الشراكات طويلة الأجل في قطاع الطاقة مع الصين، ويفتح آفاقًا جديدة للاستفادة من فرص النمو الاقتصادي المشترك.
ويركز المكتب الجديد على مهام التسويق والمبيعات داخل السوق الصينية، وشهد افتتاحه حضور عدد من كبار المسؤولين وممثلي كبريات الشركات الصينية، من بينها مؤسسة البترول الوطنية الصينية، وتشنهوا أويل، ومجموعة وانهوا للكيماويات.
الغاز الإماراتي يضيء الهند
وفي أغسطس/ آب الجاري، أعلنت "أدنوك للغاز" عن توقيع البنود الرئيسية لاتفاقية مدتها 10 سنوات مع شركة "هندوستان للبترول" الهندية، لتوريد 0.5 مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المُسال.
وتؤكد هذه الاتفاقية الحضور المتنامي لشركة "أدنوك للغاز" في أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية، لا سيما في قارة آسيا التي تشهد ارتفاعاً مستمراً في الطلب على هذا المورد الحيوي، وتساهم في تعزيز مكانة الشركة كمُورّد عالمي موثوق للغاز الطبيعي المسال.
كما تساهم هذه الاتفاقية طويلة الأمد في تعزيز علاقات الشراكة مع شركات الطاقة الهندية الرئيسية في سعيها المستمر لدعم أمن الطاقة في الهند، عقب الاتفاقيات الأخيرة التي وقعتها "أدنوك للغاز" مع كل من "شركة النفط الهندية"، و"شركة جيل المحدودة".
وبموجب الصفقة، سيتم توريد الغاز الطبيعي المسال من منشأة داس لتسييل الغاز التابعة لشركة "أدنوك للغاز"، والتي تبلغ سعتها الإنتاجية 6 مليون طن سنوياً.
وتعد منشأة داس ثالث أقدم منشأة للغاز الطبيعي المسال في العالم، قامت منذ بدء عملياتها الإنتاجية بتصدير أكثر من 3,500 شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى جميع أنحاء العالم.
وتُعد "أدنوك للغاز" أحد الركائز الأساسية في جهود تنفيذ استراتيجية مجموعة "أدنوك" الهادفة لزيادة سعتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي وصادرات الغاز الطبيعي المُسال إلى الأسواق العالمية.
خام مربان.. النفط المفضل في آسيا
وفقا لبيانات نقلتها رويترز عن منصة "كبلر"، فإن اليابان وتايلاند والهند هي أكبر الدول التي تستورد خام مربان الإماراتي.
ويعد خام مربان، الذي تنتجه أدنوك هو الأعلى جودة في العالم، وهو نوع من أنواع النفط الخفيف، ويتم تداوله مع أهم خامات النفط العالمية القياسية، ما يتيح التحوط من التقلبات ضمن بورصة تتسم بالشفافية، وتخضع للوائح والقوانين التنظيمية.
وشق خام مربان طريقه إلى العالمية عندما طرح للتداول في بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة -أول بورصة في العالم لتداول العقود الآجلة لخام مربان، في مارس 2021، ليصبح واحداً من معايير تسعير النفط في خطوة تشكل علامة فارقة في صناعة النفط بمنطقة الشرق الأوسط والعالمن وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية.
الإمارات.. شريك مثالي لأمن الطاقة
تستفيد الإمارات من موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين الشرق والغرب، ومن شبكة متطورة من البنية التحتية للطاقة تشمل الموانئ، ومستودعات التخزين، وخطوط الأنابيب، ومرافق التصدير.
في حين تُعد مجموعة أدنوك، المملوكة بالكامل من قبل حكومة أبوظبي، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في إنتاج الطاقة بكافة أنواعها.
وتضم مجموعة أدنوك، التي تأسست عام 1971، مجموعة متكاملة من الشركات المتخصصة التي تمارس عملياتها التشغيلية في كافة مجالات الطاقة والتي تضمن تلبية متطلبات سوق الطاقة المتغيرة.
وسعياً لترسيخ مكانتها الرائدة ضمن منتجي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون، فإن الشركة تتخذ خطوات مهمة لتوفير طاقة أنظف مع الاستثمار في الطاقات المستقبلية النظيفة، لتعزيز مكانتها كمزود طاقة عالمي موثوق ومسؤول.
وتخصص أدنوك 84.4 مليار درهم إماراتي (23 مليار دولار أمريكي) بشكل أولّي لتسريع إيجاد حلول مبتكرة لخفض انبعاثات الكربون، والاستثمار في حلول الطاقة النظيفة وتقنيات ، الحدّ من الانبعاثات، وذلك لتحقيق طموحها للحياد المناخي بحلول عام 2045، وتحقيق انبعاثات صفرية لغاز الميثان بحلول 2030.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز