4 نصائح للأم في عيد الأم.. لا تكونِ مثالية يكفي أن تكونِ جيدة
مع اقتراب موسم الاحتفال بعيد الأم، تشعر بعض الأمهات بنوع من التقصير تجاه أبنائهن، خاصة الأمهات الجديدات؛ لهذا نقدم نصائح للأم في عيد الأم 2024.
بين الأم المثالية التي صدّرتها لنا السينما والأعمال التلفزيونية لسنوات، وبين التسفيه من سهولة تجربة الأمومة من الأجيال السابقة، وبين اقتصار تربية الأبناء على الأمهات دون الآباء، وبين النصائح التي تقدمها صفحات التواصل الاجتماعي للأمهات لكيفية تقسيم وقتهن بين البيت والعمل والدراسة والأبناء، تشعر الكثير من النساء بأنهن أمهات غير مثاليات وغير ناجحات؛ لهذا نقدم نصائح للأم في عيد الأم.. أهمها ألا تكون مثالية.
من هي الأم المثالية؟
قبل أن نُجيب عن معايير الأم المثالية، لنسأل أولاً لمن نريد أن نثبت أننا أمهات مثاليات؟ هل للأبناء، أم الآباء، أم لأمهاتنا، وجداتنا، وأمهات أزواجنا؟ أم للمجتمع، أم المدرسة، أم العمل؟ أم الجميع؟
الأمر مستحيل، فلا شئ مثالي في هذا الكون الفسيح سوى خالقه، ومن ثم عليكِ أن تكوني مثالية في عينك ثم في عين أبنائك، ذلك ببعض النصائح التي سنقدمها لكِ فيما يلي:
1. أنت أم ولستِ ساحرة
في الوقت الحاضر، أصبحت الأمهات تتحمل عباءً مضاعفاً لتصبح أم تهتم بصحة أبنائها، ودراستهم، وعلاقتهم بأصدقائهم، فضلاً عن الاهتمام بمنزلها، وزوجها، فهي أم، وزوجة، صديقة، ومعلمة، مربية، ومسؤولة نظافة، تدير المنزل، وتدبر احتياجاته.
إلى جانب كل هذا هي ابنة، وزوجة ابن، وأخت، وصديقة، وجارة، وموظفة، وقد يتطلب عملها الدراسة والاطلاع المستمر.. فكيف لإنسان واحد أن يقوم بكل هذه الأدوار؟ وحين يخفق في دور من هذه الأدوار يلام وحده عوضاً عن تقديم يد العون له.
وفقاً لدراسة منشورة على الموقع الرسمي للمعاهد القومية للصحة NIH إن الشعور بالضغط للوصول إلى المثالية عند الأمهات يرتبط بالإرهاق الناتج عن مسؤوليات الأم المفروضة عليها مقابل طموحها المهني.
تشير نتائج هذه الدراسة -التي أجريت على مجموعة من النساء العاملات في نيويورك- إلى أن معايير الأمومة المكثفة -التي يضعها المجتمع- لها تكاليف باهظة تدفعها الأم في المقام الأول ثم أسرتها بالتبعية، وأوصت تلك الدراسة بضرورة الحد من المصاعب التي تواجهها الأمهات عامة، والأمهات العاملات خاصة.
للمزيد: إليكِ أهم 7 نصائح للمرأة العاملة لتنظيم الوقت في رمضان
2. لا تكوني أما مثالية
إن مفهوم الأم المثالية درب من دروب الخيال، في ظل وجود مسؤوليات على عاتق الأم داخل المنزل وخارجه، الأمر الذي يزيد من فرص إصابة الأم بالتوتر، وانعدام الثقة بالنفس، فتفقد السيطرة، ويؤثر ذلك سلباً على الأبناء.
من هنا ننصحك أن تكوني أماً جيدة، قادرة على تلبية احتياجات طفلك الأساسية من الحب والتواصل والرعاية؛ فأنت مصدر الأمان والحماية لطفلك، لكن تذكري أن مسؤولية طفلك ليست مسؤوليتك وحدك، فلا بد أن يحظى الطفل بالرعاية من الأب قدم مسؤولية الأم، كما أن لأفراد أسرتك من الدرجة الأولى أدوار مهمة في حياة طفلك، وتكوين شخصيته.
وننصحك أن تهيئي طفلك بأن يتقبل الحياة كونها ليست مثالية تحتمل الخطأ، الثواب والعقاب، التسامح والغضب، البكاء والضحك. ووفري له الفرصة لتفريغ طاقته؛ حتى لا تزيد مستويات الإرهاق والشعور باللوم لديكِ.
طالعِ: احتفالاً بعيد الأم.. كيف أخبر أمي أني أحبها بلغات الحب الخمس؟
3. تقبلي عيوبك وكوني نسختك الأفضل
تتلقى العديد من الأمهات الانتقاد من نساء مثلهن، فتبدأ الأم بلوم نفسها كونها لم تصل إلى الكفاءة التي يطالبها بها جميع من حولها، مما يزيد من المشاعر السلبية لدى الأم، والتي تؤثر بالتبعية على صحتها النفسية، والجسدية، فضلاً عن التأثير المباشر وغير المباشر على الأبناء والأسرة.
من هنا ننصحك ألا تنجرفي وراء النقد الذي يقلل من مجهودك ومسؤوليتك، تقبلي ذاتك، وعلمي أبنائك أن الكمال لا معنى له سوى بوجود النقصان، بالتالي تحدثي معهم عن مميزاتك وعيوبك، وأنكي تبذلي كل الجهد أن تسيطري على تلك العيوب.
هذه الخطوة ستعزز من شعورك بذاتك فتشعرين تجاه نفسك بشعور جيد، كما سترسمين لأبنائك مستقبلاً يكونوا فيه أسوياء، يعلمون كل العلم أن كلنا بشر وكلنا لديه عيب وميزة، الأهم أن ندرك هذا، ونعمل على تحسين أنفسنا، دون أن نؤذي غيرنا، وفي حالة الخطأ نعتذر، ونعزم ألا نكرره مرة أخرى.
للمزيد، يمكن الاطلاع على: كيف كرّم الإسلام الأمهات؟ (حوار)
4. أعيدي توزيع الأدوار في بيتك
لعقود من الزمن، وضع المجتمع المرأة والرجل في أدوار اجتماعية ضاغطة، ومن هنا ننصحك بالنقاش مع الأب حول إشراكه في مسؤولية الأبناء، وعبري عن رغبتك في الحصول على وقت لتصفية ذهنك بمفردك.
كما أن بناء علاقة صحية بين الأب والأم، تعتمد على النقاش، واحترام الآخر، سيدعم علاقتكما ببعض، كما سيشكل بناء شخصية الأبناء، ليصبحوا أكثر استقلالية، وأكثر قدرة على التعبير عن ذواتهم، وقادرين على احترام الآخر.
وتذكري أن الأطفال يتعلموا بالملاحظة، وليس بالتلقين، فحين يرى الطفل مشاركة الأب للأم في أعمال المنزل، سيتعلم الطفل أن الأعمال المنزلية ليست حكراً على النساء، بل هي أمر بديهي لا بد أن يقوم به كل إنسان بالغ عاقل.
إن الوصول إلى مرتبة الأم المثالية أمر غير واقعي، وحتى تصل له الأم لا بد أن تتفرغ بشكل كامل للأمومة وحدها، ومع هذا لن تصل إلى هذه المرتبة كونها غير موجودة، ومستحيلة التحقيق.. تذكري أن طفلك لا يحتاج إلى أم مثالية، بل أم جيدة تنشئة بصورة طبيعية.