انسحاب واشنطن.. هل تخسر أفغانستان قوتها الجوية؟
يبدو أن ميزة التفوق الوحيدة للجيش الأفغاني على "طالبان" في طريقها للزوال مع الانسحاب الأمريكي.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذكرت أن الميزة الحقيقية الوحيدة التي كانت تتمتع بها أفغانستان في حربها التي لا هوادة فيها مع حركة طالبان كانت في الجو.
ومع انسحاب القوات الأمريكية تجد كابول نفسها غير جاهزة لخسارة الأصول الجوية التي منحتها، حتى الآن، ميزة وأفضلية على التمرد.
وأشارت المجلة إلى أن الانسحاب المخطط له لجميع القوات الأمريكية والمتعاقدين الخاصين بحلول 11 سبتمبر/أيلول -حتى إن سحب أكثر من نصف القوات اكتمل بالفعل- قد يتسبب في توقف القوات الجوية الأفغانية خلال شهور إذا لم تجد الحكومة مصدرا بديلا لصيانة أسطول مروحياتها من طراز بلاك هوك، وطائرات النقل من طراز "سي-130 هيركوليز".
وتخرج آخر طيارين متدربين في الولايات المتحدة على التحليق بطائرة الهجوم الخفيفة "إيه-29 سوبر توكانو" في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020.
ووفق المجلة الأمريكية فإن خسارة الذراع الجوية لن يضعف القوات البرية فحسب، بل سيحد أيضا من قدرات كابول على تنفيذ مهام المراقبة والاستطلاع على طالبان، ناهيك عن نقل الإمدادات والقوات في أرجاء البلد الجبلي.
وبالنسبة لحكومة أفغانستان، جاء التغيير بشكل مبكر بثلاث سنوات؛ حيث قال مسؤول رفيع إنه تم التخطيط لتطوير سلاح الجو الأفغاني حتى 2024، في إطار عملية "عقد التحول" لقوات الأمن الأفغانية بدعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
ويضمن "عقد التحول" تدريب الطيارين والميكانيكيين وغيرهم من القوات ذات الصلة، وصيانة الطائرات والمركبات، وتأسيس منشآت صيانة في شتى أنحاء البلد.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته، أن الدعم الجوي كان بالغ الأهمية لقتال القوات الأفغانية، مشيرًا إلى أنهم "اعتادوا الحصول على دعم جوي مباشر لمعظم العمليات الكبرى، يمكنهم تنفيذ عمليات بدون ذلك، لكن التضاريس في أفغانستان وعرة للغاية، ومنحتنا القوة الجوية ميزة إضافية اعتمدنا عليها. والآن علينا إجراء تعديلات".
وربما تعني التعديلات تقليص التوقعات، خصوصا أن كابول أوقفت -في ظل الدعم الأمريكي لسلاح الجو الأفغاني المتوقع للثلاثة أعوام المقبلة- طائراتها وطياريها والميكانيكيين من أسطولها القديم روسي الصنع، مخططة لـ"تحول كامل" نحو أسطول جديد تقدمه واشنطن وشركائها بالناتو، بحسب المسؤول.
وأضاف المسؤول أنه "مع انسحابهم الآن، لن نتسلم هياكل الطائرات من الأمريكيين التي خططنا لها، وسيتعين عليها الإبقاء على بعض من الأسطول القديم، يخلق هذا تحديا لنا لم نخطط له. لذلك، نحن بمنطقة مجهولة عندما يتعلق الأمر بالصراع".
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن وزارة الدفاع "البنتاجون" تدرس احتمال توجيه غارات جوية في كابول، حال واجهت القوات الأفغانية أزمة.
ووفق الصحيفة، فإن البنتاجون يدرس ما إن كان سيتدخل باستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات بدون طيار (الدرون) حال تعرضت كابول لخطر الوقوع في أيدي حركة طالبان، غير أنه لم يتخذ أي قرار بعد.
ونقلت عن مسؤولين كبار أن البنتاجون يسعى للحصول على إذن لشن غارات جوية لدعم قوات الأمن الأفغانية حال تعرضت كابول أو أي مدينة رئيسية أخرى لخطر الوقوع في أيدي طالبان.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA==
جزيرة ام اند امز