حرب أفغانستان تدخل "مرحلة وحشية" مع الانسحاب الأمريكي
مع توقف الغارات الأمريكية دخل القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان مرحلة أكثر ضراوة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن طالبان عززت نفوذها ببطء في أفغانستان بعد توقيع اتفاق الانسحاب مع الولايات المتحدة. وقد سمح وقف العمليات الهجومية الأمريكية، خاصة الضربات الجوية والغارات، للجماعة بحشد عناصرها وجمع الإمدادات وتدمير المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وأشار التقرير إلى أن طالبان بدأت في الأول مايو/أيار، التاريخ الذي يمثل بداية الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، في حشد مئات المسلحين في هلمند. ومع تسليم الجيش الأمريكي آخر قواعده في الولاية إلى الحكومة الأفغانية شن مقاتلو طالبان هجوما واسعا في نفس اليوم على منطقة لشكرجاه، واجتاحوا أراضيَ في ثلاث مناطق بينها نوى.
ورغم سقوط نوى في يد طالبان عدة مرات على مدار العقدين الماضيين، يقول السكان إن المعركة الحالية لاستعادة السيطرة على المنطقة تختلف عن غيرها من قبل، فقد استمرت لأسابيع وليس أياما، واستخدم كلا الجانبين أسلحة ثقيلة.
ووفقا للصحيفة، تشير المعركة في هلمند إلى كيفية تحول الحرب في أفغانستان بمجرد انسحاب قوات الناتو بالكامل، فخلال الشهر الماضي تصاعدت أعمال العنف بشكل ملحوظ، شنت حركة طالبان موجة من الهجمات على عواصم المحافظات، مما أدى في البداية إلى انهيار القوات الحكومية في عدة قواعد.
ومع تراجع الجيش الأفغاني، يتجه الطرفان بشكل متزايد إلى تكتيكات أكثر قسوة.
أثبتت المرحلة الجديدة من الحرب أنها أكثر فتكا بالنسبة للقوات الحكومية ومقاتلي طالبان والمدنيين على حد سواء.
وتقول العائلات في نوى إنهم فروا من المنطقة عدة مرات خلال السنوات الماضية، لكن هذه المرة بالنسبة للكثيرين كانت الأولى التي تجبرهم فيها طالبان على ترك منازلهم.
وكانت الخسائر في صفوف المدنيين في مايو/أيار أعلى بثلاث مرات تقريبًا من الشهر السابق، حيث قُتل أكثر من 300 مدني وأصيب أكثر من 690 الشهر الماضي، وفقا للنتائج الأولية للجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان.
ولم تكشف الحكومة الأفغانية عن أرقام الخسائر في صفوف قواتها لكن مسؤولين محليين قالوا إن الخسائر في صفوف القوات الأفغانية في هلمند تزيد بنحو ضعف ما كانت عليه عندما كانت تحظى بدعم جوي من الجيش الأمريكي.
كما تكبدت طالبان المزيد من الخسائر. ووفقا لتقديرات محلية فقد بلغت حصيلة القتلى والجرحى صفوف الحركة 700 قتيل وجريح في هلمند خلال الشهر الماضي.
لكن بعض قادة الجيش الأفغاني يعتقدون أن الجيش الأفغاني يمكن أن يكون أكثر فاعلية بدون وجود القوات الأمريكية ويمكنه هزيمة طالبان في غضون سنوات.
لكن تقييمات المخابرات الأمريكية تختلف وتتوقع بدلاً من ذلك مكاسب واسعة النطاق لطالبان على الأرض بعد الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA= جزيرة ام اند امز