بعد الانسحاب.. تقرير أمربكي يحذر من انهيار الوضع بأفغانستان
خلص تقييم لأجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن الحكومة الأفغانية قد تنهار بعد ستة أشهر من اكتمال الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية قامت بتعديل تقديراتها السابقة الأكثر تفاؤلاً عقب اجتياح طالبان شمال أفغانستان الأسبوع الماضي، وسيطرتها على عشرات المناطق والمدن الرئيسية المحيطة بها.
ووفقا للصحيفة الأمريكية فإن التقييم الجديد لمجتمع الاستخبارات الأمريكية بشكل عام بات أكثر توافقًا مع التحليل الذي أصدره الجيش الأمريكي.
وسحب الجيش الأمريكي بالفعل أكثر من نصف جنوده البالغ عددهم 3500 ومعداته، ومن المقرر سحب البقية بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.
وأشار التقييم إلى أن مسلحي طالبان دخلوا مدينة قندوز شمال البلاد بعد احتلالهم المعبر الحدودي الرئيسي مع طاجيكستان، والوصول إلى ضواحي مدينة مزار الشريف، المحور الرئيسي في شمال أفغانستان.
وقالت إدارة الحدود في طاجيكستان إن 134 جنديًا أفغانيًا عند المعبر حصلوا على حق اللجوء بينما قامت طالبان بقتل وأسر حوالي 100 آخرين.
وفي مناطق أخرى استسلمت القوات الحكومية لطالبان، تاركة وراءها قوافل من عربات الهمفي ومخزونات من الأسلحة، بما في ذلك قطع المدفعية ومدافع الهاون والمدافع الرشاشة الثقيلة.
السقوط
وتوقع محللو الاستخبارات الأمريكية أن تتمكن حكومة الرئيس أشرف غني، الذي سيجتمع مع الرئيس بايدن في واشنطن يوم الجمعة المقبل، من الصمود لعامين بمجرد اكتمال الانسحاب الأمريكي.
وهي نفس الفترة الزمنية التي انقضت تقريبًا بين انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام وسقوط سايغون في أبريل/ نيسان 1975.
لكن أحدث تقييمات محللي الاستخبارات وكبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين أشارت إلى أن حكومة أفغانستان وعاصمتها كابول قد تسقط من 6 إلى 12 شهرًا من مغادرة القوات الأمريكية ، وفقًا لمسؤولين.
ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين الآخرين أن انهيار الحكومة قد يأتي بعد ثلاثة أشهر من اكتمال الانسحاب الأمريكي.
وكان الجيش يخطط لإكمال الانسحاب في أقرب وقت ممكن في يوليو/تموز، باستثناء القوات الأمريكية المخصصة لحماية السفارة الأمريكية في كابول.
ويخلق التقييم الاستخباراتي الأمريكي الجديد مزيدًا من الإلحاح بين المخططين العسكريين لإعداد عمليات محتملة لإجلاء الأفراد الأمريكيين وغيرهم من الأفراد إذا تدهور الأمن في العاصمة الأفغانية بسرعة.
وبسبب انزعاجهم من مكاسب طالبان ، يحث مسؤولو البيت الأبيض الجيش الآن على خفض وتيرة الانسحاب، والتي قد تشمل الإبقاء على قاعدة باجرام الجوية، شمال العاصمة، مفتوحة في الوقت الحالي، حيث سيسمح ذلك للجيش الأمريكي بالاحتفاظ بنقطة إجلاء أخرى لأفراد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ولعشرات الآلاف من الأفغان الذين دعموا الولايات المتحدة على مر السنين.