واشنطن تدعو لـ"خارطة طريق" من "أجل أفغانستان"
دعت أمريكا، الثلاثاء، أطراف النزاع في أفغانستان إلى وقف العنف، محملة حركة طالبان المسؤولية كاملة عن تلك الأعمال.
وتأتي الدعوة الأمريكية قبل 3 أيام من زيارة الرئيس الأفغاني أشرف غني للبيت الأبيض.
ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض الجمعة المقبل الرئيس الأفغاني وعبد الله عبد الله.، كبير مفاوضي حكومته في المحادثات مع طالبان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين، إنه: "نحض الأطراف على إجراء مفاوضات جدية لتحديد خارطة طريق سياسية من أجل مستقبل أفغانستان".
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، انتهاء أكثر من 50% من عملية الانسحاب من أفغانستان.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية، أنه تم نقل ما يعادل 763 حمولة من طائرة الشحن C-17 من المواد والعتاد من أفغانستان، وتسليم ما يقرب من 14790 قطعة من المعدات لوكالة الدفاع الأمريكية اللوجستية لتدميرها.
يأتي ذلك فيما، قالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان ديبورا ليونز الثلاثاء، إن الحركة سيطرت على أكثر من 50 من بين 370 مقاطعة في البلاد.
وحذرت من أن تصاعد الصراع "يعني تزايد الخطر الأمني في العديد من الدول الأخرى، سواء القريبة أو البعيدة".
وتتقدم حركة طالبان رويدا نحو كسب المزيد من الأراضي على حساب الحكومة الأفغانية، مستغلة انسحاب القوات الغربية بعد 20 عاما من الوجود.
وبعدما أسهم قرار انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي في منح عناصر طالبان الزخم لاستكمال عمليات الزحف، نحو أقاليم تسيطر عليها الحكومة، يبدو أن واشنطن بصدد مراجعة خطتها، نحو إبطاء وتيرة الانسحاب من أفغانستان.
فقد أعلن البنتاجون، الإثنين، أنّ وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان قد تتباطأ إذا واصلت حركة طالبان تحقيق مكاسب ميدانية في الهجمات التي تشنّها على جبهات عدّة، مشدّداً في الوقت عينه على أنّ هذا الأمر لن يؤثّر على الموعد النهائي لإتمام الانسحاب والمقرّر في 11 سبتمبر/ أيلول.
وفي رده على سؤال بشأن الهجمات التي تشنّها طالبان الأفغانية، وتأثيرها على وتيرة الانسحاب الأمريكي، قال المتحدّث باسم البنتاجون جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إنّ "الخطط يمكن أن تتبدّل وتتغيّر إذا تغيّر الوضع".
وأضاف: "إذا كانت هناك أيّة تغييرات يتعيّن إجراؤها بما يتعلّق بوتيرة أو نطاق أو حجم الانسحاب في أي يوم أو أسبوع معيّن، فنحن نريد الاحتفاظ بالمرونة للقيام بذلك".
وكان بايدن قرّر في أبريل/نيسان الماضي، خلافاً لتوصية الجيش، سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001.
وقد تمّ حتى اليوم إنجاز أكثر من 50% من عمليات الانسحاب.
وفي موازاة الانسحاب الأمريكي، تحقّق طالبان تقدّماً ميدانياً على حساب القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ مايو/ بوتيرة تثير القلق، وباتت الحركة موجودة تقريباً في كل ولايات البلاد وهي تطوّق مدناً كبيرة عدة.
وتتبع الحركة استراتيجية سبق وأن طبقتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها، الذي أطيح به بعد الغزو الأمريكي عام 2001.