طالبان تحاصر ولاية قندوز.. عواقب الانسحاب الأمريكي تتوالى
كشفت مصادر محلية أفغانية أن مسلحي حركة طالبان يحاصرون حاليا ولاية قندوز كبرى مدن شمال شرق أفغانستان.
وفي غضون أشهر، تزحف عناصر طالبان للسيطرة على أفغانستان، بنفس سرعة انسحاب واشنطن وحلفائها والذي من المقرر أن يكتمل في سبتمبر/أيلول المقبل.
ومنذ صباح الجمعة، اجتاح مسلحو طالبان 7 أحياء في 5 محافظات أفغانية.
وقال أمر الدين والي، العضو في مجلس الولاية، لوكالة فرانس برس،: "الوضع مقلق في قندوز. مقاتلو طالبان عند أبواب المدينة ويتواجهون مع الجيش".
وأضاف والي أن مسلحي الحركة يسيطرون على جسر أشين شمال المدينة ويقطعون الطرق إلى قندوز من جهة الحدود مع طاجيكستان إلى الشمال والطريق الرئيسي المؤدي إلى كابول إلى الجنوب.
وتابع والي قائلا: "انسحبت القوات الأفغانية وتتمركز طالبان على الطريق الرئيسي ولا يسمحون إلا للمدنيين بالمرور".
وأكد مصدر أمني في الموقع هذه المعلومات لمراسل وكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه.
وبحسب المصدر، خسرت قوات الأمن الأفغانية ثلاث مناطق اضطرت إلى الانسحاب منها "بعد أسبوع من المعارك الشديدة".
وحذر المسؤول بأنه "إذا لم تحصل القوات الأفغانية على مساندة جوية، فستكون هذه كارثة".
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس إن المسلحين يقومون بعمليات حول قندوز لكنهم لم يشنوا هجوما على المدينة.
وسيطر مسلحو الحركة مرتين على قندوز في 2015 و2016، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.
بدوره، أعلن المتحدث باسم شرطة قندوز إنعام الدين رحماني عن مقتل 50 من طالبان وإصابة 30 خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، مؤكدا أن قوات الأمن في مراكزها.
ويحقق مسلحو طالبان تقدّما ميدانيا في مواجهة القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ مايو/أيار الماضي بوتيرة تثير القلق، بموازاة انسحاب القوات الأمريكية الذي بدأ في مطلع مايو على أن يستكمل بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل.
ويواجه الجيش الأفغاني هجمات خصوصا في الولايات الشمالية قندوز وبجلان وبداخشان وفرياب وميمنة.
وباتت حركة طالبان موجودة في كل ولايات البلاد تقريبا وتطوّق مدنا كبيرة عدة، وهي استراتيجية سبق أن اتّبعتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها الذي أطاح به الاجتياح الأمريكي عام 2001.
وتسيطر طالبان على القسم الأكبر من جنوب البلاد باستثناء المدن الكبرى.
وأكد قيادي في طالبان الأحد عزم الحركة على إقامة "نظام إسلامي أصيل عبر التفاوض"، لكن المفاوضات بشأن تقاسم السلطة في الدوحة تراوح مكانها.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA=
جزيرة ام اند امز