الحكومة الأفغانية تشيد بوقف المفاوضات مع طالبان
الحكومة الأفغانية أكدت أن سلاما حقيقيا يمكن تحقيقه إذا كفت حركة طالبان عن قتل الأفغان ووافقت على وقف لإطلاق النار وإجراء مفاوضات مباشرة
أشادت الحكومة الأفغانية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء المفاوضات مع حركة طالبان الجارية منذ عام سعيا لوضع حد لأطول حرب تخوضها واشنطن.
وذكر بيان صدر عن مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني، الأحد، أن "الحكومة الأفغانية أكدت دائما أن سلاما حقيقيا يمكن تحقيقه إذا كف مقاتلو طالبان عن قتل الأفغان، ووافقوا على وقف لإطلاق النار، وعلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية".
وفي شوارع كابول وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، لا يبدو أن الأفغان شعروا بخيبة أمل من قرار وقف المفاوضات التي استبعدوا منها.
وعبر عدد من السكان في كابول عن ارتياحهم لهذا النبأ، وقال مير ديل (52 عاما) لوكالة فرانس برس إن "إلغاء المناقشات نبأ جيد، يجب أن يجرى حوار بين الأفغان يشارك فيه الناس ويطلعون عليه".
وأضاف "لو قبلت طالبان السلام لأعلنت وقفا لإطلاق النار ولكانت المناقشات حققت تقدما".
وعبرت شابة عن أسفها، لأن ترامب ركز على مقتل أمريكي لوقف المفاوضات.
وقالت ياما سفداري (24 عاما) "لا يفكرون في ذلك عندما يقتل أفغان مدنيون وعسكريون كل يوم".
وعلى موقع فيسبوك، عبر العديد من الأفغان عن ارتياحهم للقرار الأمريكي، وكتب أحدهم إقبال أحمد نور "لمرة واحدة على الأقل ستندم طالبان ربما على هجماتها وعلى قتل أبرياء".
وكانت الحكومة الأفغانية عبرت مؤخرا عن "قلقها" من التوصل إلى اتفاق لا تكون طرفا فيه.
وكان العديد من المسؤولين يخشون أن تتراجع حركة طالبان بعد إبرام اتفاق، في مسألة الحريات العامة وترفض أي تقاسم للسلطة.
وفي كابول، حمل مدير المعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية داود مراديان المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد فشل العملية.
وقال لوكالة فرانس برس إن خليل زاد "لم يستبعد الحكومة الأفغانية فقط (من المفاوضات) بل أطرافا فاعلين مهمين أيضا لواشنطن وحلفاء مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والهند".
كما انتقده "لإعطائه الانطباع بأن الولايات المتحدة تريد الرحيل بسرعة سواء تم تطبيق الاتفاق أو لم يطبق".
وكان "ترامب" أعلن في وقت سابق، الأحد، إلغاء مفاوضات السلام مع طالبان، بعد تبنيها هجوماً أودى بحياة 12 شخصاً بينهم جندي أمريكي.
وقال في تغريدات عبر حسابه على "تويتر": "ألغيت اجتماعاً سرياً كان مقرراً عقده مع قيادات من طالبان في كامب ديفيد بالولايات المتحدة".
وأضاف: "إذا لم يكن باستطاعتهم الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال محادثات السلام، بل يقتلون 12 شخصاً بريئاً فحينئذ ربما ليس لديهم القوة للتفاوض على اتفاق مجدٍ بأي حال".