الانسحاب الأمريكي.. ما مصير المترجمين الأفغان؟
مخاوف تنتاب مترجمين أفغانا وعددا من مواطنيهم ممن عملوا لصالح الجيش الأمريكي طوال فترة الحرب من استهدافهم عقب سحب واشنطن قواتها من البلاد.
وبينما تنسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عقدين من الحرب، يواجه الرئيس جو بايدن منعطفًا أخلاقيًا هاما بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وطبقًا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، يتمثل ذلك في سؤال: هل تنقذ واشنطن أرواح الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي؟
وذكرت المجلة، في تقرير منشور عبر موقعها، أن ذلك يشكل سباقا ضد الزمن ومعركة ضد الروتين البيروقراطي، مع تداعيات تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة لآلاف المترجمين وغيرهم من الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية وقوات التحالف مقابل الحصول على تأشيرات للولايات المتحدة.
وأضافت المجلة أن ما يغذي ذلك هو شبح سيطرة "طالبان" على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، وعدد القتلى المتزايد بين المترجمين الأفغان الذين استهدفهم المتشددون بينما كانوا في انتظار تأشيرات وعدوا بالحصول عليها منذ فترة طويلة.
وأشارت إلى أن التساؤلات بشأن التأشيرات الخاصة لهؤلاء الأفغان أججت نزاعا سياسيًا في واشنطن، مع ارتفاع أصوات المشرعين وقدامى المحاربين الأمريكيين الذين يزيدون الضغط على إدارة بايدن لاتخاذ إجراء.
وستكون طريقة إدارة بايدن في الوفاء بوعودها من عدمه للمترجمين الأفغان تأثير كبير على الفصل الخاص بأفغانستان من التاريخ الأمريكي، بحسب ما يدفع به المشرعون والجماعات الحقوقية.
وقال النائب الديمقراطي آمي بيرا، من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن هناك ما يقدر بحوالي 17 ألف أفغاني ينتظرون تلقي كلمة بشأن تأشيرات الهجرة الخاصة، معربا عن "قلقه للغاية" من أن الولايات المتحدة ربما لن تكون قادرة على معالجتها جميعا خلال الوقت المحدد للانسحاب الأمريكي بدون خطة واضحة من بايدن لتعجيل العملية.
لكن لم تقدم إدارة بايدن حتى الآن خطة كاملة للكونجرس بشأن كيفية معالجة جميع التأشيرات، الأمر الذي أغضب النواب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
وقال دبلوماسي أفغاني بارز لـ"فورين بوليسي"، مفضلا عدم كشف هويته، إن هناك مخاوف أكبر في كابول حول احتمال انتقام طالبان من المترجمين السابقين حال لم تتمكن الولايات المتحدة من إخراجهم من البلاد، لكنه أشار إلى الأمل في الإسراع بطلبات تأشيرات الهجرة الخاصة.
من جانبه، يرى أسفنديار مير، وهو محلل أمن جنوب آسيا في جامعة ستانفورد، أن "موجز القول يكمن في أن هؤلاء الأفغان معرضون بشدة لخطر الانتقام. أعضاء طالبان واضحون بشأن رغبتهم في معاقبة (فئة المتعاونين). ضمن تلك الفئة، تعتبر طالبان المترجمين وغيرهم من المتعاونين مع الجيش الأمريكي تهديدا كبيرا".
ومع توجيه بايدن أوامر بإتمام الانسحاب الكامل للقوات بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، يخشى كثير من المشرعين وقدامى المحاربين بالولايات المتحدة أنه لا يوجد وقت كاف لمعالجة جميع الطلبات، على الأقل بدون خطة لتخطي الإجراءات الروتينية والإسراع في التأشيرات.