الجنود الأفغان يخسرون السماء.. والأرض أيضا
تطوق حركة طالبان مراكز الشرطة والجيش في أفغانستان، وتتقدم في أراض تسيطر عليها الحكومة، مهيئة نفسها لهجمات واسعة النطاق.
واقع جديد في البلاد فرضه الانسحاب الأمريكي بعد عقدين تواصلت خلالهما أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن طالبان تستغل مكاسبها في ساحة المعركة قبل خروج الولايات المتحدة، بالرغم من مواصلتهم محادثات السلاح مع الحكومة الأفغانية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن الانسحاب سيكتمل بحلول 11 سبتمبر/أيلول. ويشير مسؤولون أمريكيون آخرون إلى أن الوجود المتبقي للولايات المتجدة – والدعم الجوي الحيوي الذي يقدمونه لقوات الحكومة الأفغانية – سينتهي في وقت أقرب بكثير، ربما بحلول الشهر المقبل.
وفي ظل مد وجزر الحرب الأفغانية، لا تزال قوات الحكومة تتمكن من استعادة مناطق مثل أرغنداب، الوادي الخصب على الحافة الغربية لقندهار، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
وهرب مقاتلو طالبان من أجزاء من أرغنداب بداية أبريل/نيسان، بعدما أحدثت الضربات الجوية للطائرات الحربية الأمريكية فارقًا بعد شهور من القتال البري الكثيف.
لكن مع انتهاء الدعم الجوي خلال أسابيع، ستفقد قوات الحكومة ميزة محورية في الصراع.
وقال سعيد أحمد، شرطي (25 عامًا) من أرغنداب، إن وحدته لن تصمد لفترة طويلة بدون القوة الجوية أو تدفق الأسلحة الثقيلة، مضيفًا: "في هذا الوضع، لن نتمكن من حماية قندهار."
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، إلى الدوحة، هذا الأسبوع، بعد اجتماعه مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في كابل، يوم الأحد.
ويسعى زاد لتنشيط عملية السلام، التي كانت خامدة منذ إعلان بايدن سحب الولايات المتحدة لجميع قواتها المتبقية دون قيد أو شرط، مما يمحي النفوذ الرئيسي لحكومة كابول في المحادثات.
ويتناقض القتال المتصاعد على الأرض في شتى أنحاء أفغانستان مع تعهدات طالبان التي قطعتها للحكومة في وقت سابق بالدوحة التي تستضيف المحادثات بين الجانبين.
ففي إطار الاتفاق الموقع مع إدارة ترامب في فبراير/شباط عام 2020، الذي أفضى لانسحاب القوات الأمريكية، وعدت طالبان بتقليص العنف بشكل كبير.
ومنذ هذا الوقت، أبلغت القوات الأمريكية عن "زيادة تاريخية" في الهجمات التي شنها العدو، بحسب تقرير مايو/أيار الصادر عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، حيث شهدت الفترة من يوليو/تموز عام 2020 إلى مارس/آذار عام 2021 أعلى عدد هجمات منذ بداية 2015، مع نحو 130 هجومًا في اليوم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز