"سفاح كابول" يعود من المخبأ برسالة سلام لطالبان
قلب الدين حكمتيار يعود للحياة السياسية في أفغانستان بناء على اتفاق للمصالحة أنهى 20 عامًا من الاختباء في مكان مجهول بعدما طردته طالبان
بعد 20 عامًا من الاختباء، عاد زعيم الحرب الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار إلى الحياة السياسية الأفغانية، السبت، داعيا حركة طالبان إلى إلقاء سلاحها والانضمام "لقافلة السلام".
وتوجه حكمتيار، الملقب بسفاح وجزار كابول، وهو بعمامته السوداء التي اشتهر بها بكلمة إلى أنصاره في ولاية لغمان تم بثها على نطاق واسع في أفغانستان.
وقال فيها: "تعالوا بالله عليكم وأوقفوا القتال في حرب ضحاياها هم الأفغان".
"تعالوا وانضموا إلى قافلة السلام (...) حددوا أهدافكم وأنا سأكون معكم في أهدافكم الجيدة".
وحكمتيار (68 عامًا) كان زعيم حرب في أفغانستان وعرف في الصحافة العالمية على أنه "سفاح كابول"، يتذكره الأفغان بدوره الرئيسي في الحرب الأهلية الدامية في التسعينيات.
لكن اتفاق المصالحة الذي وقّعه مع كابول سبتمبر/أيلول 2016 مهّد الطريق لعودته بعد عقدين قضاهما في منفى لم يتم الإعلان عن مكانه.
وكان هذا الاتفاق الأول من نوعه في أفغانستان منذ ظهور حركة طالبان عام 2001.
ويرأس حكمتيار "الحزب الإسلامي" الخامل منذ زمن، وهو الأخير في سلسلة من الشخصيات المثيرة للجدل التي سعت حكومة كابول لإعادة إدماجها في مرحلة ما بعد طالبان عبر منحها الحصانة عن الجرائم المرتكبة سابقا.
وهذا النهج تم اتباعه مع أمراء حرب سابقين مثل الجنرال عبد الله دوستم الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول.
وعملية السلام هذه تشكل انتصارا رمزيا للرئيس أشرف غني الذي بذل جهدا كبيرا لإحياء محادثات سلام مع طالبان.
وفي فبراير/شباط الماضي، رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة على حكمتيار بناء على طلب من الحكومة الأفغانية عقب اتفاق المصالحة.
غير أن هذا الاتفاق قوبل بغضب ومظاهرات من بعض السكان الذين قالو إن حكمتيار هو الذي أمر عندما كان رئيسًا للوزراء بالقصف العشوائي للمدينة في بداية التسعينيات، ما تسبب بسقوط عدد كبير جدًّا من الضحايا وتسبب بأضرار فادحة.
وعاد زعيم الحرب البارز الذي حارب السوفييت في الثمانينيات والمتهم بقتل الآلاف الحرب الأهلية (1992-1996) اليوم السبت إلى كابول.
وخلال فترة نفيه كان يعتقد على نطاق واسع أن حكمتيار يختبئ في إيران أو باكستان، بالرغم من أن جماعته ادعت أنه بقي في أفغانستان.
وحكمتيار المولود في قندوز (شمال) من قدامى المحاربين ضد السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي، ولكن عقب انسحاب السوفيت انخرط في حرب أهلية للصراع على النفوذ في التسعينيات، حتى طردته حركة طالبان.