أوروبا والهاربون من "طالبان".. هل تعيد أفغانستان كرّة سوريا؟
سيطرة "طالبان" على أفغانستان تطرح من جديد ملف الهجرة واللجوء بأوروبا وسط مخاوف قادة القارة العجوز من تكرار أزمة 2015 وتداعياتها.
ومنذ ستة أعوام، فر أكثر من 1.2 مليون مهاجر من عدة أجزاء من العالم إلى أوروبا، قاطعين مئات آلاف الكيلومترات بحثا عن حياة جديدة في أزمة تركت ندوبا سياسية بالغة.
وطرح موقع "صوت أمريكا" سؤالا عما إذا كانت القارة على وشك أن تختبر أزمة لاجئين جديدة، بينما يحاول ملايين الأفغان الهروب من حركة طالبان.
وذكر الموقع أن عدة قادة أوروبيين تحدثوا عن مثل تلك المخاوف في الأيام الأخيرة. ففي خطاب متلفز، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "التعامل مع أولئك الهاربين من طالبان سيحتاج جهود دولية منظمة وعادلة. لا يمكن لأوروبا وحدها تحمل تبعات الوضع الراهن".
وفي ألمانيا، قال الأمين العام لحزب الديمقراطيين المسيحيين الحاكم لمحطة "إن تي في": "بالنسبة لنا، من الواضح أن عام 2015 يجب ألا يتكرر. لن نتمكن من حل قضية أفغانستان من خلال الهجرة إلى ألمانيا".
وعام 2015، كان أغلب من دخلوا أوروبا يفرون من الحرب في سوريا. وبعد العبور إلى تركيا، تمكنوا من دخول اليونان، العضو بالاتحاد الأوروبي، سواء عبر قوارب تتجه بهم إلى الجزر اليونانية أو بمحاولة اختراق الحدود البرية فوق نهر إيفروس الفاصل بين البلدين.
لكن يواجه المهاجرون الأفغان الذين يحاولون قطع رحلات مشابهة عقبات أكبر بكثير؛ حيث تبني تركيا سياجا على طول حدودها مع إيران، وهو الطريق الرئيسي للمهاجرين الأفغان الذين يتجهون إلى أوروبا.
وعلى نحو مشابه، أكملت اليونان بناء سياج حدودي على طول حدودها مع تركيا. ووجد كثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا أنفسهم عالقين بمخيمات مكتظة باللاجئين.
كما أن اتفاق الهجرة لعام 2016 الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا زاد من صعوبة الأمر على المهاجرين للقيام بمثل تلك الرحلة.
وخلال زيارة أجراها إلى زيارة السياج الحدودي، السبت الماضي، دافع وزير حماية المواطنين اليوناني ميكاليس كريسوديس عن تدابير الحكومة، وقال إن "الأزمة الأفغانية تخلق حقائق جديدة في المجال الجيوسياسي، وفي الوقت نفسه، تخلق احتمال تدفق المهاجرين".
وأضاف: "في هذا الإطار، تم اتخاذ سلسلة من القرارات. لا يمكننا الانتظار حتى حدوث هذه الأزمة."
ونقل موقع "صوت أمريكا" عن محللة الهجرة في مركز السياسة الأوروبية، هيلينا هان، قولها إن العديد من الأفغان سيجدون صعوبة في مغادرة البلاد بالمقام الأول.
وأوضحت أن "تدابير الردع، بالإضافة إلى تدابير الاحتواء للدول المجاورة وربما أيضًا طالبان نفسها في طريق الكشف عن أجندتها الحقيقية، ستمنع أولئك الناس من مغادرة البلاد".
وتابعت أن "إيران، على سبيل المثال، أغلقت مرارا وتكرارا المعابر الحدودية واقترحت إنشاء مخيمات لاجئين داخل البلاد لكن دون السماح للناس بعبور الحدود، فيما بنت تركيا جدارا على حدودها مع إيران وزادت أيضا من قدرة ما يسمى بمراكز إعادة التوطين."
وبالرغم من الإجراءات، تمكن مئات الأفغان من الوصول إلى تركيا خلال الأسابيع الأخيرة، وناشد مرتضى فقيري (19 عامًا)، وهو مهاجر أفغاني محتجز بأحد مراكز احتجاز المهاجرين في مدينة فان، أوروبا لتقديم المساعدة.
وقال: "أود أن أقول لأوروبا والدول الأخرى أن يساعدونا. نحن أفغان. نحن لا نقاتل. نريد أن حظى بحياة كريمة"، بحسب المصدر نفسه.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز