أفغانستان وباكستان.. هل تدق "نيران الحدود" طبول الحرب؟
"نيران الحدود" تؤجج التوتر بين أفغانستان وباكستان وترفع وتيرة الاتهامات والأسوأ أنها تنذر بمواجهة عسكرية وشيكة بين الجارتين.
وتصاعدت بوادر اندلاع حرب بين أفغانستان التي تحكمها حركة طالبان المتشددة، وبين حكومة باكستان المجاورة لها، على خلفية تواتر الهجمات الدموية ضد القوات الباكستانية.
وتستهدف الهجمات بالخصوص الحدود، وتشنها حركة "تحريك طالبان" الباكستانية المعارضة لحكومة إسلام آباد والتي تنشط في أفغانستان.
وآخر تلك الهجمات إعلان حركة طالبان الباكستانية، الأربعاء، مسؤوليتها عن مقتل أحد كبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات الباكستانية وضابط آخر، في أحدث عملية قتل منذ عودة عنف المتشددين بباكستان.
وقالت الشرطة الباكستانية إن ضابطي وكالة الاستخبارات الباكستانية قُتلا، الثلاثاء، بالرصاص خارج فندق في إقليم البنجاب.
تحشيد على الحدود
واليوم الخميس، ذكرت وكالة أنباء "هران نيوز" الأفغانية أن قوات ومعدات عسكرية حشدها الجيش الباكستاني من الليلة الماضية قرب الحدود مع أفغانستان، معتبرة أن هذا التحشيد ينذر بالحرب.
وتقول مصادر من المناطق الحدودية إن هناك احتمالا لشن هجوم عسكري من قبل الجيش الباكستاني على أفغانستان خلال 72 ساعة القادمة.
وبحسب المصادر، لوحظت تحركات مكثفة للدبابات والعربات المدرعة الباكستانية باتجاه حدود أفغانستان.
وأكدت الحكومة الباكستانية في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن القومي احتمال وقوع عمليات عسكرية في أراضي أفغانستان.
وتؤيد واشنطن الموقف الباكستاني، حيث أيد المتحدث باسم خارجيتها، نيد برايس، هجمات إسلام أباد المحتملة للعمل ضد حركة طالبان باكستان أو "تحريك طالبان باكستان" في أفغانستان، معتبرا أن "لباكستان الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب".
من جانبها، وجهت حركة طالبان باكستان، الأربعاء تهديدًا بـ"قتل" رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري.
وقال المتحدث باسم الحركة "إنه إذا لم يغير قادة الأحزاب السياسية، بما في ذلك بوتو وشريف، موقفهم ضد طالبان، فسيتم اتخاذ إجراءات ضدهم".
وفي سياق متصل، نفت وزارة الدفاع الأفغانية مساء اليوم قيام طائرات باكستانية بتوجيه ضربات جوية على أفغانستان.
مخاطر الأزمة
يقول حمد الله مهيب، مستشار الأمن القومي للحكومة الأفغانية السابقة، إن الصراع له آثار خطيرة على أفغانستان ويؤثر على المنطقة أيضًا.
وكتب مهيب في تغريدة عبر تويتر يقول إن "باكستان ستكسب دعم المنطقة وستدعم الدول الجماعات التي تعمل بالوكالة للقضاء على التهديدات ضدهم".
بدوره، قال وزير الداخلية الباكستاني رانا صنع الله، الخميس، إن بلاده لن تدخل في مفاوضات مع حركة طالبان باكستان بعد الآن، مضيفاً أن "البلاد قررت عدم التفاوض مع حركة طالبان الباكستانية، لأنها تعمل ضد باكستان في أفغانستان".
وتزايد نشاط حركة طالبان الباكستانية بعد وصول "طالبان" الأفغانية إلى السلطة، منتصف أغسطس/ آب 2021 بعد انسحاب القوات الأجنبية والأمريكية، وحاولت طالبان أفغانستان القيام بدور الوساطة في الأشهر الماضية بين طالبان باكستان وحكومة إسلام آباد، لكن تلك الجهود لم تثمر عن أي نتائج.