طالبان باكستان والحكومة.. تصعيد متبادل يطوي صفحة وقف النار
تهديدات متبادلة بين حركة طالبان باكستان وحكومة إسلام أباد، زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة بتصعيد كلامي، وبخطوات على الأرض، ترجمت ذلك التوتر.
فبينما هدد رئيس الحكومة الباكستانية شهباز شريف بعدم السماح لأي بلد بتوفير ملاذ للإرهابيين، قال وزير خارجيته بيلاوال بوتو زارداري الشهر الماضي، إن دعم حركة طالبان باكستان "خط أحمر".
تصريحات جاءت في أعقاب تعهد الجيش الباكستاني في اجتماع لقادة الفيالق بالقضاء على الكيان الذي يشكل خطرا، ما يومئ بعملية جديدة محتملة.
تلك التصريحات ردت عليها حركة طالبان باكستان بشكل عملي، عبر مسارين، الأول إطلاق تهديدات باستهداف كبار القادة الحكوميين، والثاني ترجمة تلك التصريحات على أرض الواقع.
مساران للتصعيد
المسار الأول، بدا واضحا في بيان صادر عن المتحدث باسم حركة طالبان باكستان محمد خُراسان، الذي هدد الأربعاء، باستهداف رئيس الوزراء شهباز شريف وغيره من القادة الحكوميين الذين قال إنهم أعلنوا الحرب على الحركة "لإرضاء جيشهم النافذ والولايات المتحدة"، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان باكستان: "تدرس الحركة اتخاذ إجراءات ملموسة ضد عصابات الحكام المفروضين. ويجب على الجماهير أن تحجم عن الاقتراب من مثل هؤلاء القادة".
أما المسار الثاني فبدا واضحًا بشكل عملي، مساء الثلاثاء، باستهداف اثنين من كبار المسؤولين في جهاز المخابرات الباكستانية في هجوم مسلح بمنطقة "خانيوال" في إقليم البنجاب شرقي البلاد.
وقالت وسائل إعلام أفغانية رسمية، مساء الثلاثاء، إن "نويد صادق ونصير بهارت، من كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات الباكستاني، قتلا في هجوم مسلح بمنطقة خانيوال بإقليم بنجاب".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الضابطين المعروفيْن باعتقالهما عددا من عناصر حركة طالبان الباكستانية ومتشددين آخرين، كما عُرفا بخبرتهما في التحقيق وحل القضايا المعقدة، بما في ذلك الهجمات بالأسلحة النارية والقنابل.
مواجهة طالبان
وقال مسؤولون إن أحد الضابطين القتيلين كان مدير إدارة مكافحة الإرهاب بالمقاطعة التي لعبت دورًا رئيسيًا في مواجهة حركة طالبان الباكستانية.
واستمدت حركة طالبان باكستان التي سعت لسنوات للإطاحة بحكومة إسلام أباد قوتها من سيطرة طالبان على أفغانستان، فيما كثفت هجماتها على قوات الأمن في أنحاء باكستان بعد أن أنهت وقف إطلاق النار الذي استمر شهورا مع الحكومة الائتلافية في البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني.
وصعدت طالبان الباكستانية المتشددة هجماتها على قوات الأمن في الأشهر الأخيرة، بعد أن أنهت من جانب واحد وقف إطلاق النار الذي دام شهرا مع الحكومة الباكستانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وطالبان الباكستانية منفصلة، لكنها متحالفة مع نظيرتها الأفغانية، التي استولت على السلطة في أفغانستان المجاورة في عام 2021 مع انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد 20 عامًا من الحرب.
في المقابل، اتهمت الحكومة التي تقودها طالبان في أفغانستان، إسلام أباد بتعريض العلاقات الثنائية للخطر بعد أن أشار وزير الداخلية الباكستانية رنا ثناء الله، الأسبوع الماضي، إلى أن كابول لم تفعل ما يكفي لمواجهة أنشطة حركة طالبان الباكستانية.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز