أفغانستان "تغرق" في إرهاب طالبان.. والرئيس "يعتزم" الاستقالة
توقعت مصادر أمنية، مساء السبت، استقالة الرئيس الأفغاني أشرف غني، مع اقتراب حركة طالبان المسلحة من العاصمة كابول.
يأتي هذا مع سقوط غالبية المدن الأفغانية في أيدي عناصر طالبان، وأحدثها مزار الشريف، رابع أكبر مدينة أفغانية لتصبح العاصمة كابول محاصرة.
ونقلت قناة "العربية" الإخبارية، عن مصادر أفغانية السبت، قولها إن "الرئيس أشرف غني عازم على تقديم استقالته بعد اقتراب حركة طالبان من العاصمة الأفغانية كابول".
وتتسارع التطورات في أفغانستان خلال الأيام الماضية، حيث يسعى الرئيس غني لإيقاف سقوط المدن في أيدي طالبان، بتكليف قائد جديد بمسؤولية الأمن في العاصمة، وفريق من "القادة السياسيين" للتفاوض مع "طالبان" لوقف إطلاق النار.
تحركات غني جاءت بعد سقوط غالبية المدن الأفغانية الكبرى في أيدي الحركة، حيث سيطرت قبل ساعات على مزار شريف.
وقال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، إن المئات من عناصر الجيش والشرطة ينتظرون أمام المعبر الحدودي مع أوزباكستان بانتظار السماح لهم بالدخول بعد السيطرة على مزار الشريف.
وأضاف، أن الحركة تسيطر أيضا على مدينة "مهترلام" عاصمة ولاية "لغمان" شرق أفغانستان، بما فيها مبنى الولاية ومقرات الشرطة والأمن.
ويغذي سقوط العواصم الكبرى للولايات في أيدي طالبان شراهة الحركة على التهام المزيد من المدن، قبل أسابيع قليلة من الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية.
تقدم طالبان
وبدأت طالبان هجومها في مايو/أيار عندما أكدالرئيس الأمريكي جو بايدن إخراج القوات الأجنبية من البلاد بعد 20 عاما من تدخلها لإطاحة طالبان من السلطة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001؛ ويفترض أن ينتهي هذا الانسحاب بحلول 31 أغسطس/آب.
وآنذاك، أكد بايدن أنه "ليس نادما على قراره رغم السرعة التي انهار بها الجيش الأفغاني في مواجهة تقدم طالبان"، ما فاجأ الأمريكيين وخيب أملهم بعدما أنفقوا أكثر من ألف مليار دولار خلال عشرين عاما لتدريبه وتجهيزه.
وبسبب هذا التقدم السريع، أعلنت واشنطن مساء الخميس أنها قررت "تقليص وجودها الدبلوماسي" في كابول.
ولضمان إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين بسلام، سترسل وزارة الدفاع الأمريكية ثلاثة آلاف جندي إلى مطار كابول الدولي، بحسب الناطق باسمها جون كيربي.
وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الجمعة أنها مستعدة لإجلاء "آلاف الأشخاص يوميا" عبر الجو، معتبرة أن كابول لا تواجه "خطرا وشيكا".
واليوم السبت كذلك أعلن الرئيس الأمريكي ونائبته أنهما سيناقشان مع فريق الأمن القومي تقليص الوجود المدني للولايات المتحدة في أفغانستان.
كما شنت القوات الأمريكية غارة جوية استهدفت عناصر من حركة طالبان نفذوا هجوما صاروخيا على مطار قندهار بأفغانستان.
في الوقت نفسه، أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة الأراضي الأفغانية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعد اجتماع أزمة، أمس الجمعة، إن بلاده تعتزم "ممارسة ضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعدا أي "حل عسكري".
وأعلنت دول عدة بينها هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا أمس الجمعة خفض وجودها في البلاد إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان.
وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي؛ وتأتي هذه العمليات بينما تواصل حركة طالبان تجاهل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأسرة الدولية.
ومن جانبه، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، أن حركة طالبان عليها أن تعي أنها لن تلقى اعترافا دوليا إذا سيطرت على أفغانستان بالقوة.
وأضاف ستولتنبرغ، في تصريحات إثر اجتماع مع سفراء دول الحلف في بروكسل بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابول: "سنحافظ على تواجدنا الدبلوماسي في كابول، وأمن أفراد الحلف يحظى بأهمية قصوى".
وأثارت سرعة الهجوم الذي تشنه طالبان، انتقادات لقرار الرئيس بايدن بسحب القوات الأمريكية.