"حب في كابول وكراهية بالريف".. مشاعر مختلطة للأفغان تجاه أمريكا
تتباين مشاعر المواطنين الأفغان تجاه الولايات المتحدة ما بين الحب في المدن الكبرى والعاصمة كابول والكراهية في المناطق الريفية.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ستظل الولايات المتحدة في ذاكرة سكان كابول والمدن الأفغانية الأخرى، لما حققته خلال عقدين من تقدم في مجال حقوق المرأة ووسائل الإعلام المستقلة والحريات الأخرى.
لكن سكان المناطق النائية، التي تشكل ساحات القتال الرئيسية لأطول حرب أمريكية "ينظرون إلى الولايات المتحدة من منظور الصراع والوحشية والموت".
وبحسب الصحيفة فإنه "رغم أن القريين الأفغان لم يتمكنوا من رؤية الوجه الآخر لأمريكا سواء كرمها أو غيره، لكن بالكاد وصلت أي من المساعدات المليارية الأمريكية التي تدفقت على أفغانستان إلى المناطق الريفية.
وقد خلصت وكالة الرقابة التابعة للحكومة الأمريكية إلى أن جهود إعادة الإعمار خارج العاصمة باءت بالفشل بسبب انعدام الأمن والفساد وغياب الكفاءة، فلا تزال المنازل في المدن القريبة والمجاورة لكابل بلا كهرباء أو مياه جارية، بحسب "واشنطن بوست".
ويقول خان محمد ( 32 عامًا) صاحب متجر خارج مجمع عسكري أمريكي مهجور في وسط المنطقة، إنه : "لم يترك لنا الأمريكيون شيئًا.. فقط تلك القاعدة الخاوية".
لكن مع رحيل القوات الأمريكية وسقوط حكومة الرئيس أشرف غني، يسود الهدوء الآن، على خلاف ما عاشوه على مدى العقدين الماضيين، مع انتهاء الصراع وسيطرة طالبان وتوقف العنف.
وقال محمد عمر، إمام مسجد إحدى القرى ، لـواشنطن بوست" إن "التغيير الرئيسي هو السلام والأمن الآن وتوقف قتل الأفراد.. لقد بات بمقدورنا الآن التجول بحرية في أي مكان.. اختفى الموت من قاموسنا".
لكن الشعور بالراحة لن يخفف من وطأة الويلات الجديدة. فقد أدى استيلاء طالبان على السلطة إلى تجميد الأموال في البنك المركزي الأفغاني والمساعدات الإنسانية، كما انسحبت المنظمات الإغاثية الدولية من المنطقة، فضلا عن تدهور الاقتصاد.