صحيفة أمريكية: "انتقام طالبان" يرعب "مجندات أفغانستان"
بعد أن كن مصدر إشادة للغرب على مزاحمتهن الرجال في الميدان العسكري، توارت المجندات الأفغانيات عن الأنظار خوفا من انتقام حركة طالبان.
وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، استعرض حياة بعض أعضاء القوات النسائية السابقة في أفغانستان التي أنشأتها ودربتها القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قالت إحداهن إن "الحكومات الغربية قامت بنقل موسيقيين ولاعبي كرة قدم وفنانين لم تكن حياتهم في خطر مثلنا".
ومن بين هؤلاء الأفغانيات، مجندة تدعى "شميمة"، اضطرت بعد استيلاء طالبان على كابول في أغسطس/ آب الماضي، إلى حفر حفرة في فناء منزلها ودفن زيها العسكري الأفغاني، لكن عناصر طالبان تمكنت من اكتشاف ماضيها واتصلت بها بعد أيام.
وتقول شميمة إنها: "سيطرت على نفسي حالة من الهلع، عقب اتصال طالبان فأغلقت هاتفي وتخلصت من الشريحة وهربت من منزلي، والآن أعيش مختبئة على أمل إيجاد مخرج من أفغانستان".
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن والدول الغربية أشادت بإنشاء وحدات من الجيش والشرطة الأفغانية كأحد الإنجازات الرئيسية لجهود الغرب لتمكين المرأة في أفغانستان.
وأعلن التحالف الدولي لمحاربة طالبان في أفغانستان مرارا عن إنجازات العناصر النسائية في الجيش والشرطة، على الرغم من الحساسيات الثقافية التي دفعت العديد من هؤلاء النساء إلى الحفاظ على سرية مهنتهن.
وأضافت "وول ستريت جورنال"، أنه: "قبل سقوط الحكومة الأفغانية السابقة، كان هناك نحو 6300 امرأة على كشوف مرتبات القوات المسلحة والشرطة الأفغانية، أي نحو 2 % من إجمالي العسكريين".
وأضافت الصحيفة أن" هؤلاء النساء أصبحن الآن من بين الفئات الأكثر عرضة للخطر التي تخلت عنها القوات الأجنبية، وليس لديهن مسار واضح لمغادرة البلاد على الرغم من المخاطر التي قد يواجهنها من قبل طالبان، وغالبًا من عائلاتهن لانتهاكهن الأعراف المحافظة للمجتمع الأفغاني“.
وتابعت:”بالرغم من إمكانية تأهل الشرطيات والجنديات الأفغانيات اللاتي عملن في ظروف خاصة مع الولايات المتحدة فقط للالتحاق ببرنامج لدخول الولايات المتحدة كلاجئات، لكن مسؤولين أمريكيين، قالوا فإن هذه العملية مكلفة لأنها تتطلب التقديم من دولة ثالثة وقد تستغرق سنوات“.
وأوضحت الصحيفة أن الشرطيات والجنديات السابقات اللائي بقين في أفغانستان، أصبحن هدفًا للمطاردة والاضطهاد، فقد هجرت معظمهن منازلهن إلى المخابئ، ورفضت بعضهن من قبل عائلاتهن أو طردهن الجيران الذين يتوقون للانضمام إلى صفوف طالبان، ودون رواتب أو منازل مستقرة، يكافحن من أجل إطعام أنفسهن والعيش في مكان آمن“.
معاناة الأفغان لم تتوقف على الداخل، بل امتدت للأفراد الذين تم إجلاؤهم أيضا، فذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن أكثر من 12 ألف لاجئ أفغاني سيستقبلون عام 2022 في فنادق المملكة المتحدة، حيث تواجه الحكومة البريطانية صعوبة في إقناع عدد كاف من المجالس المحلية، للعثور على منازل دائمة للوافدين الجدد.
وأضافت أن :" بين 16500 شخص نقلوا جوًّا من أفغانستان إلى بريطانيا منذ أغسطس/ آب الماضي، انتقل أكثر من 4 آلاف شخص إما إلى منزل مستقر أو مازالو في طور الانتقال إلى منزل مناسب، فيما ينتظر الباقون بفارغ الصبر أخبارًا عن المكان الذي سيبدأون فيه حياتهم الجديدة".
وتشير الصحيفة إلى أن مشكلة اللاجئين تكمن في أن الغالبية العظمى منهم عالقين في فنادق، غير قادرين على العمل بعد، لأنهم لا يملكون عناوين دائمة ولا يمكنهم تقديم ضمان لصاحب العمل بعدم ترحيلهم من البلاد مع أدنى إشعار.