وزير المالية الأفغاني السابق سائق "أوبر" في واشنطن
من رغد العيش إلى البحث عن لقمة تسد الرمق، وراء مقود سيارة، كسائق أوبر، هذا هو حال وزير المالية الأفغاني السابق، خالد بايندا.
بعد أن كان الوزير، البالغ من العمر 40 عاما، يشرف على ميزانية الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة البالغة 6 مليارات دولار، لا يستطيع بايندا الآن أن يجني أكثر 150 دولارًا مقابل ست ساعات من العمل، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وسلطت الصحيفة الضوء على حياة بايندا الجديدة بعد أن سقطت الحكومة الأفغانية في يد حركة طالبان في أغسطس/آب الماضي، حيث تمثل وظيفته مصدر دخل رئيسيا لإعالة أسرته بعد أن استنفد كافة مدخراته.
الوزير الأفغاني سائق "أوبر" يشعر بالغربة
وأشار الوزير السابق إلى أنه بات عالقاً بين حياته القديمة وأحلامه لأفغانستان، وحياته الجديدة في الولايات المتحدة التي يقول إنه لم يكن يريدها قط، موضحاً: "ليس لدي مكان في الوقت الحالي، فأنا لا أنتمي إلى هنا، ولا إلى هناك، إنه شعور هائل بالخواء".
وتواجه أفغانستان أزمة إنسانية واقتصادية، حيث تم تجميد الأصول وانقطعت عنها المساعدات الدولية الأمر الذي يتطلب الاعتراف بحكومة طالبان التي حلت محل النظام الذي دعمته الولايات المتحدة لسنوات.
وتصف صحيفة "واشنطن بوست" تجربة بايندا من انتقاله أواخر عام 2020، بعدما أن توفيت والدته بسبب كوفيد-19 في مستشفى فقير في كابول إلى أن يصبح وزيرا للمالية.
وقالت الصحيفة إن بايندا يتمنى الآن لو أنه لم يقبل بهذا المنصب.
وأضاف: "رأيت الكثير من القبح، وفشلنا. كنت جزءًا من الفشل. من الصعب أن تنظر إلى بؤس الناس وتشعر بالمسؤولية".
ويلقي بايندا بجريرة الفشل الذي آلت إليه البلاد على الأفغان، قائلاً: "لم تكن لدينا الإرادة الجماعية للإصلاح"، كما ألقى باللوم على الأمريكيين أيضاً في "تسليم البلاد لطالبان وخيانة القيم الثابتة التي من المفترض أنها كانت وراء حربهم في كابول".
وتابع بايندا "ربما كانت هناك نوايا حسنة في البداية لكن الولايات المتحدة ربما لم تقصد ذلك."
استقالة الوزير والتوجه لسائق أوبر
استقال بايندا من منصبه كوزير للمالية قبل أسبوع من سيطرة طالبان على كابول ، حيث تدهورت علاقته مع الرئيس أشرف غني. وخوفا من الاعتقال غادر إلى الولايات المتحدة ، حيث انضم إلى أسرته.
وعلى الرغم من أن بايندا لم يكن يعتقد أن الحكومة كانت على وشك السقوط، فإنه شعر أنه فقد ثقة الرئيس، ولذلك فإنه سرعان ما استقل طائرة إلى الولايات المتحدة، حيث كانت زوجته وأطفاله، الذين كانوا قد غادروا قبل أسبوع من ذلك الوقت، في انتظاره.
وفي 15 أغسطس/ 2021، وهو اليوم الذي انهارت فيه الحكومة الأفغانية، استيقظ بايندا حوالي الساعة 2 ظهراً بالتوقيت المحلي، ليرى رسالة نصية من مدير البنك الدولي في كابول تقول: "يا له من يوم حزين"، وبعدها علم أن طالبان باتت المسؤولة عن البلاد.
ونقلت "واشنطن بوست" عن بايندا قوله في رسالة نصية إلى مسؤول بالبنك الدولي في كابول في اليوم الذي سقطت فيه العاصمة: "كان لدينا 20 عامًا ودعم العالم بأسره لبناء نظام من شأنه أن يعمل لصالح الناس".
ويخلص الوزير الأفغاني تجربة الحكومة التي كان جزءا منها بالقول: "كل ما بنيناه كان بيتًا من ورق، هوى بهذه السرعة. بيت من ورق بني على أساس الفساد ".