خبراء: الاستقلالية وتسوية النزاعات أبرز تحديات القارة الأفريقية
إشادة بالدور السعودي الإماراتي في المصالحة بين إثيوبيا وأريتريا
خبراء في الشأن الأفريقي ناقشوا خلال ندوة لـ"العين الإخبارية" فرص قارة أفريقيا في نفض مشكلات الماضي والتطلع إلى مزيد من التنمية.
أشاد عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الأفريقي بتسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك خلال ندوة نظمتها "العين الإخبارية" لمناقشة وتحليل نتائج الدورة الـ 32 للاتحاد، وأبرز التحديات التي تواجه القارة السمراء وأولويات مصر بعد تسلمها رئاسته، كما أشاد الخبراء بدور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دعم قضايا قارة أفريقيا، ومساهمة الدولتين في قضايا حل النزاعات بين دول القرن الأفريقي.
أدار الندوة الدكتور نبيل نجم الدين، الخبير في العلاقات الدولية، وشارك فيها كل من الدكتور السيد فليفل عضو البرلمان الأفريقي وعضو لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان المصري، وأسماء الحسيني نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المتخصصة في الشأن الأفريقي، والدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا في جامعة القاهرة.
- الخطر التركي في أفريقيا.. معركة مصر المقبلة بعد "رئاسة الاتحاد"
- إعلام فرنسي: عودة مصر لأفريقيا يقوض النفوذ التركي
واتفق الحضور على ضرورة دعم ملفات الإصلاح والتنمية، ورفض التبعية ليتمكن الاتحاد من تقديم الدور المنوط به للشعوب الأفريقية.
في البداية، أشاد الدكتور السيد فليفل، بالدورة الـ32 للاتحاد الأفريقي، وقال: "إنها شهدت بداية انطلاق عملية إصلاح شاملة للتعامل مع المشكلات التي تعانيها المنظمة الإقليمية الكبيرة، وإعادة النظر في إحياء خطة التنمية الشاملة أفريقيا 2063 التي لم تدخل حيز التنفيذ منذ إطلاقها منذ 5 سنوات".
وأكد "فليفل" أن ملف اللاجئين والنازحين في أفريقيا يحظى باهتمام كبير، مشيرا إلى أنه كان وسيظل على رأس أولويات عمل الاتحاد الأفريقي.
التمويل ومشكلة الهيكلة
"فليفل" أوضح أيضاً أن البرلمان الأفريقي يعاني من مشكلة هيكلية في الاتحاد والمفوضية، وليس لديه تمويل كاف لأداء أنشطته، بالإضافة إلى أنه لا يصدر تشريعات ولكن توصيات، موضحًا أن عدداً محدودا من الدول يدفع نصف الحصة الممولة، ويتم الاعتماد على جهات أجنبية لسداد المبلغ المتبقي، وأن القرارات تتأثر بشكل مباشر بالممولين والمانحين.
وأكد عضو البرلمان الأفريقي أن التمويل من أجل الاستقلالية من أهم التحديات التي تواجه مصر في رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهي نقطة محورية في أجندة إصلاح الاتحاد الأفريقي.
من جانبها، أوضحت أسماء الحسيني أن أكبر التحديات التي يواجهها الاتحاد الأفريقي هي ضرورة أن تحصل الدول الأعضاء على استقلال حقيقي، وتتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية، والمساهمة بشكل أكبر في حل بعض قضايا النزاعات والصراعات في أفريقيا.
وقالت الحسيني: "إن أفريقيا قارة كبيرة تضم 54 دولة تتباين في ظروفها ومعطياتها ومقدراتها"، مشيدة ببعض الدول التي تقطع أشواطا كبيرة على طريق الديمقراطية والتطور ودعم حقوق الإنسان، ومحاربة الفساد، مشيرة إلى أن هناك بعض الأمور المبشرة في القارة السمراء خصوصا في منطقة القرن الأفريقي، بعد وصول رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لسدة الحكم، ومبادراته التاريخية للمصالحة مع أرتيريا والصومال وجيبوتي ودول عديدة.
أما الدكتور أيمن شبانة، فقد أكد أن القارة الأفريقية تعرضت على مدار التاريخ لعمليات نهب ممنهج لثرواتها، بدءا من البشر ومرورا بالثروات، فالاستعمار خرج من القارة عسكريا فقط، لكن لا يزال يفرض على شعوب القارة أنماطا اقتصادية وسياسية وثقافية كثيرة.
وطالب "شبانة" بدور أكبر للاتحاد الأفريقي في جهود التسوية السلمية للصراعات في أفريقيا، والتمسك المطلق بمفهوم السيادة الوطنية للدول في قارة أفريقيا.
رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي
الخبراء المشاركون في ندوة "العين الإخبارية"، أكدوا أن مصر تسعى لتطوير العمل الجماعي الأفريقي، وتحقيق أجندة الإصلاح والتنمية بالاتحاد الأفريقي.
وقال الدكتور أيمن شبانة: "إن مصر ستعمل على استكمال الهيكل المؤسسي للاتحاد الأفريقي، وضرورة دعم ميزانية الاتحاد الأفريقي المستقلة"، موضحًا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد في أكثر من تصريح على استقلال ودعم ميزانية الاتحاد.
وأكد "شبانة" أن مصر تسعى أيضا لتدشين مركز إعادة الإعمار في أفريقيا بعد انتهاء الصراعات، كما تريد المساهمة مع الأشقاء في مبادرة إسكات أصوات البنادق، مشيرا إلى أن القاهرة لها دور فعلي مهم في ذلك في دول مثل ليبيا وجنوب السودان، ومبادرة الأزهر في أفريقيا الوسطي، ومركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب قد تكون ملهمة للدول الأفريقية.
من جانبه، أكد الدكتور السيد فليفل أن فكرة تدشين مجلس مصري للشؤون الأفريقية يضم كتابا ومفكرين وعلماء ودبلوماسيين ووزراء وسياسيين، فكرة عظيمة تم طرحها من قبل ووضعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موضع التنفيذ، حيث اجتمع الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء وعشرين وزيرا لبحث سبل دعم القارة الأفريقية.
الخليج العربي وأفريقيا
واتفق ضيوف ندوة "العين الإخبارية" على أهمية الدور الخليجي في دعم قضايا القارة السمراء، وأكدوا أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نجحتا في إنهاء صراع تاريخي بين أثيوبيا وأريتريا.
وقال الدكتور السيد فليفل: "إن دول الخليج لابد أن يكون لها وجود قوي في القارة الأفريقية، لأن الأمن العربي الخليجي مرتبط بشكل مباشر بإقرار الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
فيما لفت الدكتور أيمن شبانة إلى أن دولة الإمارات تتحرك بشكل استراتيجي وخطوات ثابتة في ملف الإصلاح والتنمية في القارة الأفريقية.
وأشار "شبانة" إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى الوصول سريعا لعصر ما بعد النفط، ومن أبرز استثماراتها البديلة في العالم، الاستثمار في مجال الموانئ، موضحًا أنها تدير 77 ميناء حول العالم بما فيها موانئ أفريقية، منوها إلى أن لديها تجربة فريدة في تحويل الصراع في أفريقيا من محنة إلى منحة، والتقارب الذي حدث بين أثيوبيا وأريتريا بفضل الجهود الإماراتية هو خير دليل على ذلك.