إعلام فرنسي: عودة مصر لأفريقيا يقوض النفوذ التركي
صحيفة لوموند تقول: "إن مصر تعد القوة العسكرية الأولى في القارة السمراء ومن الخمس الأوائل المساهمين في بعثات حفظ السلام حول العالم"
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لهذا العام، وقيادتها لأعمال القمة الأفريقية الـ32، معتبرة أن هذه الخطوة مهمة للقارة الأفريقية، لكون مصر دولة لها ثقل إقليمي.
وقالت"لوموند" الفرنسية، إن عودة مصر للانخراط في المسرح الأفريقي، وتعزيز دورها المحوري، سيؤدي إلى تراجع النفوذ التركي والقوى الإقليمية الأخرى الموالية لها لصالح مصر"، لافتة إلى أن مصر يمكنها أن تنضم إلى اللاعبين الدوليين المساهمين في تنمية أفريقيا، والمساهمة في التعاون معهم لنهضة القارة السمراء، مثل دول الإمارات العربية المتحدة، والصين، وفرنسا.
- النزاعات والهجرة والصحة.. ملفات تصدرت الكلمات الافتتاحية للقمة الأفريقية
- انطلاق القمة الأفريقية الـ32 بأجندة تتصدرها الهجرة وتوحيد جواز السفر
وأشارت الصحيفة إلى أن "القاهرة بدأت تستعيد قواها الناعمة في أفريقيا"، لافتة إلى أن "مصر باعتبارها دولة لها ثقلها الإقليمي في المنطقة ستواصل سعيها لتعزيز هذه المؤسسة (الاتحاد الأفريقي)، بالتعاون الاقتصادي والثقافي، والاستثمارات، واصفة مصر بـ"القامة الدولية".
وأوضحت "لوموند" أنه منذ تولي الرئيس المصري حكم بلاده، يتبع نهج إعادة هيكلة سياسة بلاده نحو الاتحاد الأفريقي، محاولاً تقليص الفجوة التي أحدثتها النظم السابقة"، موضحة أنه خلال ثلاث سنوات فقط أجرى الرئيس السيسي نحو 21 زيارة في أفريقيا من إجمالي 69 دولة، كما نظم نحو 112 اجتماعاً وقمة مع مسؤولين أفريقيين، لاسيما فيما يتعلق بقضايا الاقتصاد".
وأوضحت الصحيفة أن هذا العام سيتيح الفرصة للرئيس المصري من أجل تحقيق التزامه للمصريين بإعادة مصر على الساحة الأفريقية، واستعادة مصر نفوذها السياسي والاقتصادي بعد عقود من الابتعاد عن شركائها الأفارقة".
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الرئيس السيسي جاد في رغبته الحقيقية بالمساهمة في التنمية الأفريقية، والمضي قدما ً في ذلك، موضحة أنه لديه المقومات لتحقيق ذلك، أبرزها قدرته على تحقيق الاستقرار السياسي الداخلي والأمن الوطني في بلاده".
ولفتت الصحيفة إلى أن "القاهرة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي 2019 ستركز على السعي للمساهمة في حل القضايا الشائكة التي تواجه الاتحاد، مثل مكافحة الإرهاب، والهجرة، والتنمية، والتكامل الاقتصادي والإصلاحات الأفريقية".
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك "سيسمح لمصر تعزيز وجهة نظرها في الملفات الاستراتيجية المتعلقة بملف نهر النيل، وتأمين البحر الأحمر، والأزمة الليبية، ومكافحة الإرهاب، المحور الرئيسي لهذه الولاية، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء".
وأوضحت "لوموند" أن مصر تعد القوة العسكرية الأولى في القارة السمراء، ومن بين الخمس الأوائل المساهمين في بعثات حفظ السلام حول العالم، كما أن القاهرة تشجع على إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، كوسيلة مهمة لمكافحة التطرف والهجرة.
من جانبها، أشارت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إلى أن الخطاب المصري بالقمة الأفريقية كشف ثلاث ركائز أساسية ستركز عليها ولاية الرئيسي السيسي للاتحاد وهي "التنمية، والبنية التحتية، وتسريع دخول اتفاقية التبادل الحر في القارة الأفريقية حيز التنفيذ، لتوفير فرص عمل للشباب الأفريقي، وأيضاً مكافحة الإرهاب".
وأوضحت المجلة أن "هذا العام للاتحاد الأفريقي سيشهد مميزات جديدة، أبرزها أن السيسي سيتولى رئاسته، ما سيجعله يولي أهمية كبيرة لمسألة الأمن ومكافحة الإرهاب"، مضيفة أن "الرئاسة المصرية للقمة أيضاً تعد أفضل خيار للمضي قدماً في تسوية الأزمة الليبية، التي تشكل إحدى اهتمامات القاهرة لكونها دولة جوار".
ونقلت مجلة "سليت أفريك" الناطقة بالفرنسية، عن الباحث بمعهد دراسات الأمن، ليزل لوو فودران، قوله: إن "العالم ينظر لبلدان شمال أفريقيا بشكل مختلف عن أفريقيا، إلا أنه بتولي مصر رئاسة الاتحاد ستتغلب على هذه الصورة النمطية".
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA=
جزيرة ام اند امز