"أفريكا زاين": مسبار الأمل الإماراتي في مواجهة "اللحظة الحاسمة"
نشر موقع "أفريكا زاين" الإلكتروني الذي يعد واحداً من أكثر المواقع انتشاراً في القارة السمراء تقريراً مفصلاً عن المهمة التاريخية لمسبار الأمل ضمن "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ- مسبار الأمل".
وأكد أن المسبار الذي طورته عقول إماراتية، لينفذ أول مهمة مريخية تطلقها دولة عربية، سيقدم للبشرية معلومات غير مسبوقة تاريخياً عن الكوكب الأحمر .
وذكر التقرير أنه مع بدء العد التنازلي لدخول المسبار مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، فإن المهمة تمر بأهم مرحلة وأكثرها حساسية قبل الوصول الثلاثاء المقبل الموافق 9 فبراير/شباط عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
وأورد الموقع تصريحاً للمهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أشار فيه إلى أن دخول مدار المريخ يشكل "مرحلة حرجة" لأن مسبار الأمل سيتعين عليه إبطاء سرعته بشكل يكفي لالتقاطه في المدار.
وأكد أن الدقة الفائقة أمر أساسي لتجنب تحطم مسبار الأمل على المريخ أو فقدان المدار والضياع في الفضاء العميق .
وقال شرف إن التصميم والنظام والبرمجيات المستخدمة لدخول مدار المريخ تم صناعتها جميعاً بأيدٍ إماراتية تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة للعمل والبناء عوضاً عن الشراء.
وسيكون مسبار الأمل على موعد مع أكثر مناورة تعقيداً في مهمته بتاريخ 9 فبراير/شباط، إذ سيقوم ذاتياً سرعته من 121000 إلى 18000 كيلومتر في الساعة لدخول مدار الكوكب الأحمر، وبعد أن يقطع المسبار مسافة 493 مليون كيلومتر في رحلته التي انطلقت قبل 7 أشهر من جزيرة تانيغاشيما اليابانية.
وسيوفر المسبار عند وصوله لاحقاً إلى المرحلة العلمية أول صورة كاملة على الإطلاق للغلاف الجوي للمريخ.
وتناول التقرير بالتفصيل رحلة "مسبار الأمل" منذ انطلاقه من القاعدة اليابانية والمراحل المتعددة التي دخلها والتي شملت مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، والملاحة في الفضاء قبل الدخول إلى مدار المريخ.
ولاحقاً مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي ثم المرحلة العلمية التي سيقضي فيها المسبار سنة مريخية كاملة حول الكوكب الأحمر.
مراقبة طقس المريخ
وذكر الموقع أن المسبار سيقوم بمراقبة تغيرات الطقس على مدار اليوم وطوال المواسم المريخية الأربعة، فضلاً عن توفير معلومات حول الظواهر المناخية والعواصف الغبارية الهائلة.
ولفت إلى أن المهمة الإماراتية ستركز على تعزيز فهم العلاقة بين تغيرات الطقس في الطبقة الجوية السفلى وفقدان الهيدروجين والأكسجين من الطبقات الجوية العليا للمريخ.
ومن شأن دراسة العلاقة بين الطقس والمناخ المريخي أن تمنحنا فكرة واسعة عن ماضي كوكب الأرض ومستقبله، وإمكانية الحياة على المريخ وكواكب بعيدة أخرى.
وبين التقرير أن المسبار سيرسل بيانات جديدة حول المريخ بحجم يصل إلى 1000 جيجابايت إلى فريق البيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات أرضية متوزعة حول العالم.
وسيتم تصنيف هذه البيانات وتحليلها من قبل الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ثم مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي الدولي لتعزيز المعرفة البشرية.
ولفت التقرير إلى أن المشروع يعد لحظة تاريخية للإمارات والعالم العربي ككل، إذ شكل تغيراً في مسيرة التنمية الإماراتية عبر دخولها قطاع الفضاء العالمي من أوسع أبوابه، منوهاً بأن المشروع يبعث رسالة أمل للمنطقة مفادها تمكين الشباب في القطاعات العلمية والتكنولوجية.
واختتم الموقع تقريره بأن المسبار الذي صُنع بأيدٍ وعقول إماراتية، يمكّن العلماء والمهندسين الشباب الإماراتيين من خوض تحدٍ ضخم في مجال علوم الفضاء، حيث تم تدريب الفريق وتحضيره لإنجاز مشاريع فضائية في مسعى نحو بناء القدرات المحلية وتأمين بنية تحتية مستدامة لتقنيات الفضاء في الإمارات بالتعاون مع الشركاء العالميين.