دعوات أفريقية لسحب الاعتراف من حكومة السراج
انطلقت دعوة أفريقية تطالب حكومات القارة السمراء بالتعاون مع الحكومة الليبية المؤقتة، وسحب اعترافها من حكومة فايز السراج.
طالب نائب رئيس تحالف أفريقيا الوسطى، والأمين العام لمنظمة (أحب أفريقيا) البكي بنعمور، القادة الأفارقة بالتعاون مع خارجية الحكومة الليبية المؤقتة في بنغازي وتنصيب دبلوماسييها بدلا من دبلوماسيي حكومة السراج.
وقال البكي بنعمور، الاثنين في تصريحات صحفية، إنه "على الزعماء الأفارقة أن يتحلوا بالشجاعة الكافية للتكفير عن ذنب ترك افريقيا لليبيا عندما كانت في حاجة إليها، مطالبًا بعقد اجتماع من عموم الأفارقة لدعم الحكومة المؤقتة".
وقال مختار الجدال عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق، إن الدول الأفريقية بينها دول الطوق، يمكنها مساعدة ليبيا بحماية حدودها ومنع دخول الجماعات "الإرهابية" والمحافظة على الاستثمارات والأموال الليبية فيها، وتفهم أزمة الليبيين الحقيقية، وهي أن عاصمة البلاد مسيطر عليها من قبل مليشيات وعصابات مسلحة وجماعة الإخوان المدعومة من قطر وتركيا.
سحب البساط من "الوفاق"
وأوضح عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن دول الاتحاد الأفريقي مجتمعة، وبضغط مصري، تستطيع سحب البساط من تحت أقدام ما يعرف بحكومة الوفاق، والاعتراف بالجيش الليبي والحكومة الليبية المؤقتة، شريطة عدم الاعتراف بما يجري التحضير له في تونس واتخاذ قرار بعدم الاعتراف به.
وأشار إلى أن "الشارع الليبي الغريق في أزمته يتعلق بأي قشة من الممكن أن تنقذه، لكن الدور الأفريقي سيبقى مرهونًا بما يرضى به المجتمع الدولي أو الفلك الذي تدور في نطاقه أفريقياط.
توجس أفريقي
أحمد العبود المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن دعوة نائب رئيس تحالف أفريقيا الوسطى، القادة الأفارقة للتعاون مع الحكومة المؤقتة، تأتي بعد إثارة حكومة السراج حفيظة زعماء القارة السمراء بتحالفها مع تركيا، كما أن وجود عناصر إرهابية بين صفوفها أثار قلقًا أفريقيًا من انتقال هؤلاء الإرهابيين إلى أفريقيا.
واعتبر المستشار السياسي لمجلس النواب الدعوة الأفريقية مقدمة لسحب البساط من تحت أقدام ما يعرف بحكومة الوفاق، خاصة وأنها تتزامن مع انعقاد المسار السياسي في تونس، متوقعًا دورًا أكبر للاتحاد الأفريقي ولدول جوار ليبيا الفترة المقبلة، لحل الأزمة التي تعيشها ليبيا.
مسارات للحل
وقال إن هناك مسارات مهمة للحل ستعقد في القاهرة التي أصبحت تلعب دورًا محوريًا يجمع بين التوجه العربي والأفريقي لحل الأزمة الليبية، مشيرًا إلى دعوات أفريقية بضرورة أن يكون المبعوث الأممي القادم في ليبيا من أبناء القارة السمراء وأن يكون هناك مبعوث يمثل الاتحاد الأفريقي، في مسعى يهدف لعدم ترك ليبيا فريسة للأمم المتحدة.
عادل ياسين رئيس مجلس التعاون الدولي والعلاقات الدبلوماسية في ليبيا، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الدعوة الأفريقية جاءت بعد توجس دول القارة السمراء خيفة من العلاقات بين حكومة السراج وتركيا، وإغراق الأخيرة طرابلس بالسلاح والمرتزقة.
ضغوط أوروبية
وتساءل رئيس مجلس التعاون والعلاقات الدبلوماسية في ليبيا، عن إمكانية موافقة المجتمع الدولي على الدعوات الأفريقية المطالبة بالاعتراف بحكومة شرق ليبيا، مشيرًا إلى أن الضغوط الأوروبية والدولية قد تحول دون إتمام ذلك.
وكشف عادل ياسين، عن عملة أفريقية كانت ستخرج للنور وهي الدينار الذهبي الأفريقي، الذي كان سيتخدم بين دول القارة السمراء بديلا لليورو والدولار، إلا أن تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 أفشل تلك الخطوة.
تكامل اقتصادي
من ناحية أخرى، يرى سعيد رشوان الخبير الاقتصادي الليبي، أن الاتحاد الأفريقي ضد ما يحدث في ليبيا وأصبح الآن في حل من حكومة الوفاق التي ترعى الميليشيات ولم تنجح في أي من البرامج الاقتصادية حتى على مستوى طرابلس.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه يمكن لدول القارة السمراء أن تحقق التكامل فيما بينها وعبور تجارتها إلى أوروبا، عبر الاستفادة من الإمكانيات التي تحظى بها ليبيا والتي تطل على ساحل بحري يتجاوز 2000 كم، وبها الكثير من الموانئ المطلة على البحر، فضلا عن المطارات التي يمكن أن تسخدم في جنوب وشمال ليبيا.
وكشف الخبير الاقتصادي الليبي الذي كان عضوا في مجلس إدارة الاستثمارات الليبية، عن وجود استثمارات ليبية في معظم عواصم دول القارة السمراء، مشيرًا إلى أن ليبيا أنشأت كثيرا من الفنادق، بينها مجمع الفتح في السودان، والفندق الكبير في تشاد وأفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو، بالإضافة إلى وجود مشروعات زراعية.
aXA6IDMuMTQ1LjE5Ni4xNTAg جزيرة ام اند امز