جنوبا وغربا.. أفريقيا على صفيح ساخن
كمين لداعش يودي بحياة عسكريين في نيجيريا واختطاف 30 راعيا بالبلد الواقع في غرب أفريقيا، ومقتل 5 محتجين في أنغولا جنوبا يضع أفريقيا على صفيح ساخن.
أحداث رافقها في الخلفية أعمال عنف دامٍ في السنغال دفعت وزارة خارجيتها لتعليق عمل القنصليات حول العالم بعد أن طالها حمى الغضب.
وفي الغرب، أعلنت مصادر أمنية نيجيرية الثلاثاء أنّ عدداً من العسكريين قُتلوا في شمال شرق البلاد في كمين مسلّح تخلّله انفجار سيارة مفخّخة يقودها انتحاري، في هجوم تبنّاه الفرع الإقليمي لتنظيم داعش.
وقالت المصادر إنّ مسلّحين من تنظيم داعش في غرب أفريقيا نصبوا عصر الجمعة كميناً لقافلة عسكرية قرب قرية ميتيلي في ولاية بورنو.
وأضافت المصادر أنّه إثر ذلك اندلعت اشتباكات مسلّحة بين الطرفين انتهت بهجوم شنّه انتحاري يقود سيارة مفخّخة فجّر سيارته وسط العسكريين.
وقال أحد هذه المصادر "لقد خسرنا العديد من الرجال في المعركة الشرسة ضدّ إرهابيي داعش إثر هجوم انتحاري بسيارة مفخّخة".
وأضاف "لا يمكنني الإعلان عن حصيلة دقيقة، لكنّ الخسائر كبيرة".
وكانت الوحدة العسكرية متوجّهة إلى قرية آريج لتوصيل مواد غذائية للجنود الذين يقاتلون الإرهابيين في المنطقة.
وبحسب مصدر ثانٍ طلب بدوره عدم نشر اسمه فإنّ "الجنود قاتلوا ببسالة وكانت دفّة المعركة تميل لصالحهم عندما فجّر انتحاري سيارته المفخّخة وسطهم ممّا أسفر عن مقتل العديد منهم".
والأحد، أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، وفقاً لمركز سايت الذي يرصد أنشطة الإرهابيين على الشبكة الإلكترونية حول العالم.
وتنظيم داعش في غرب أفريقيا الذي انشقّ في 2016 عن جماعة بوكو حرام، أصبح الجماعة الإرهابية المهيمنة في منطقة بحيرة تشاد.
وفي غضون ذلك، خطف مسلّحون من جماعة بوكو حرام الجمعة الماضية أيضا 30 راعياً من ثلاث قرى في شمال شرق نيجيريا وطلبوا فدية مالية للإفراج عنهم، بحسب ما أعلن مسؤول محلّي وشهود عيان الثلاثاء.
وقال لابو ساني وهو صياد يقيم قرب القرى الثلاث الواقعة على ضفاف بحيرة تشاد إنّ "متمرّدي بوكو حرام اختاروا رعاة من القرى واختطفوا 30 رجلاً وامرأة".
وأضاف لوكالة فرانس برس "لقد تركوا رسالة تطالب عائلات الرهائن بدفع 20 مليون نيرا (حوالي 40 ألف يورو).
وأكّد لفرانس برس صيّاد آخر يدعى سلاو أرزيكا اختطاف الرعاة وعددهم.
كما أكّد هذه المعلومات زعيم مليشيات محليّة تؤازر الجيش في قتاله الإرهابيين.
وخلافاً لداعش الذي أمّن لنفسه دخلاً وفيراً من الإتاوات التي يفرضها على الصيادين والرعاة في المناطق الخاضعة لسيطرته مقابل سماحه لهم بالصيد وتربية مواشيهم، فإنّ بوكو حرام لا تمتلك مثل هذا المدخول وتلجأ تالياً لاختطاف سكّان وإطلاق سراحهم مقابل فديات مالية، بحسب ما قال زعيم المليشيات المناهضة للإرهابيين.
ومنذ بدأ تمرّد بوكو حرام في 2009، سقط أكثر من 40 ألف قتيل وهُجّر أكثر من مليوني شخص في نيجيريا التي تشهد أزمة إنسانية خطرة، وفق الأمم المتحدة.
وما لبثت أعمال العنف أن امتدّت إلى النيجر وتشاد والكاميرون.
إلى ذلك، أعلنت الشرطة الأنغولية الثلاثاء مقتل خمسة أشخاص بعد أن أطلق عناصرها النار لتفريق متظاهرين كانوا يحتجّون بعنف على ارتفاع أسعار الوقود إثر خفض الدعم الحكومي عن هذه السلعة الحيوية.
وقال المتحدّث باسم الشرطة مارتينو كافيتو لوكالة فرانس برس غداة أعمال العنف إنّ "مدينة هوامبو (وسط) هادئة الآن والوضع في ما خصّ النظام العام مستقرّ".
وكانت الشرطة قالت في بيان الإثنين إنّه "للأسف لم يكن بالإمكان تفادي مقتل خمسة مواطنين وإصابة ثمانية آخرين" بعد "أعمال العنف والمواجهات مع قوات الشرطة".
واندلعت الاحتجاجات بعد أن قرّرت الدولة النفطية الواقعة في أفريقيا الجنوبية الأسبوع الماضي خفض الدعم الحكومي عن الوقود، ممّا أدّى لارتفاع حادّ في أسعار المحروقات.
والأسبوع الماضي جرت في العاصمة لواندا مظاهرات دعا إليها "يونيتا"، أكبر أحزاب المعارضة.
وفي مدينة هوامبو الواقعة على بُعد 620 كيلومتراً جنوب شرق لواندا كان معظم المتظاهرين من سائقي سيارات الأجرة والدراجات النارية العاملة بالأجرة.
وبحسب الشرطة، فقد تمّ توقيف 34 شخصاً، في حين ألحقت الاحتجاجات أضراراً بمنشآت حكومية وعامّة.
وأنغولا هي، مع نيجيريا، أكبر مصدّرين للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA==
جزيرة ام اند امز