"الثقافات الأفريقية" بالسودان.. تراث يرسم تسامح شعوب القارة السمراء
على ضفاف النيل الأزرق بالخرطوم، احتشدت مجموعات سكانية لإحياء اليوم العالمي للثقافات الأفريقية، الذي يوافق 24 يناير، وفق إعلان أممي.
وشهدت الاحتفالات الأولى من نوعها في السودان، والتي جاءت تحت شعار "أنا أفريقي.. أنا سوداني"، فعاليات متنوعة وتراثا أصيلا، يرسم تسامح شعوب القارة السمراء.
ورغم أن أفريقيا عاشت تحت وطأة الحروب والعنف لقرون، لم تجد في أضابير التراث الذي عرضته الإثنيات المتعددة في فعاليات "يوم الثقافات الأفريقية والشعوب ذوي الأصول الأفريقية"، ما يحض على الانتقام، بقدر ما سيطرت عليها لغة السلام والتسامح ونذب الاقتتال.
وتخللت احتفالات يوم الثقافات الأفريقية، عروض غنائية ورقص شعبي وفلكلور، ومعرض تعريفي بتراث الشعوب السمراء وماراثون شاركت فيه مجموعات سكانية متنوعة.
وشاركت في الاحتفال جاليات أفريقية في الخرطوم من دول تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وزيمبابوي، والكل كان يرقص ويتغنى على ثقافاته وتراثه.
وبين إيقاعات "الكرنق" و"الكنبلة" وهي آلات موسيقية تخص النوبة، تجد "البوق" وهو آلة نفخ خاصة بشعب جنوب السودان، وجميعها عزفت لصالح السلام والتسامح.
ويأتي الاحتفال بمبادرة من الاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني، وهو إحدى منظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجال رعاية الثقافات والتراث في البلاد.
وقال أمين الاعلام بالاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني وقيع الله آدم: "هذا يوم جميل كوننا تمكنا من اللحاق بشعوب العالم والاحتفال بالثقافات الأفريقية لأول مرة منذ اعتماده بواسطة الأمم المتحدة".
وأشار آدم خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن 37 فرقة شعبية مشاركة في الكرنفال جميعها سودانية، إضافة لفرقة تشادية لها القدح المعلى.
وأضاف: "جمعنا كل الطيف السوداني في هذا الاحتفال للاستفادة من التنوع لصالح دعم التعايش السلمي والسلام بين الشعوب وإحياء التراث، وهذا ما نصبو إليه".
وقالت زهرة كنجي، إحدى المشاركات، إنها سعيدة للغاية بهذا اليوم، كونه منح فرصة جديدة للتعريف بالثقافات الأفريقية والتراث الشعبي الأصيل.
تقول زهراء لـ"العين الإخبارية" إنها تنحدر من منطقة جبال النوبة وأتت لعكس حضاراتهم وثقافاتهم حتى يتعرف عليها الجيل الجديد الذي لم تتح له الفرصة في وقت سابق.
وكانت زهراء تضع مجموعة من الأواني المنزلية وأغراض الأكل والشرب المصنوعة بالمواد البلدية والطين والفخار، خاصة بإثنية النوبة.
ووصف الباحث في شؤون التراث، الدكتور توحيد خميس، 24 يناير/كانون الثاني، بأنه فتح للثقافة الأفريقية، إذ تم انتزاعه من الأمم المتحدة التي أعلنته وأقرته عام 2018.
وقال خميس لـ"العين الإخبارية" على هامش مشاركته في الاحتفال: "هذا اليوم يمثل اعترافا صريحا من المنظمة الدولية بالثقافات الأفريقية وما قدمته القارة السمراء للإنسانية".
وأضاف: "الأفارقة شاركوا بشكل فعال في الإنتاج الفكري والثقافي، وكان حري بنا كسودانيين أن نحتفي بأفريقيتنا التي اعترفت بها الأمم المتحدة والعالم".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز