السودان يستعيد توازنه مع عودة الهدوء لدارفور
استعاد السودان توازنه بعودة الهدوء إلى مدينة الجنينة في دارفور عقب اشتباكات دامية مثلت أخطر تحدٍ للبلد الساعي لإنجاح اتفاق سلام مع حركات الكفاح المسلح.
قالت الشرطة السودانية، اليوم الأحد، إن الأوضاع في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بدأت تعود لطبيعتها بعد اشتباكات قبلية دامية.
وأوضحت، في بيان صحفي، أن ذلك أتى بفضل انتشار القوات النظامية والشرطة في أرجاء المدينة لتوفير الطمأنينة العامة وعودة النشاط التجاري بالأسواق والمتاجر وجميع الأنشطة السكانية.
وأشار البيان إلى أن الفريق شرطة حقوقي عنان حامد، رئيس هيئة التدريب مشرف ولايات دارفور الكبرى، زار مدينة الجنينة ضمن وفد أمني رفيع.
ووجه عنان خلال مخاطبته القوة المرابطة بالجنينة، بالتحلي بروح المسؤولية في تأمين المواطنين وممتلكاتهم وعدم الالتفات للشائعات المغرضة التي تهدف للتقليل من هيبة القوات النظامية.
وكان الوفد قد انخرط فور وصوله في اجتماعات أمنية مكثفة مع لجنة أمن ولاية جنوب دارفور، وقيادات الإدارة الأهلية لاحتواء العنف.
وشهدت مدينة الجنينة أحداث عنف قبلي دامية راح ضحيتها نحو 200 قتيل.
وشكلت النيابة العامة لجنة للتحقيق والتحري في هذه احداث الجنينة لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة.
وتمثل قضية دارفور أبرز تحد أمام السلطات الانتقالية في السودان في مساعيها لإنجاح اتفاقيات السلام مع حركات الكفاح المسلح وإنجاز التحول الديمقراطي بعد عقود تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
ويتسم الوضع في إقليم دارفور الذي عاش تحت وطأة الحرب لأكثر من 17 عاما، بالهشاشة، ونسيج اجتماعي متهالك، وهو ما يغذي الصراع القبلي، وفق مراقبين.
وتضمنت اتفاقية السلام المبرمة في جوبا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، حلولا لجذور الأزمة في دارفور وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، لكنها لم ترى النور بعد.
وخلفت حرب دارفور نحو 600 ألف قتيل وتشريد 2.5 مليون شخص، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.