"الأسد الأفريقي".. تعزيز للأمن وتعميق للشراكة المغربية الأمريكية
وضعت المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية آخر اللمسات على فعاليات الدورة المقبلة من مناورات "الأسد الأفريقي" العسكرية.
وينتظر تنظيم مناورات "الأسد الأفريقي" للعام 2022، في الفترة بين 20 يونيو/حزيران وبداية يوليوز/تموز 2022، في أكادير وطانطان والمحبس وتارودانت والقنيطرة وبن جرير.
ويعتبر التمرين العسكري، موعدا للمساهمة في تدعيم التعاون العسكري المغربي الأمريكي، ووضع لبنة إضافية في العلاقات المهمة التي تربط البلدين.
في هذا الإطار، يقول محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن هذه المناورات تأتي "في إطار عمل المملكة المغربية على تعزيز أمنها القومي بالنظر إلى مجموعة من التهديدات باتت تعرفها منطقة شمال أفريقيا، خاصة التطورات الإيجابية التي عرفتها قضية الوحدة الترابية".
توقيت ودلالة
وأضاف الغالي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "هذه المناورات لا تستهدف أية دولة بعينها، ولكنها تأتي في سياق تنامي الإضرابات والتهديدات في منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء".
وأشار إلى أن ما يُميز مناورات "الأسد الأفريقي 22" هو أنه يجري للمرة الأولى في شرق المغرب بمشاركة أكثر من 30 دولة.
واعتبر الغالي أن مشاركة هذه الدول "يعزز الثقة في المملكة المغربية على مستوى استتباب الأمن والسلم سواء على مستوى شمال أفريقيا أو باقي بقاع العالم".
وأكد أن إجراء هذه المناورات يؤكد أن المملكة تعتبر "فاعلا أساسيا فيما يتعلق بالدفاع عن قضايا الأمن المشتركة بين مختلف الدول، باعتبار أنها تجرى بين دول عديدة تساندها على توحيد وتنسيق جهودها فيما يتعلق بمحاربة كل ما يهدد أمنها وسلمها".
ورأى أستاذ العلم السياسية أن توقيت هذا التمرينات "يبرز أهمية العمل في هذه المستويات، في حين أن غيابها يمكن أن يقود إلى متاهات أخرى ويشكل نوعا من التهديد لاستقرار هذه الدول".
وفي وقت سابق، ذكرت القيادة العام للجيش المغربي، أن هذه المناورات التي سيتم تنفيذها بشكل مشترك بين القوات المسلحة الملكية والدول الشريكة ، في مختلف المجالات العملياتية البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية، وإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيماوي) ترمي بشكل أساسي إلى تطوير قابلية التشغيل البيني وتعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اتفقت الولايات المتحدة والمغرب على تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب وتعزيز السلام، في خطوة توشح علاقات استراتيجية طويلة الأمد.
الإعلان عن ذلك الاتفاق جاء في بيان مشترك، أعقب لقاء ثنائياً جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بنائبة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ويندي شيرمان، في العاصمة الرباط.
وفي السياق ذاته، عبرت الرباط وواشنطن عن عزمهما على مواصلة التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام والازدهار الإقليمي، وتنمية أفريقيا وأمن المنطقة.
وشدد البلدان في اللقاء، على أهمية الدور الحاسم الذي تقوم به المملكة في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلا عن مساهمتها في السلام والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط.
وسبق أن أشادت الولايات المتحدة في التقرير السنوي الذي تصدره وزارة خارجيتها حول الإرهاب، نهاية العام الماضي، بالجهود المغربية على مستوى محاربة الإرهاب والتطرف، مؤكدة تعاونهما القوي وطويل الأمد.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز