بعد 23 عاما.. هل تتكرر أزمة "الدوت كوم" مجددا؟
هل تتكرر أزمة الدوت كوم مجددا خلال العام الجاري أو العام المقبل على أبعد تقدير؟ هذا السؤال بدأ يراود كبار محللي وول ستريت مؤخرا.
أحد هؤلاء المحللين، هو كريس هارفي من بنك Wells Fargo، أحد أكبر خمسة بنوك في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يرى أن الارتفاع القوي في أسهم التكنولوجيا، لن يتوقف حتى يصبح الاحتياطي الفيدرالي أكثر عدوانية ويكسر الاقتصاد، بزيادات إضافية على أسعار الفائدة.
يقول هارفي، وهو رئيس استراتيجية الأسهم في Wells Fargo في مقابلة تلفزيونية بلومبرغ، إن السوق الآن تشبه الازدهار التكنولوجي في عامي 1999 و2000؛ والذي لم ينته حتى أدت السياسة النقدية المتشددة إلى اضطراب حاد في سوق الأسهم.
- شركة Nvidia للرقائق.. نجم شباك الأسهم العالمية في مايو
- العالم على أعتاب هزة اقتصادية.. رسائل صادمة من نتائج "الأسهم"
كان هارفي من بين الاستراتيجيين القلائل الذين توقعوا بشكل صحيح قفزة ما بعد الأرباح في الأسهم في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي في الأسهم الأمريكية وبالتحديد الأسهم التكنولوجية في ناسداك.
ومع ذلك، فإن دعوته بأن مؤشر S&P 500 يمكن أن يتداول عند مستوى منخفض يصل إلى 3410 في عام 2023، لم تتحقق بعد حتى اليوم على أقل تقدير.
يقول هارفي: "القضية رقم واحد التي علينا الاهتمام بها هي التكنولوجيا، فالموضوع الرئيسي أن أسهم التكنولوجيا ستبقى في حالة ارتفاع مستمر، ما لم يتم إحداث ركود في الاقتصاد الأمريكي عبر الفيدرالي وزيادات أسعار الفائدة".
وأضاف، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ: "ما حدث في عام 1999، هذا على الأرجح ما سيحدث الآن.. ولا أعتقد أنه يمكنك كسر الاقتصاد حتى يصبح بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر عدوانية".
عدوانية الفيدرالي التي تتمثل بزيادات إضافية على أسعار الفائدة، سيكون لها تبعات أبرزها بعض الاهتزازات في سوق الأسهم، وتراجع في السوق، وبالتالي تراجع في أسهم التكنولوجيا الكبيرة.
تفوقت الأسهم التكنولوجية هذا العام، بالتزامن مع إيقاف بنك الاحتياطي الفيدرالي حملته التشديدية مؤقتًا في يونيو/حزيران.
لكن صانعي السياسة توقعوا أن الأسعار ستتحرك أعلى مما كان متوقعا في السابق، استجابة لضغوط الأسعار المستمرة بشكل مفاجئ وقوة سوق العمل.
وارتفعت الأسهم الأمريكية هذا العام، بقيادة مجموعة من أسهم التكنولوجيا الرئيسية، حيث يراهن المستثمرون على أن التعرض للذكاء الاصطناعي سيعزز الأرباح.
ما هي فقاعة الدوت كوم؟
كانت فقاعة "الدوت كوم" فقاعة تقييم أصول حدثت في التسعينيات؛ حيث أدت هذه الفقاعة إلى الركود الناجم عن الاستثمارات عالية المضاربة في الأعمال التجارية القائمة على الإنترنت.
انفجرت الفقاعة في أوائل عام 2000، بعد أن أدرك المستثمرون أن العديد من هذه الشركات لديها نماذج أعمال غير قابلة للتطبيق.
فكانت فقاعة الدوت كوم فقاعة تقييم الأصول قد حدثت في الفترة من 1995 إلى 2000 حيث ضخ المستثمرون الأموال في الشركات القائمة على الإنترنت والتي تتسم بدرجة عالية من المضاربة.
نتجت فقاعة الدوت كوم إلى حد كبير عن نقص العناية الواجبة من قبل المستثمرين، استثمروا في شركات قائمة على الإنترنت دون تأهيل استثمار بمقاييس موثوقة.
وشهدت بورصة ناسداك انخفاضا بنسبة تزيد عن 50% بحلول نهاية عام 2000، مما أدى إلى ركود عام 2001 عندما فقد العديد من موظفي التكنولوجيا وظائفهم بعد إغلاق أصحاب العمل.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز