شهادات الـ25%.. مصر تضرب السوق السوداء وتعيد الدولار إلى السعر العادل
طرح أكبر بنكين حكوميين في مصر شهادات استثمار جديدة بعائد 25%، فيما اعتبره محللون "ضربة" للسوق السوداء وخطوة نحو سعر عادل للدولار.
وكان سعر الدولار في السوق السوداء بمصر قد تجاوز حاجز 35 جنيها مصر قبيل نهاية العام الماضي، وهو سعر أكد خبراء وبنوك استثمار أنه ناتج عن مضاربات لتجار العملة، وليس نتاج تطبيق واقعي لآليات العرض والطلب.
واليوم، قرر بنكا الأهلي المصري ومصر (الحكوميان) إصدار شهادات ادخارية لمدة عام واحد بعائد يصل إلى 25%، وعقب القرار هبط سعر الجنيه المصري مقابل الدولار إلى 26 جنيها للدولار الواحد.
- تفاصيل شهادات البنك الأهلي وبنك مصر الجديدة.. طرح بفائدة 25% سنويا
- الجنيه المصري يهبط إلى 26 مقابل الدولار "تحديث لحظي"
وسجلت أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري 26 جنيها (أو أكثر قليلا) في 4 بنوك عاملة في السوق المصري من بينها كريدى أجريكول والاستثمار العربي والعقاري المصري ومصرف أبو ظبي الإسلامي.
ضربة للسوق السوداء
وعلق الدكتور هاني جنية الخبير المصرفي قائلاً إن طرح شهادات ادخار بعائد 25% لمدة عام أمر متوقع وجيد، ويساهم في القضاء على السوق السوداء للدولار.
وأوضح أن الإصدار الجديد للبنوك الحكومية سيسهم في جذب السيولة الزائدة، وفي الوقت نفسه سيسهل توفير الدولار خلال الفترة المقبلة.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الجنيه المصري تراجع للسعر العادل، وفقا للدراسات الاقتصادية، لكن السوق يحتاج فترة للاستقرار والتكيف مع مشكلة الواردات والبضائع التى تراكمت في الموانئ.
من جهته، قال محمد صالح الخبير الاقتصادي إن الانخفاض الحالي للجنيه المصري أمام الدولار "أمر متوقع" خاصة مع طرح شهادات ادخار بعائد 25%.
وأشار إلى أن قرار البنوك الحكومية بطرح شهادات ادخار بعائد 25% يأتي للحفاظ على عدم تآكل الأموال خاصة أن معدلات التضخم تدور فوق 19.5% وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر.
هل ما يحدث تعويم للجنيه؟
وكانت الأسواق المصرية تترقب إجراء تعويم قوي لسعر الصرف عقب موافقة صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة 3 مليارات دولارات لصالح مصر ، غير أن البنك المركزي أكد في وقت سابق أن الحديث عن تعويم غير صحيح، حيث إنه يتم اتباع آليات سعر الصرف المرن التي تعني حركة الدولار أمام الجنيه وفقا لتغيرات العرض والطلب.
وفي نهاية العام الماضي قرر البنك المركزي رفع أسعار الفائدة 3% دفعة واحدة على الإيداع والإقراض، ليصل سعر الفائدة في مصر إلى 16.25% و17.255 على التوالي .
وتوقعت بعض بنوك الاستثمار العالمية منها ستاندرد تشارتر وإتش إس بي سي أن يتراوح سعر الجنيه المصري مقابل الدولار بين 26 و27.8 جنيه للدولار.
السوق السوداء للدولار
وقال الدكتور مصطفى بدرة الخبير المصرفي إن تحرك الدولار لأعلى أمام الجنيه أمر متوقع وطبيعي في ضوء عمليات الإفراج المستمرة عن البضائع، مشيراً إلى أن الإجراءات الحكومية الأخيرة تقضي على السوق الموازية للدولار تمامًا.
وأضاف أن ارتفاع الدولار في البنوك عند 26 جنيها يعني وجود طلب وعرض، مؤكداً أن طرح شهادات ادخار بعائد يصل إلى 25% ستؤدي إلى قيام بعض المستثمريين أو حاملى الدولار للتحول للجنيه المصري وشراء تلك الشهادات، خاصة أن العائد على الجنيه فيها يعد أعلى من العائد على الدولار في هذه الحالة.