"الشموع القاتلة" تفاقم الغضب من حماس في غزة
حريق أودى بحياة 3 أطفال اندلع نتيجة استخدام العائلة لشمعة في إنارة منزلهم في ظل انقطاع الكهرباء
أثارت وفاة 3 أطفال أشقاء حرقًا في غزة، حالة غضب في الأوساط الحقوقية والمجتمعية، وانتقادات لحركة حماس التي تدير القطاع، وسط مطالبات بتدخلات حقيقية لإنهاء الحصار والأزمات المرتبطة به.
ولقي الأشقاء محمود (5 سنوات) ومحمد (4 سنوات) ويوسف (3 سنوات) عمر الحزين، حتفهم حرقا، في وقت متأخر مساء الثلاثاء جراء حريق شبّ داخل منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ووفق مصادر فلسطينية؛ فإن الحريق اندلع نتيجة استخدام العائلة لشمعة في إنارة منزلهم في ظل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
عائلة "الحزين" التي توفي 3 من أطفالها ليست الأولى في مسلسل "الشموع القاتلة" وحوادث احتراق أفراد العائلات في قطاع غزة بسبب استخدام بدائل التيار الكهربائي، لإنارة منازلهم نظرًا للانقطاع المتواصل.
غضب من الإخفاق والإهمال
وأشعل الحادث حالة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات حادة للجهات الحكومية التي تديرها حركة حماس، لعدم إيجاد حلول حقيقية لأزمات قطاع غزة، بعد 14 عاما من سيطرتها عليه بالقوة.
وقالت مؤسسة "الضمير لحقوق الإنسان"، في بيان، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إنّ ما حدث "رسالة إنسانية وأخلاقية وقانونية موجّهة للسلطة الوطنية والحكومة في غزة، لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية من خلال ضرورة تطوير استراتيجية وطنية لتلبية احتياجات المواطن من الكهرباء عند انقطاع التيار الكهربائي الرئيسي".
واعتبرت المؤسسة أن "تجدد أزمة الكهرباء الحالية تعبير واضح عن استمرار إخفاق مسؤولي قطاع الكهرباء على إيجاد حلول جوهرية ونهائية واستراتيجية لهذه الأزمة المتجددة مما يحمل المواطن الفلسطيني وحده تبعات ومعاناة إضافية تثقل كاهله".
مطالبة بالتحقيق
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، تفاقمت أزمة الكهرباء بغزة مع جدول 4 ساعات وصل ونحو 20 ساعة قطع، وسط آمال بالعودة إلى الجدول السابق 8 ساعات وصل تليها 8 قطع بعد التفاهمات الأخيرة التي سمحت إسرائيل بموجبها إدخال الوقود لغزة.
وطالبت مؤسسة الضمير "النائب العام في قطاع غزة بضرورة فتح تحقيقات جديّة بظروف وملابسات الحادثة"، مُحملةً "جميع الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية المسؤولية الأخلاقية والقانونية جراء النتائج الكارثية المتوقعة لأزمة الكهرباء الحالية في قطاع غزة".
كارثة إنسانية
وهذه ليست المرة الأولى التي تسجل فيها وفيات بالحرائق الناجمة عن استخدام بدائل غير آمنة للكهرباء في غزة.
ودفع ذلك الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، للتعبير عن أسفها جراء استمرار الحوادث المأساوية الناجمة عن أزمة الكهرباء، محذرة بأن هذه الأزمة تؤدي إلى الاقتراب من حالة الكارثة الإنسانية، حيث مست بشكل خطير كافة المصالح الحيوية للسكان.
وحملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية المباشرة تجاه الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشها سكان القطاع، كونها السلطة المحتلة بموجب قواعد القانون الإنساني الدولي، وبسبب استمرار فرض الحصار غير القانوني على القطاع كشكل من أشكال العقاب الجماعي المحظور.
وطالبت الهيئة الدولية الجهات المختصة في الضفة وغزة بالوفاء بالتزاماتها تجاه سكان القطاع، والقيام بخطوات عملية، وبذل كافة الجهود واتخاذ كافة التدابير التي تكفل المعالجة الجذرية.
حقوق الأطفال في الصدارة
بدوره، قال الباحث الحقوقي بهجت الحلو إن ليلة أخرى مؤلمة قد مضت على نبأ فاجعة وفاة ثلاثة أطفال في قطاع غزة لحريق تسببت به شمعة في غرفة نومهم، ما يضع قضية حقوق الأطفال مرة أخرى في صدارة كل ما يجب القيام به.
وأشار الحلو إلى أن الأطفال هم أكثر الضحايا في قطاع غزة تأثراً بالحالة الرثة التي يعيشها قطاع غزة خصوصاً مع الانقطاع الدائم للكهرباء منذ سنوات طويلة سبقت ولادة الأطفال الذين قضوا في هذا الحريق.
وحذر من أن "العتمة والظلام الدائمين في قطاع غزة أورثا أطفالاً بانحرافات في أعينهم نتيجة فصولهم الدراسية التي تحتاج إلى إنارة، وأطفالاً تمتلئ أجسامهم بماء غير صالح للشرب، وبشواطئ لا تصلح لسباحتهم فيها نتيجة تلوثها بمياه الصرف الصحي بسبب تعطل أجهزة المعالجة لغياب الكهرباء.
جرائم التقصير
بدوره، قال الحقوقي الدكتور رامي عبده إن تكرار جرائم التقصير بحق الأطفال التي ينتج عنها أحداث كوفاة الأطفال الثلاثة اليوم حرقاً، يعكس فشلا لمنظومة الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة بما في ذلك دوائر رعاية الطفل والأسرة التابعة للشؤون الاجتماعية.
ورأى أن تكرار هذه الجرائم يمكن أن يفسر لنا سبب تشدد بعض الدول الغربية عبر نظام "السوسيال" الصارم تجاه الإهمال في رعاية الأطفال والذي يصل لسحب الطفل من ذويه.
الانقسام والفساد هو السبب!
وعبر صفحته على فيسبوك، عبّر الناشط مرعي بشير عن غضبه من تكرار هذه الحوادث المأساوية، قائلا: "يا وجع قلب أهاليكم.. وفاة 3 أطفال (4،5،6 أعوام) من عائلة الحزين؛ نتيجة اندلاع حريق في منزل عائلتهم، بسبب شمعة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع".
وأشار إلى أن المشهد تكرر قبل 8 سنوات مع أطفال عائلة بشير بدير البلح، حيث حرق 3 أطفال بسبب شمعة، معتبرا أن الشمعة ليست السبب، بل الانقسام والحصار والفساد وتورط أحزاب الكنبة.
بدوره، قال الفلسطيني ماجد شاهين: "النصيرات على موعد متجدد مع الحزن، في هذا الوطن يأتي الفرحُ على استحياءٍ كعذراء، ويأتي الحزنُ سافراً كفاجرة! وفاة ثلاثة أطفال حرقاً في مخيم النصيرات: يوسف ومحمد ومحمود الحزين إلى رحمة من الله ورضوانه لا حول ولا قوة إلا بالله".
وتعود أزمة الكهرباء في غزة إلى 2006، عندما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف مولدات شركة الكهرباء، إثر أسر الجندي جلعاد شاليط؛ حيث أصيب القطاع بعجز كبير في التيار الكهربائي حتى بات لا يفي بحاجة السكان المحليين.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز