إعلام فرنسي يحذر من أردوغان.. والعراق يؤكد مطامعه التوسعية
أكد مسؤول عراقي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لديه مطامع توسعية بالبلاد، في أعقاب تحذير إعلام فرنسي من سياسات أنقرة العدوانية.
وقال أيوب الربيعي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، في تصريحات صحفية، إن "نظام الرئيس الراحل صدام حسين عقد اتفاقية مع الجانب التركي قبل نحو نصف قرن أتاحت لقوات الأخير بالتوغل في أراضي البلاد مسافة محددة لمحاربة حزب العمال الكردستاني".
وأضاف: "لكن الموقف الميداني تطور بعدها وأصبح لدى أنقرة قواعد عسكرية وعمليات قصف جوي بذرائع متعددة".
- قوات أردوغان تنشئ نقطة عسكرية جديدة بسراقب السورية
- فوضى وأزمات.. سياسات أردوغان تعصف بالاقتصاد التركي
وأضاف الربيعي أن" تركيا لديها أطماع في العراق وما يحدث حاليا من عمليات توغل بين فترة وأخرى رسائل واضحة في محاولة لاستغلال وضع العراق الداخلي لفرض سياسة الأمر الواقع"، معتبرا أن "الوجود التركي من القواعد والجنود انتهاك لسيادة البلاد".
وأشار إلى أن "أي محاولة توغل كبيرة وسيطرة على المزيد من الأراضي لن تكون سهلة والعراق ليس بلداً ضعيفاً".
وشدد على "ضرورة أن يكون للحكومة موقف حاسم من هذه الخروقات من خلال عرض الملف على الأمم المتحدة والجامعة العربية وكل الهيئات الدولية الضاغطة بالإضافة إلى اعتماد العامل التجاري والاقتصادي في مسار إيقاف التوغل التركي خاصة وأن التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 10 مليارات دولار سنويا".
وتابع: "تركيا بلد مجاور ينبغي ألا يستغل وضع العراق الاستثنائي في فرض سياسات في شماله، وأن تكون حريصة على استقراره وعدم انتهاك سيادته وخلافه فإن المشاكل ستكبر".
وسلطت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية في تقرير لها، السبت، الضوء على ما سمته بـ"خطط الرئيس التركي أردوغان في 2021 وأنه عام التوسع الإقليمي"، بالنسبة له.
وذكرت "لو فيجارو" ، أنّ "الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، سيواصل مخططاته التوسعية، مُعتبرة أنّ "العام 2021 هو عام التوسع الإقليمي للرئيس الذي أسكرته تدخلات بلاده العسكرية في 2020 في كلّ من سوريا وليبيا والقوقاز، ويتجه نحو فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط".
وحذّرت الصحيفة الفرنسية من أنّ "أردوغان بات يتطلع الآن نحو العراق، إذ لم يعد هناك ما يُوقفه، ولن يكتفي بالغارات التركية التي باتت اعتيادية على المناطق الكردية في شمال العراق، ويعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما شنّ حزب العمال الكردستاني حرب العصابات الانفصالية".
وأضافت، أنّ "العمليات العسكرية التركية تكثفت بقوة العام الماضي بمُسمّيات مختلفة، وهو ما يُوحي بعملية أكبر في الأشهر المقبلة واحتلال أراضٍ عراقية وإقامة قواعد عسكرية دائمة بحجة تطهير المنطقة الحدودية بين تركيا والعراق من أيّ وجود لمُقاتلي منظمة حزب العمال الكردستاني، التي تُصنّفها أنقرة إرهابية".
من جهتها، تناولت صحيفة "لوموند" خلافات باريس مع أنقرة حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط وإقليم ناغورني قره باغ المُتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، مُستبعدة تطبيع العلاقات الفرنسية التركية.
وأرجعت ذلك إلى "استفزازات حكومة أردوغان للاتحاد الأوروبي، ودعمها التطرف في فرنسا، وقيادة حملة كراهية وتحريض ضدّ الرئيس إيمانويل ماكرون".
واعتبرت الصحيفة أنّ "أردوغان يتخوف جدّيًا من فرض بروكسل مزيدا من العقوبات على أنقرة في مارس/آذار المقبل، خاصة مع تولّي باريس مؤخرا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الذي يتعرّض لابتزاز متواصل من قبل الرئيس التركي في قضية الهجرة غير الشرعية".
وعدّدت الصحيفة، "تدخلات أردوغان غير المشروعة منذ 2016، حيث يُهاجم الأكراد حلفاء التحالف الدولي المُناهض لتنظيم داعش الإرهابي، ويُغيّر ميزان القوى في ليبيا عبر دعم ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس، أما في شرق البحر المتوسط فيعتدي على سيادة اليونان وقبرص، فيما يُرسل مُرتزقته للقتال إلى جانب أذربيجان ضدّ أرمينيا".
واعتبرت "لوموند"، أنّ "2021 هو عام كل المخاطر على أردوغان في الداخل على الرغم من محاولته الظهور كقائد عسكري جريء خارج حدود بلاده، إذ أدّى الركود الاقتصادي والأزمة المعيشية للأتراك وسوء إدارة أزمة فيروس كورونا الصحية إلى تقويض شعبية الرئيس التركي في بلاده على نحوٍ غير مسبوق"، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن "عزلته السياسية تزداد على الصعيد الدولي"، مُستبعدة "نجاحه في استعادة ثقة الناخبين المُحبطين والحلفاء التقليديين، إذ لم يعد التساهل مع أردوغان في محلّه"، على حدّ تعبير الصحيفة الفرنسية.
ورأت الصحيفة، أنّ "صبر الحلفاء في نهايته والتسوية مع زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لم تعد مُمكنة".
ومنذ نحو عام، تشن أنقرة حملة عسكرية داخل الأراضي العراقي بعمق يصل إلى 150 كيلومترا، بذريعة مطاردة عناصر الحزب العمال الكردستاني المعارضين للنظام السياسي التركي.
وعد العراق ذلك تدخلاً سافراً وانتهاكاً لمواثيق حسن الجوار وقدم أكثر من مذكرة احتجاج دون أي جدوى.
وأسفرت العمليات العسكرية التي تشنها أنقرة عن سقوط عشرات الضحايا من الأبرياء في العراق، وإلحاق أضرار فادحة بالممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن التسبب بموجات نزوح لسكان المناطق القروية، التي عادة ما تكون قريبة من نيران المدافع والطائرات التركية.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA=
جزيرة ام اند امز