لعنة السياسة تطارد أصحاب ماركة فيات.. ماذا تعرف عن عائلة «أنييلي» الأسطورية؟
عائلة من الطراز الاقتصادي الثقيل، بل هي صاحبة "جوهرة التاج" الإيطالية، تجد نفسها اليوم في صدام مع السياسة.. ما القصة؟
إنها عائلة "أنييلي" المليارديرة، التي وظفت شركتها لصناعة السيارات "فيات" أكثر من 170 ألف شخص في سبعينيات القرن العشرين، وكانت الحكومات المتعاقبة تتودد إليها من خلال الحوافز والسياسات المواتية.
- موانئ دبي وبريتش إنترناشيونال.. شراكة استثمارية لتطوير ميناء بنانا بالكونغو
- شراكة واعدة بين مطارات أبوظبي وباريس..تعزيز البنية التحتية للنقل الجوي
في البداية، تُعتبر عائلة أنييلي من العائلات المعروفة والمرموقة جداْ في إيطاليا. و قد ارتبط اسم العائلة باسم الفريق الأكثر شعبية في إيطاليا (يوفنتوس) وأيضاْ ارتبط اسم العائلة بشركة السيارات الإيطالية المعروفة (فيات).
تعود بداية شهرة العائلة إلى جيوفاني أنييلي الجد الذي عاش من 1866-1945 والذي ولد في بلدة Villar Perosa القريبة من Piedmont بجوار تورينو شمال إيطاليا. و كان جيوفاني أنييلي الجد هو المؤسس لشركة فيات منذ ذلك الوقت وعلى يده بدأت هذه الشركة بالإنتاج.
واستمرت عائلة أنييلي في إنجاب أشخاص لهم وزنهم في المجتمع الإيطالي. ومنهم إدواردو أنييلي ابن جيوفاني أنييلي، وقد كان من الصناعيين الكبار في إيطاليا. وقد عاش بين عامي 1892-1935.. وتزوج من دونا فيرجينيا بوربون ديل مونتي بنت أمير سان فاوستينو وأنجبا جيوفاني أنييلي حفيد جيوفاني أنييلي الجد.
ورغم تاريخها العريق في عالم المال والصناعة، لكن الأمر لم يعد كذلك، خاصة في ظل الصدام المتجدد مع السياسة. كان آخر ملامح هذا الصدام بين رئيسة الوزراء اليمينية جورجيا ميلوني وسليل العائلة جون إلكان وخليفة "فيات كرايسلر" (ستيلانتيس) التي أعيدت تسميتها بعد اندماج المجموعة مع شركة بي إس إيه الفرنسية في عام 2021.
صدام قديم
ووفق صحيفة "بوليتيكو"، كانت شركة "ستيلانتيس" التي تمتلك عشرات العلامات التجارية التي تتراوح من فيراري ومازيراتي إلى بيجو وسيتروين وجيب، في مرمى ميلوني منذ فترة طويلة.
وعلى مدى الأشهر الماضية، انخرطت الحكومة الإيطالية في مجموعة واسعة من الصراعات مع ستيلانتيس - وريثة شركة صناعة السيارات الإيطالية الشهيرة "فيات"، والتي تعد الآن واحدة من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم - لعدم استثمارها بشكل كافٍ في البلاد.
عندما كانت عضوا في البرلمان على مقاعد المعارضة، كانت ميلوني واحدة من أشد المعارضين للاندماج الفرنسي الإيطالي بين فيات كرايسلر وصانع بيجو بي إس إيه، والذي أدى إلى ولادة "ستيلانتيس" في عام 2021.
في ذلك الوقت، حذرت ميلوني من أن الصفقة كانت استحواذا فرنسيا خطيرا على جوهرة التاج الإيطالية، مما أدى إلى تأجيج التنافس الاقتصادي الفرنسي الإيطالي الدائم.
والآن. وبعد أن تولت السلطة، تعمل رئيسة الوزراء اليمينية على تصعيد معركتها ضد "ستيلانتيس" من خلال إجبار الشركة على تغيير اسم طراز جديد من "ألفا روميو" تم تصنيعه في بولندا، وإزالة الأعلام الإيطالية من السيارات التي يتم تصنيعها في الخارج.
وفي انتقاد واضح لشركة فيات، التي يتم تسويق سيارتها متوسطة الحجم 600 كمنتج من منتجات "دولتشي فيتا" الإيطالية ولكنها مصنوعة في بولندا، قالت ميلوني: "إذا كنت تريد بيع سيارة والإعلان عنها كجوهرة إيطالية، فيجب تصنيع هذه السيارة في إيطاليا".
وفي سيرتها الذاتية السياسية لعام 2021 "أنا جورجيا"، وصفت تأسيس "ستيلانتيس" بأنه "فضيحة تعرّض آلاف الوظائف وجميع صناعات سلسلة التوريد للخطر في إيطاليا".
العدو المثالي
" ستيلانتيس هي عدو مثالي لميلوني"، هكذا يرى ورينزو كاستيلاني، عالم السياسة في جامعة لويس في روما، في حديثه لصحيفة بوليتيكو.
لكن كاستيلاني قال إن "رئيسة الوزراء تخسر المعركة ضد عملاق السيارات حيث ليس لدى إيطاليا طريقة حقيقية لإجبار ستيلانتيس على القيام بمزيد من الاستثمارات في البلاد".
إنتاج مليون مركبة
وكانت حكومة ميلوني قد دخلت في محادثات مع "ستيلانتيس" منذ الصيف الماضي، بشأن خطة طويلة الأجل تتضمن زيادة الإنتاج السنوي للشركة في إيطاليا إلى مليون مركبة، لعكس اتجاه الانخفاض في إنتاج السيارات الوطنية.
وتقول الحكومة والنقابات إن ستيلانتيس لا تفي بهذا الوعد، حيث انخفض الإنتاج في إيطاليا بأكثر من 25% في النصف الأول من هذا العام مقارنة بعام 2023.
وخلال نفس الفترة، انخفض صافي ربح الشركة أيضا إلى النصف تقريباً على أساس سنوي، من 10.9 مليار يورو إلى 5.6 مليار يورو. بحسب أرقام أوردتها رويترز.
ومنذ الاندماج مع شركة PSA الفرنسية، خفضت الشركة أكثر من 10000 وظيفة في إيطاليا، معظمها من خلال تشجيع العمال الأكبر سناً على التقاعد.
وفي هذا العام، تم تعليق العديد من خطوط إنتاج ستيلانتيس في إيطاليا، بما في ذلك إنتاج سيارات فيات 500 ومازيراتي، مع حصول العمال على رواتب مخفضة بموجب ما يسمى "كاسا إنتغريزيوني"، وهو مخطط دعم قصير الأجل للرواتب.
أسطول يتحرك على الأرض
وتمتلك المجموعة جميع العلامات التجارية الأسطورية للسيارات الإيطالية باستثناء فيراري، وهي شركة مستقلة، ولامبورغيني، التي تمتلكها الآن شركة أودي الألمانية.
والعام الماضي، بلغ إجمالي إنتاج ستيلانتيس في إيطاليا حوالي 750 ألفا - وكان الرقم أقل بقليل من 750 ألفا في فرنسا، بحسب رويترز.
وفي أواخر الثمانينيات، عندما كانت فيات في صعود، حيث بلغ الإنتاج السنوي للسيارات في إيطاليا ما يقرب من 2 مليون سيارة.
لكن بعد المخاطرة بالإفلاس في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انتقلت فيات، بطلة البلاد السابقة، من أصولها الإيطالية، واندمجت أولا مع كرايسلر في عام 2009، ثم مع PSA الشركة الأم لبيجو في عام 2021.
والآن، أصبحت فيات واحدة فقط من العلامات التجارية الـ14 لشركة ستيلانتيس، ولديها مجموعة طرازات مخفضة.
وللمرة الأولى منذ ما يقرب من قرن من الزمان لم تكن العلامة التجارية الأكثر مبيعًا في إيطاليا في ديسمبر/كانون الأول، حيث خسرت التاج لصالح فولكس فاجن.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg
جزيرة ام اند امز