20 اتفاقية نوعية.. السعودية والصين تستشرفان التكامل الاقتصادي
عقد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء والرئيس الصيني شي جين بينغ، جلسة مباحثات رسمية، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة والصين.
وقَّعت شركات سعودية وصينية الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، 20 اتفاقية استثمارية، وذلك في إطار زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، للمملكة، بحضور وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وممثلي الجهات الحكومية ذات العلاقة بالقطاعات التي تم توقيع الاتفاقيات حولها.
وشملت الاتفاقيات بين الجانبين عدة قطاعات في مجالات الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية الكهروضوئية وتقنية المعلومات والخدمات السحابية والنقل والخدمات اللوجستية والصناعات الطبية والإسكان ومصانع البناء.
وأكد وزير الاستثمار أن الاتفاقيات اليوم تعكس حرص المملكة بقيادة خادمِ الحرمين الشريفين ووليِّ العهد، على تنمية وتطوير علاقات المملكة في جميع المجالات؛ ومنها الاقتصادية والاستثمارية مع الصين.
وبيّن المهندس الفالح، أن هذه الزيارة تعكس حرص قيادتي البلدين على تنمية وتعزيز العلاقات والشراكة بين البلدين في جميع المجالات، بما فيها الاقتصادية والاستثمارية، مضيفا أن الزيارة سُتسهم في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وأوضح أن المملكة وجمهورية الصين الشعبية تجمعهما علاقات راسخة وشراكة وثيقة شهدت تطوراً شاملا خلال السنوات الماضية، خاصة بعد الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، التي نتج عنها تعاون مثمر شمل مختلف المجالات.
وأفاد بأن المملكة في ظل رؤية 2030 تتيح فرصًا استثمارية غير مسبوقة في قطاعات متعددة؛ منها الطاقة المتجددة والصناعة والاتصالات وتقنية المعلومات والتقنية الحيوية والسياحة والبناء والتشييد وغيرها، معرباً عن تطلعه لتعزيز الاستثمارات بين المملكة والصين، داعياً الشركات الصينية والمستثمرين للقدوم إلى المملكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية ذات العوائد المجزية.
وأشار إلى أن وزارة الاستثمار، تعمل بالتعاون مع العديد من الشركاء في القطاعين العام والخاص في المملكة، للبحث عن الفرص الاستثمارية المتميزة وجذب الاستثمارات إليها، وتوفير بنية تحتية داعمة، وبيئٍة استثمارية جاذبة ومحفزة وآمنة، استناداً إلى ما تمتلكه المملكة من مزايا خاصة، يتمُ تسخيرها لبناء اقتصاد أكثر تنوعا واستدامة، حيث تحظى المملكة بموقع جغرافيٍ إستراتيجي يربط بين ثلاث قارات، ويطل على بعض أكثر المعابر المائية أهمية، وتتوفر فيها موارد الطاقة والكفاءات البشرية الشابة، وهي أكبر اقتصادٍ في منطقة الشرق الأوسط، وأقوى الأسواق في المنطقة، مؤّكدًا أن كلَّ هذه العناصر وغيرها تُسهم في تعزيز فرص نجاح التعاون بين المملكة والصين لما فيه خير البلدين وشعبيهما.
اتفاقيات ومذكرات تفاهم نوعية
وبعد ذلك شهد ولي العهد السعودي والرئيس الصيني، مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين، وهي كالتالي:
أولاً: خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية.
ثانياً: مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية.
تبادلها من الجانب السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة، ومن الجانب الصيني، رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح السيد خه ليفنغ.
ثالثاً: اتفاقية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية للتعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية.
تبادلها من الجانب السعودي، وزير العدل الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، ومن الجانب الصيني، مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي.
رابعاً: مذكرة تعاون لتعليم اللغة الصينية.
تبادلها من الجانب السعودي، وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبد الله البنيان، ومن الجانب الصيني، مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي.
خامساً: مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر.
تبادلها من الجانب السعودي، وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، ومن الجانب الصيني، وزير التجارة وانغ ونتاو.
سادساً: خطة عمل لتفعيل بنود مذكرة التعاون في مجال الإسكان.
تبادلها من الجانب السعودي، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ ماجد بن عبد الله الحقيل، ومن الجانب الصيني، وزير التجارة وانغ ونتاو.
اتفاقيات بالتكنولوجيا والسيارات الكهربائية
وكانت الرياض قد شهدت، أمس الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، توقيع عددٍ من الاتفاقيات بين شركات سعودية وشركات صينية في مجالات الطاقة، والطاقة المتجددة، والاتصالات والرقمية.
كان من أبرزها اتفاقية مع شركة هواوي الصينية و4 اتفاقيات في مجال الطاقة مع شركة أكواباور وشركة رؤية للصناعة.
كما تضمنت هذه الاتفاقيات مجال السيارات الكهربائية جمعت شركة أوج الطاقة السعودية مع شركة صينية تستهدف فتح مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية في المنطقة الشرقية خلال العامين القادمين.
من جانبه، نوه رئيس اتحاد الغرف السعودية عجلان العجلان بالعلاقات السعودية الصينية المتميزة وما تشهده من تطور مستمر على الأصعدة كافة، في ظل الإرادة السياسية القوية والداعمة والشراكة الإستراتيجية القوية التي تجمع البلدين الصديقين وبخاصة على الصعيد الاقتصادي، معربا عن ترحيب قطاع الأعمال السعودي بزيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة وتطلعه لنتائجها وانعكاسها الإيجابي على العلاقات الاقتصادية والمستثمرين بالبلدين.
وقال: "إن البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية وتاريخية متينة حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول للمملكة، كما نما حجم التبادل التجاري خلال العام 2021 بنسبة 37% ليصل إلى 304.3 مليار ريال، وبذلك تستحوذ المملكة على نحو 26% من التجارة الخارجية للصين مع الدول العربية، حيث تعد أكبر شريك للصين في غرب آسيا وشمال أفريقيا، فيما بلغ حجم استيراد وتصدير البضائع بين البلدين من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2022 ما قيمته 358 مليار ريال مما يعكس قوة وتنوع التجارة بين البلدين".
وأشاد بالدور المميز الذي لعبته الشركات الصينية في المملكة وتنفيذها للعديد من المشروعات الضخمة في مختلف القطاعات وتاريخها المشرف والحافل بالإنجازات، مؤكداً أن رغبة تلك الشركات للاستثمار بالمملكة مستمرة بما لديها من قدرات وخبرات عالية حيث تشكل الاستثمارات الصينية قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز