اتفاق تاريخي لتوحيد الجيش الليبي.. هل تعرقله المليشيات؟
نجح الليبيون في الوصول لاتفاق تاريخي لبدء الشروع في عملية توحيد المؤسسة العسكرية التي ظلت منقسمة لأكثر من 11 عاما.
فبعد يومين من اجتماعات هي الأولى من نوعها عقدت في العاصمة طرابلس، بين رئيس أركان الجيش الليبي الفريق عبدالرزاق الناظوري ورئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد، وقيادات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، أعلنت اللجنة بدء خطوات توحيد المؤسسة العسكرية.
ويخشى الليبيون من أن تقف المليشيات عثرة في طريق تنفيذ الاتفاق المنتظر منذ سنوات لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، إلا أن خبراء أكدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات لن تستطيع عرقلة هذا المسار.
أزمة عسكرية أمنية
ويقول السياسي والحقوقي الليبي عبدالله الخفيفي إن أزمة ليبيا في حقيقتها أمنية وعسكرية وليست سياسية.
وتابع الخفيفي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن النجاح في هذا المسار الأمني والعسكري وتوحيد المؤسسة العسكرية سيجرد الجهات المتصارعة من أوراق الضغط التي لديها، ما يسهل حل الإشكاليات الأخرى.
وأضاف أن المليشيات توقن أنها مهددة بالرحيل عن ليبيا في أي وقت حال نجاح المسار الأمني والذي ينص على حلها ونزع سلاحها، خاصة تلك المؤدلجة أو الإرهابية أو المطلوبة دوليا لتورطها في جرائم ضد الإنسانية.
وأشار إلى أن المليشيات ستحاول عرقلة هذا المسار فالاتفاق على توحيد المؤسسة العسكرية ليس وليدة اليوم، بل منذ اتفاق توحيد الجيش الليبي في القاهرة 2018، ومن المحتمل أن تحاول عرقلة هذا المسار إما بالضغط لعزل الفريق محمد الحدا كما فعلت مع عبدالرحمن الطويل، وإما إحداث قلاقل ومحاولة جر البلاد إلى اشتباكات أو إزكاء الخلافات.
ونوه إلى أن ما حدث الآن وهو الاتفاق على إعادة توحيد المؤسسة العسكرية لم يكن ليحدث إن لم يكن هنالك دعم دولي ورغبة دولية لإنجاح هذا المسار، وبالتالي فلن تستطيع المليشيات أن تقف عثرة في هذا الطريق.
ومن جانبه، يرى الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح أن المليشيات انتهى دورها الذي تلعبه منذ عام 2011، ولم يعد مقبولا أي تدخل منها في المشهد العام.
وتابع في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن هذا المبدأ أصبح من المسلمات، ليس لدى الليبيين فقط بل المجتمع الدولي كذلك، وأصبح من الضروري قيام مؤسسة عسكرية موحدة بالبلاد.
دور العسكريين
الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح أشار أيضا إلى أن القوات المسلحة العربية الليبية حققت إنجازات مهمة وكبيرة في كافة المجالات من تثبيت الأمن والقضاء على الإرهاب ومحاربة التهريب وبناء الاستقرار، وهو ما فشلت فيه المليشيات، بل كانت ضلعا أساسيا في انتشار هذه الجرائم.
ونوه إلى أن العسكريين في كافة ربوع ليبيا لن يسمحوا بدور جديد للمليشيات، ولذلك تعاونوا مع اللجنة العسكرية، وقدموا إلى سرت بحماية الجيش، وكذلك ذهب رئيس أركان الجيش إلى عقر دار المليشيات في طرابلس.
وأوضح أن المليشيات لن تكون عقبة أمام التقدم في المسار الأمني، في حال التوافق التام بين العسكريين، مضيفا: "ما نشهده يؤكد أن الجيش أصبح شبه موحد بالمواقف الموحدة للجنة العسكرية والدوريات المشتركة من الشرق والغرب".
ومضى في حديثه: "لم يتبق سوى الإجراءات الإدارية الخاصة بتبادل المعلومات، وحل هذه المليشيات الموجودة على الأرض وإن كانت مهمة غير سهلة".
واختتم بأن مهمة حل المليشيات يجب ألا يتم إهمالها ووضع خطة واضحة من اللجنة العسكرية بدعم دولي من المراقبين الدوليين والدول الراعية لعملية برلين، وتوقيع عقوبات حاسمة وفعالة على المخالفين.
ومنذ صباح الإثنين، اجتمع رئيس الأركان الفريق عبدالرزاق الناظوري ورئيس أركان المنطقة الغربية واللجنة العسكرية 5+5 في العاصمة طرابلس استكمالا لاجتماعات القاهرة بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، التي عقدت في 15 يونيو/حزيران الماضي، بحضور الناظوري والحداد.
حينها قالت البعثة الأممية عن هذا الاجتماع إنه يهدف لمواصلة مناقشة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق جهود وترتيبات انسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب.
وأسفرت الاجتماعات في طرابلس عن إعلان أهم النقاط المحددة لعملهم في عملية توحيد المؤسسة العسكرية، والتي تقتضي نبذهم العنف ورفضهم عـودة الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، ودعمهم الكامل لمدنية الدولة وإبعاد المؤسسة العسكرية عـن التجاذبات السياسية.