الابتكار الزراعي للمناخ.. قصة نجاح جديدة تسطرها الإمارات وأمريكا
بعد تحقيقهما نجاحات باهرة في قطاع الطاقة المتجددة إثر التركيز عليه، تعتزم الإمارات وأمريكا تكرار نفس النجاح لصالح الغذاء هذه المرة.
واليوم، كشفت الإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، بدعم من المملكة المتحدة والبرازيل والدنمارك وإسرائيل وسنغافورة وأستراليا والأورغواي، عن "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ" وذلك خلال قمة القادة للمناخ التي عقدت اليوم افتراضياً برعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
- محمد بن راشد: الإمارات ملتزمة بتحويل تحديات التغير المناخي إلى فرص
- الملك سلمان: التغير المناخي يهدد الحياة على كوكب الأرض
وتهدف المبادرة إلى تكثيف وتسريع جهود الابتكار والبحث والتطوير العالمية في جميع جوانب القطاع الزراعي على مدى السنوات الخمس المقبلة للحد من تداعيات تغير المناخ والتكيف معه.
وجاء إطلاق المبادرة خلال كلمة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة، والتي شدد فيها على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للعمل من أجل المناخ بوصفه قضية ملحة وتحد عالمي كبير.
ويأتي إطلاق المبادرة استجابةً لما يشهده العالم اليوم من زيادة مستمرة في عدد السكان، والحاجة المتزايدة لإنتاج الغذاء، في وقت تسهم فيه تداعيات تغير المناخ على الحرارة والطقس، بالإضافة إلى التأثيرات الموسمية على الممارسات الزراعية، في دفع الكثير من المزارعين نحو حافة الفقر، الأمر الذي يتطلب تطوير تقنيات وأساليب جديدة مبتكرة لتمكين القطاع من التعامل مع تحديات تغير المناخ، مع تقليل انبعاثات غازات الدفيئة وخلق فرص اقتصادية ومهارات ووظائف جديدة.
كما يسهم القطاع الزراعي بنحو ربع انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، ويعد كذلك واحداً من أكثر القطاعات عرضةً لتأثيرات تغير المناخ.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي: "تولي دولة الإمارات أولويةً قصوى للابتكار العالمي في مجال إنتاج الغذاء، وذلك نظراً لاعتمادها إلى حد كبير على الواردات الغذائية، ومن خلال مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، سنعمل مع الولايات المتحدة وشركائنا الآخرين لتحفيز الاستثمار وتعزيز الالتزام في هذا القطاع، تماماً كما فعلنا في قطاع الطاقة، حيث تمكنا من خفض تكلفة مصادر الطاقة المتجددة من خلال الاستثمار المبكر والسياسات الواضحة والشراكات الدولية".
وأضاف: "تمتلك دولة الإمارات خبرات كبيرة في مجال الزراعة والاستدامة، وتركز القيادة على تطوير هذا الإرث الذي أرساه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بما يضمن امتداد تأثيره الإيجابي في مختلف أنحاء العالم".
وأكد أن "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ" تعتمد على خبرات دولة الإمارات في تبني التكنولوجيا الحديثة بشكل استباقي والاستثمار فيها والارتقاء بها لمواجهة التغير المناخي، مما يمثل حقبة جديدة من التعاون لتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى للعالم ككل".
وتعليقاً على هذه المبادرة، قال جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون التغير المناخي: "تفخر الولايات المتحدة بأن تطلق هذه المبادرة الرائدة للابتكار الزراعي للمناخ مع دولة الإمارات والعديد من الشركاء الداعمين الآخرين".
وتابع: "خلال زيارتي الأخيرة إلى الإمارات، دهشت بالحلول والممارسات المبتكرة التي يتم تطبيقها في التعامل مع تحديات الغذاء والمناخ، وأعلم أننا جميعاً يمكن أن نستفيد من خلال مشاركة أفضل الممارسات وزيادة طموح الابتكار في ما يتعلق بالزراعة الذكية والصديقة للمناخ".
وأضاف: "يمكن لهذه المبادرة أن توفر منصة فريدة للتعاون بين العديد من الدول للتصدي لهذه التحديات المشتركة".
وأكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي: "إن دولة الإمارات تتبنى نهجاً واضحاً تجاه تعزيز أمنها الغذائي وفق أسس مستدامة تتبنى التكنولوجيا الحديثة والابتكار كمنهج عمل في استراتيجياتها الوطنية للأمن الغذائي".
وأوضحت: "تم إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تطبيق تكنولوجيا الزراعة الحديثة والمضي قدماً في منظومة متكاملة للبحث والتطوير بما يخدم إيجاد حلول للتحديات الغذائية مع مراعاة كافة الأبعاد البيئية والمناخية، ومنها مبادرة "منصة أبحاث الغذاء" لتوفر مصدراً مفتوحاً لأحدث الأبحاث العلمية حول الغذاء وتطوير الإنتاج الغذائي المستدام".
وأضافت: "تمثل "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ" خطوة مهمة نحو تفعيل منظومة عمل عالمية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي مع تحقيق أهداف المناخ العالمية، وبما يدعم أيضاً تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ونحن فخورون بأننا شركاء في هذه المبادرة الرائدة، التي تساهم في تبني الطاقة النظيفة والمتجددة من أجل الحد من الانبعاثات الكربونية وبالتالي التحول إلى أنظمة غذائية مستدامة".
من جانبه، قال توم فيلساك وزير الزراعة الأمريكي: "يسعدني أن تشارك الولايات المتحدة في إطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، التي تسعى لتحقيق هدف بالغ الأهمية يتمثل في تسريع وتيرة الابتكار الزراعي العالمي من خلال تكثيف جهود البحث والتطوير، وتسليط الضوء على الحلول الزراعية المستندة إلى البيانات العلمية من أجل الحد من تداعيات تغير المناخ والتكيف معه. وكلي ثقة بأننا من خلال التعاون سنتمكن من مواجهة التحديات المناخية المشتركة، ونحن في وزارة الزراعة نتطلع إلى العمل مع الآخرين والمضي قدماً في مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ".
من جانبه، قال ألوك شارما، رئيس الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف: COP26"ترحب المملكة المتحدة بالمقترح الجديد بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة بشأن الابتكار الزراعي كمساهمة إيجابية في جهود رئاسة مؤتمر الدول الأطراف COP26 حول الطبيعة، حيث تعتبر الاستثمارات في تكنولوجيا الزراعة ضرورية لتحفيز الابتكار اللازم لبناء المرونة ومواجهة تداعيات التغير المناخي وعكس مسار الخسائر في التنوع البيولوجي".
وسيتم إطلاق "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ" رسمياً خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 26 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حيث تسعى المبادرة إلى بناء تحالف أوسع لتحفيز المزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير الزراعي ورفع سقف الطموحات العالمية ودعم العمل المناخي في جميع الدول حول العالم، بما يشمل تمكين عمليات اتخاذ القرار ووضع السياسات استناداً إلى البحوث والبيانات العلمية.
كما تؤكد المبادرة على أهمية الاستثمار في الابتكارات والبحث والتطوير في مجال الزراعة تحسين الطرق والوسائل المتبعة حالياً وتوفير سبل جديدة ومستدامة لزيادة الإنتاج الزراعي، وزيادة المداخيل، والتكيف وبناء المرونة في مواجهة التغير المناخي، بالتوازي مع تقليل انبعاثات غازات الدفيئة وخفض الانبعاثات الكربونية.
وتستهدف المبادرة الابتكار والبحث والتطوير في مجالات عدة، تشمل التحسينات المستدامة للإنتاجية، واستخدام الأراضي والمياه والكربون وغيرها من المصادر بكفاءة، وإنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية بشكل مرن، وتطوير الأدوات الرقمية، وتمكين النظم الغذائية الشاملة والعادلة والمستدامة.
ومن المخطط أن يتم استعراض "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ" خلال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في سبتمبر/ أيلول المقبل، قبل أن يجري إطلاقها خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 26 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.